هذه رسالة قيل إنها للغنوشي زعيم الإخوان المسلمين في تونس، ثم قيل إنها مفبركة، ثم قيل إنها كانت له ومن ثمَّ تبرأ منها، ولو صحت لكانت صحوة ولكانت مراجعة ولصلحت أن يقرأها كل الإخوان خاصة من أهل الخليج الذين سخرهم «إخوان» الشمال لخدمة دولهم، ولخدمة تسلطهم ولخدمة زعاماتهم، فلا يكون زعيماً للتنظيم من أهل الخليج أبداً، ولا يراد لغير أهل الشمال الزعامة، وقد اتخذوا إخوان الخليج مطية لهم ولأحلامهم، كما تصارعوا بينهم من بعد تدمير أوطانهم وخرابها، لولا أن نجانا الله من فتنهم.

هو حال جماعة الولي الفقيه، فلا مرجعية دينية عربية لا بد أن تكون المرجعية فارسية، وهذا باعتراف آيات الله من أهل العراق، فقد سخروا العرب لخدمة الفرس بحجة وحدة الأمة، وفي الحالتين كان الاتباع من أهل الخليج مؤمنين وإخواناً من الدرجة الثانية، ضحكوا عليهم وقادوهم لحتفهم ولخراب أوطانهم.

هذه الرسالة المفبركة أو التي قيل إن الغنوشي تبرأ منها نصها التالي:

فيما يلي رسالة الغنوشي لاجتماع اﻹخوان المسلمين بتركيا:

لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري ولكنني أرى يوماً بعد يوم أن لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي، لن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة، أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى والأهم، لا أريد لتونس أن تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد، أريد لتونس أن تحمي أبناءها بكل أطيافهم وألوانهم السياسية، أنا وبالفم الملآن أعلن لكم أن طريقكم خاطئ وجلب الويلات على كل المنطقة، لقد تعاميتم عن الواقع وبينتم الأحلام والأوهام وأسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها، لقد حذرتكم في مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي، أنا الآن جندي للدفاع عن أراضي تونس ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطني، لأن سقوط الوطن يعني سقوطي، عليكم أن تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل ومن هو المستفيد، لقد صورتم لنا أن مصر ستنهار وأنكم ستستعيدون الحكم في مصر خلال أسابيع أو أشهر ولكن للأسف فقد أثبتم بأنكم قليلو الحيلة وتحالفتم مع منظمات إرهابية تدمر أوطانكم، ماذا سيتبقى لكم في حال دمار وطنكم؟ يجب ألا تكون الكراسي هي الهدف فالوطن هو الأهم، يجب أن نعرف أنفسنا من جديد بأننا الوطنية الإسلامية، يجب أن نقر بالوطنية ونتعامل معها لأنه لا يمكن لنا أن نبني أمة إسلامية دون أن يكون هناك وطنية إسلامية وهذه نقطة الخلاف الأساسية بيننا، ماذا يفعل الإرهاب المسلم القادم من باكستان أو موريتانيا أو السعودية في أراضي تونس؟ ماذا يريد؟ ألا يريدون تدمير وقتل أبناء شعبي. استحلفكم بالله وللمرة الأخيرة أن تقرؤوا الواقع جيداً وأن لا تركبوا رؤوسكم وانظروا إلى واقع كل منكم كيف أصبحتم فالجماعة جماعتان أو أكثر، وأصبحتم في بلاد كثيرة في عزلة شعبية بعد أن كنتم تراهنون على الحاضنات الشعبية، لا يمكن هنا «المفصل» أن تبنوا حاضنة شعبية دون هوية وطنية، أين انتم ذاهبون؟ اتقوا الله في أوطانكم وشعوبكم، نحن في تونس شكلنا رسالة واضحة لكم فقد تسلمنا الحكم وخسرنا الانتخابات فمن افقدنا هذه الانتخابات هو الشعب التونسي لا غيره، هناك خلل بين ما قدمناه وصغناه ومارسناه مع الشعب التونسي، لم تأت قوى خارجية لتسقطنا، بل أخطاؤنا واجتهاداتنا هي المسؤولة عن ذلك، لا الروس ولا الأمريكان ولا غيرهم، نحن في تجربتنا الجديدة في تونس أخطأنا والشعب التونسي حاسبنا ويجب علينا أن نستفيد من هذا الحساب إن كنا جادين وأصحاب رسالة. اتركوا كل بلد ووطن لأبنائه مهما كانت النتيجة وحتى إن خسرتم فأنتم صورة مماثلة للأنظمة الحالية، إن رفضكم الشعب تلجؤون إلى العنف، لم تغيروا شيئاً، لم تبلغوا الشعوب رسائل جديدة بل على العكس أصبح الناس ينظرون إليكم صورة طبق الأصل عن واقعهم الحالي، فطموح الشعوب بالتغيير قد أحبطت وأنتم المسؤولون عن ذلك، أن تجربة مصر للأسف وحتى الآن لم تدرسوها أو تقيموها ولم تستخلصوا عبرها، هناك حرب في سوريا منذ خمس سنوات كل العالم تغير بالقراءة والدراسة واستخلاص العبر إلا أنتم، إلى أين أنتم ذاهبون؟! في الختام أبلغكم بوضوح أننا في تونس سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات التي أصبحت روتينية بل وأزيد بأنها سلبية تضر أكثر مما تفيد وأطالب العقلاء منكم والواقعيين بالبحث عن آليات وبرامج جديدة توحد لا تفرق، تجذب ولا تنفر. إن وفد تونس الآن بعد قراءة هذه الرسالة سيغادر الاجتماع معلنين بأنا سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات.» انتهى

ليتها كانت صحيحة وليت قومي يعلمون ويعون !!