أكد مجموعة من الباحثين على أهمية سلسلة الكتل "Blockchain" على ترسيخ الشفافية في التعاملات وتذليل الحواجز لما يخدم صالح الإنسان، شأنها شأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء لزيادة الفاعلية والإنتاجية وتقليل نسبة الخطأ.

فيما أكدوا أن الحكم على التكنولوجيا بشكل مرد لا يمكن أن يكون بالسلب أو الإيجاب فقد تصنع التكنولوجيا لازدهار البشرية أو لتدميرها وذلك مني على التوجهات الإنسانية لاستعمال التكنولوجيا.

جاء ذلك خلال الصالون العلمي الذي أقيم مؤخراً في فندق داون تاون روتانا بعنوان "العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي" بتنظيم من كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي بالتعاون مع مركز الجامعة لخدمة المجتمع، حيث تحدث في الصالون العلمي كل من الدكتورة فاطمة السبيعي من مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، والأستاذ منير شهاب من جمعية الذكاء الاصطناعي البحرينية.



وخلال حديثها في الصالون العلمي بينت د.فاطمة السبيعي أن الـ "Blockchain" عبارة عن سجل معاملات رقمي موزع على جميع الأجهزة المنظمة للشبكة حيث يمكن تسجيل كل ماله قيمة مالية في الشبكة واجراء كافة المعاملات كالأصول والأسهم والمجوهرات، وتطبق تسمية الـ "Blockchain " على جميع الأجهزة التي تشترك في هذا النظام.

وأشارت إلى أن للـ"Blockchains " مزايا عديدة مثل تذليل الحواجز الوقتية والجغرافية، وتجاوز الوسطاء، والتداول عبر العملات الرقمية. لافتة أن جميع هذه المعاملات تخضع للشفافية والتوثيق ولا يمكن إلغاء سجلها من الشبكة وهو ما يعزز الثقة والشفافية والتوثيق.

وعن أكثر المجالات استعمالاً لـ "Blockchain " بينت السبيعي إلى أن القطاع المالي خاصة شركات الحوالات المالية تعد من أكثر القطاعات انتفاعاً بهذه الخدمة.

وعن مستقبل هذه التقنية ارتأت السبيعي، أن لهذه التقنية العديد من الاستخدامات التي تخدم المجتمع مثل استخدامها لإنجاز الوثائق والمستندات الحكومية كشهادات الميلاد، اصدار وثائق الزواج، تثبيت الملكيات، إصدار رخص القيادة، تسجيل المركبات، اصدار بطاقات الهوية وجوازات السفر، الحصول على المعونات الحكومية، والتصويت الرقمي في الانتخابات.

وأضافت أن الـ"Blockchain " ممكن أن يستفاد بها من خلال تأسيس منصة للجهات ذات العلاقة بالقطاع الصحي في مملكة البحرين، حيث تحمل هذه المنصة بيانات ضخمة عن طبيعة الأمراض في مملكة البحرين، والاحتياجات الطبية، وبالتالي بناء السياسة وتأمين الاحتياجات الطبية والعلاجية وفقاً لهذه المعلومات.

فيما قال منير شهاب من جمعية الذكاء الاصطناعي البحرينية عن البينات الكبيرة "Big Data" كقاعدة تكنولوجية للذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن فكرة البيانات الكبيرة هي تسجيل كافة أنماط السلوك البشري في مختلف القطاعات ثم رسم لملامح الشخصية الإنسانية بكل ما يتعلق من أنماط سلوكية واحتياجات، وبالتالي ابتكار التكنولوجيات وفقاً لحاجة المستهلك.

وأوضحت، أن البيانات الكبيرة تعتبر قاعدة للذكاء الاصطناعي الذي يعتبر "الروبوت" أحد أدواتها حيث يعمل الروبوت على تحليل البيانات المتاحة، ومحاولة التغلب على أوجه القصور الإنساني من خلال تسريع الأداء. إلا أن شهاب أستدرك أن الروبوت لا يعمل فقط على تسريع الأداء إنما وصل به التطور لابتكار الحلول للعديد من المشكلات الإنتاجية وتنفيذها.

إلى ذلك، ناقش المشاركون في الصالون العلمي كيف يمكن أن يستوعب سوق العمل الذكاء الاصطناعي، وأهم وظائف المستقبل لا سيما في ظل الاعتماد على الآلات والذكاء الاصطناعي لتسيير حياة الإنسان .