مما يؤسف له أن تتحول المخيمات الوادعة في منطقة الصخير والشوارع المحيطة بها من مكان للنزهة والترفيه إلى مكان للسباقات والتحدي بين الشباب الذين يتسربون من مخيماتهم بعيداً عن أنظار أهاليهم وربما تحت أنظارهم ليقوموا بإقامة سباق للسيارات والدراجات النارية بطريقة خطرة قد تعرض أرواحهم وسلامة الآخرين للخطر في منطقة يجب أن تكون آمنة للجميع.

أصبح سائق السيارة اليوم يحْذَر ألف مرَّة في حال فكر الذهاب لمنطقة الصخير من أجل الاستجمام والاستمتاع بالأجواء الجميلة هناك بسبب هذه النماذج المستهترة بكل الأرواح، وحتى هذه اللحظة لم نفهم ما هي المتعة في إجراء سباقات وتحديات في شوارع مليئة بالناس وبالسيارات؟

قبل فترة بسيطة وفي منطقة الصخير انقلبت سيارة بها شابان مما أدى هذا الحادث إلى نقلهما للمستشفى في حالة خطيرة جداً، ومازالا يرقدان في قسم العناية المركزة. كذلك وقبل أيام أيضاً تدهورت سيارة يقودها أحد الشباب فاصطدمت بأنابيب الغاز والنفط بعد أن خرج من مساره وتم نقله للمستشفى بعد أن تضررت 8 أنابيب نفط وغاز، ولولا عناية الله لحدث ما هو أبعد من هذا الحادث.

نحن على يقين أن رجال المرور بالمرصاد لكل مخالف في منطقة البر، لكن هذا لا يعني عدم وجود مخالفين يمارسون مخالفاتهم عبر انتهاك قانون المرور في حال لم يجدوا أمامهم «دورية مرور» مثلاً، حينها يتفننون في المخالفات الخطيرة ويسوقون سياراتهم بالسرعة الجنونية القصوى مما يعرض هذا الأمر حياتهم وحياة الآخرين للخطر المؤكد. ومع ذلك فإننا نناشد المرور من تكثيف حملاتهم في منطقة البر والقبض على كل مستهتر يقوم بممارسات وسلوكيات مرورية خاطئة وخطيرة معرضاً حياة الأبرياء للخطر.

تخيلوا لو أن أحد الأنابيب النفطية أو الغازية التي صدمها الشاب انفجرت أو اشتعلت فيها النيران لكان الوضع حينها سيشكل خطراً رهيباً على جميع من في البر ناهيك عن الأضرار المادية الجسيمة، ولربما تصل الأمور لأبعد مما نتوقع في حال اشتعل الغاز في الفضاء لا سمح الله. هذه القضايا لا يجب أن نستصغرها في منطقة البر وشوارعها، فهناك تذهب مئات العوائل لأجل الهدوء والاستمتاع والراحة وتغيير الأجواء وإذا بها تفقد عزيزاً لها في لحظة طيش من شاب هنا ومن مستهتر هناك، مما يحول خيمة الفرح إلى خيمة عزاء.

إن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع من لهم صلة بحماية منطقة البر بالصخير. فالجهات الأمنية والمروية لها دور أساسي في ضبط هذه المشكلة، وكذلك الأسر والعوائل التي يجب أن تقوم بملاحظة سلوك شبابها وصغارها وعدم السماح لهم بممارسة هواية السباق هناك بالطريقة البدائية التي تضر ولا تنفع. أيضاً لنا كلمة أخيرة للشباب بأن عليهم الاتزان في سلوكهم وفي سياقتهم وفي كل حركاتهم غير الموزونة في حال أطلقوا العنان لرغباتهم الطائشة دون استطاعتهم التحكم بها فيفقدون عبرها أنفسهم بطريقة مؤسفة.