باريس - لوركا خيزران

قرر محتجو السترات الصفراء تصعيد احتجاجهم ليمتد ليوم الأحد وألا يقتصر على السبت وذلك احتفالا بمرور 3 أشهر على الاحتجاجات التي تضرب فرنسا منذ شهر نوفمبر الماضي، بحسب ما صرح أحد قادة الاحتجاجات روبير جوليان لـ"الوطن"، فيما قال مصدر في وزارة الاقتصاد الفرنسية لـ "الوطن"، أن "احتجاجات السترات الصفراء كلفت الاقتصاد الفرنسي مع مرور الشهر الثالث أكثر من 3 مليار يورو".

وتظاهر آلاف المحتجين من "السترات الصفراء" السبت في باريس فضلا عن تجمعات في مناطق فرنسية أخرى، بعد ثلاثة أشهر على انطلاق الحركة المتواصلة رغم بوادر ملل لدى الرأي العام.



وفي العاصمة الفرنسية، تجمع الآلاف في ساحة بلاس دو ليتوال قبل أن يجوبوا جادة الشانزليزيه ثم يعبروا نهر السين. وسار المحتجون بهدوء مطلقين شعارات مناهضة لقوات الأمن التي واكبت المسيرة.

وأطلقت دعوة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تشهد متابعة واسعة إلى "تحركات عصيان" و"إغلاق ساحة النجمة لأطول مدة ممكنة" لتستمر ليوم الأحد.

وفي تحرك آخر يلقى شعبية أوسع على شبكة التواصل الاجتماعي، أطلقت دعوة إلى تحرك الأحد في المكان نفسه لتظاهرة "سلمية".

وحذرت شرطة باريس من أنها "لا تستبعد أن تجري تجمعات غير رسمية وتشكيل مواكب غير منضبطة"، مؤكدة أنها ستنشر "العديد المناسب من القوات" لضمان أمن العاصمة الفرنسية.

وفي مدينتي بوردو وتولوز اللتين تشكلان معقلين آخرين للاحتجاج، جرت تجمعات بعد ظهر السبت قبل مسيرات تخللتها كل سبت أعمال عنف.

وفي منطقة ميدي بيرينيه والشرق، دعت مجموعات عدة إلى الاحتفال بمرور ثلاثة أشهر على بدء حركة الاحتجاج، عبر تجمعات في الدوارات، كما جرت تجمعات في مدن أخرى بينها مرسيليا وليون ونانت وليل ونيس وغيرها.

وتشير أرقام الحكومة التي أحصت 51 ألفا و400 متظاهر في فرنسا السبت الماضي، إلى تراجع في التعبئة في الأسابيع الأخيرة. لكن حركة الاحتجاج تنفي ذلك وتتحدث عن ثبات حجم قوتها، مؤكدة أن 118 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع.

ويبدو أن الدعم الشعبي الواسع الذي كانت تلقاه حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي أطلقت في 17 نوفمبر، بدأ يتراجع. فللمرة الأولى، تأمل غالبية من الفرنسيين "56 %" في توقف التحرك، حسب استطلاع نشرت نتائجه الأربعاء.

وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الخميس إن "هذه الحركة لم تعد تطالب بشيء". وأضاف ساخرا "إنها يطالبون بتنظيم تظاهرة للاحتفال بمرور ثلاثة أشهر" على بدئها.

وردت ناطقة باسم المحتجين في مرسيليا "لا أرى سببا لنتوقف، إنهم لا يصغون إلينا".

وأضافت أن "النقاش جار هنا لكن نحن ومنذ نوفمبر، نعرف ما نريده: شيء ملموس، أي زيادة القدرة الشرائية ومزيد من الخدمات العامة".