قال صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن روسيا دولة قوية وفيها رئيس قوي، ومجريات الأحداث وطبيعة القضايا التي تواجه المجتمع الدولي تتطلب وجود دور روسي محوري لمواجهة التحديات في إطار من الشرعية الدولية، وتحركاً دولياً سريعاً حتى لا تتفاقم تعقيداتها أو تستغل لتغذية الأفكار الإرهابية، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن «العلاقات بين روسيا والبحرين تشهد تطورًا ملحوظًا واتصالاتٍ مكثفة».
وأضاف جلالة الملك المفدى، عقب اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمقر الرئاسي بمدينة سوتشي الروسية أمس، أن «اللقاء كان فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وأن للبلدين مواقف متقاربة ومتشابهة إزاء هذه القضايا والتطورات الدولية»، مشيداً بـ«الدعم الروسي في مواجهة الإرهاب والتصدي للمجموعات والتنظيمات الإرهابية».
وأكد عاهل البلاد المفدى أن «البحرين ماضية في دعمها ومساندتها لجهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ووقف تمويله حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، فالإرهاب لا يمت إلى الدين بصلة وأن مبادئ وتعاليم الإسلام السمحة تنبذ تلك الأعمال الإرهابية».
وفي الشأن السوري، أكــد جلالة الملك المفدى «موقف البحرين الداعي إلى العمل من أجل إيجاد حل سياسي شامل يحقن دماء الشعب السوري، من خلال عملية سياسية متكاملة تحقق الإصلاح والتعددية السياسية».
وقال جلالته إن «استمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه سيكون مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي لما يوفره من مناخ جاذب للمتشددين والإرهابيين من مختلف دول العالم»، مؤكداً «أهمية الدور الروسي الفاعل في تحقيق الإصلاح في سوريا وضمان حقوق جميع السوريين في بناء وطن آمن مستقر».
وعبر حضرة صاحب الجلالة عن سروره بلقاء الرئيس الروسي، مؤكداً أن «علاقات الصداقة البحرينية الروسية علاقات تاريخية ومتميزة، وتربط بيننا عدة اتفاقات وتفاهمات مشتركة آخرها في المجالات السياحية والثقافية والتعاون الفني العسكري، وأن اللقاء كان فرصة للتأكيد على رغبة البلدين المشتركة لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات».
وعبر جلالة الملك المفدى عن الشكر والتقدير للرئيس بوتين على «كرم الضيافة ودفء مشاعر الصداقة التي حظي بها جلالته والوفد المرافق خلال الزيارة»، متمنياً للرئيس بوتين ولروسيا الصديقة المزيد من التقدم والازدهار.
ووجه صاحب الجلالة الدعوة إلى الرئيس بوتين لزيارة البحرين حيث قبلها وسيحدد موعدها في وقت لاحق.
وفي كلمة بمستهل الاجتماع، أكد العاهل المفدى أن البحرين وروسيا يملكان «الكثير من مجالات التعاون منها الثقافي والاقتصادي والاستراتيجي، وقد أصبحت المسافات قريبة الآن بين البلدين « مشجعاً على «الاستثمار في روسيا إن وجدت الفرصة لذلك».
من جهته، قال الرئيس الروسي في كلمة مشابهة إن «السنة المقبلة تشهد الذكرى 25 منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، ويطيب لي أن أؤكد أن العلاقات بين روسيا والبحرين شهدت خلال هذه الفترة تطورًا ملحوظًا واتصالاتٍ مكثفة بين الجانبين».
وشهد الاجتماع بين الجانبين استعراض أوجه العلاقات الثنائية الطيبة المتميزة التي تربط البلدين الصديقين في كل المجالات، إضافة إلى بحث التطورات والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
ووقعت البحرين وروسيا خلال زيارة عاهل البلاد المفدى على برامج عمل مشتركة بين حكومتي البلدين، تضمنت برنامج عمل مشترك للتعاون في المجال الثقافي، وآخر للتعاون في المجال السياحي.
وتم التوقيع على هذه البرامج في مدينة سوتشي الروسية، حيث وقعها عن الجانب البحريني وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وعن الجانب الروسي وزير الثقافة فلاديمير مدينسكي.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى إلى المقر الرئاسي كان في الاستقبال الرئيس بوتين الذي رحب بجلالة الملك المفدى وبزيارة جلالته إلى جمهورية روسيا الاتحادية.
وفيما يلي نص كلمة العاهل المفدى في مستهل الاجتماع:
«أنا سعيدٌ جدًا بالدعوة الكريمة لزيارة روسيا والحفاوة والضيافة التي لقيتها في هذه الزيارة، وهو ليس بغريبٍ على فخامة الرئيس الروسي وعلى التراث المشترك بين البلدين، نحن نملك الكثير من مجالات التعاون منها الثقافي والاقتصادي والاستراتيجي، وقد أصبحت المسافات قريبة الآن بين البلدان، فقد استغرقت الرحلة من البحرين إلى روسيا حوالي ثلاث ساعات، والمنطقة جميلة جدًا وممتعة لقضاء الإجازات ونحن بدورنا سنشجع على زيارة هذه المنطقة الجميلة، فمنذ وصولنا يوم أمس وإلى هذه اللحظة سعدنا جدًا بالتنظيم والنظافة التي تتمتع بها هذه المنطقة ما يشجع على الاستثمار في هذا البلد إن وجدت الفرصة لذلك، وشكرًا لكم».
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الروسي:
«تشهد السنة المقبلة الذكرى الخامسة والعشرين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، ويطيب لي أن أؤكد أن العلاقات بين روسيا والبحرين شهدت خلال هذه الفترة تطورًا ملحوظًا واتصالاتٍ مكثفة بين الجانبين، ويسعدني أن أناقش معكم اليوم علاقاتنا الثنائية والوضع في المنطقة، وأتمنى أن ينال سباق جائزة روسيا للفورمولا واحد إعجابكم كأول سباق من نوعه يقام في روسيا، وأهلاً بكم».