مع ازدياد عدد المرتفعات الخاصة بتخفيض الحوادث في شوارع البحرين بشكل رهيب سيكون -وفي القريب العاجل- لكل مواطن «مرتفع». فلقد أصبحت أعداد المرتفعات في شوارع البحرين -المزدحمة أصلاً- يفوق المعقول والمنطق، فلا يكاد يخلو شارع من شوارعنا الكبيرة والصغيرة وحتى الأزقة من وجود مرتفعات متكررة وصلت لحد الوفرة، وما يجب فعله من الآن وصاعداً هو التقشف في وضع كل هذه المرتفعات المكلفة التي في كثير من الأحيان لم تعد مجدية سوى تعطيل حركة المرور وخلق ازدحامات قاسية ويومية لا تطاق وكأننا «قاصرين زحمة».

نحن نتفهم وضع بعض المرتفعات وسط بعض الشوارع للحد من سرعة المركبات والحوادث المرورية، خاصة بالقرب من المدارس الإبتدائية والحدائق العامة أو الأحياء المكتظة بالسكان -خاصة مع وجود الأطفال- أو في حال وجود سوَّاق يمارسون رياضة السرعة في مناطقهم بشكل متهور. ففي سبيل الحفاظ على الأرواح نتفهم إنشاء بعض المرتفعات في شوارع مرشحة للحوادث الأكيدة.

لكن، أن يكتب كل أربعة من المواطنين رسالة لوزارة الأشغال أو للعضو البلدي يطالبون فيها بإنشاء مرتفعات في مناطقهم فتقوم الجهات المختصة بتلبية طلباتهم تحت الضغط فهذا ما لا يجب أن يكون. كما نتمنى أن لا تجيبنا الأشغال على عجل بخصوص هذا الموضوع فتقول بأن «كل المرتفعات» الحالية كانت خاضعة للدراسة والمعاينة. فوالله لو كانت كذلك لما أُنشئت كل هذه المرتفعات الغزيرة في البحرين.

قبل أيام نشرت صحيفة الوطن شكوى عضو مجلس بلدي المحرق بسبب كثرة المرتفعات بشارع «ريا» الحيوي، وأن تأخّر دخول الإسعاف مؤخراً للمنطقة لمدة تتجاوز الـ 15 دقيقة كان بسبب وجود هذه المرتفعات. شارع 13 بمنطقة سار مثال آخر على وجود مرتفعات في غير موضعها الصحيح، فهذا الشارع وبسبب كثرة المرتفعات عليه تصل طوابير السيارات فيه وتمتدل حتى داخل منطقة سار بشكل مؤذٍ للغاية مما يشكل ذلك ازدحامات خانقة لا تطاق، مع العلم أن هذا الشارع تحديداً لا يوجد على أطرافه «باب واحد» لمنزل كما لا توجد فيه مدرسة أو حتى دكان إضافة أن المنطقة راقية جداً حيثلا يوجد فيها شباب طائش، إذاً فلماذا تم وضع المرتفعات عليه أصلاً؟ الله أعلم!

يجب على وزارة الأشغال أن تضع المرتفعات وفق دراستها الدقيقة وليس وفق رغبة الأهالي ووفق مناشداتهم ورسائلهم الصحافية، فالمرتفعات باتت تعطل حركة السير في غالبية مناطق البحرين وشوارعها وتتسبب في اختناقات مرورية شديدة، وقد حان وقت إعادة النظر في إزالة الكثير منها دون مجاملة لأحد، وهذا الأمر يحتاج لشجاعة من طرف المسؤولين بوزارة الإشغال للإعتراف بوجود عدد هائل من المرتفعات في شوارعنا لا داعيَ لها اليوم إطلاقاً. مع الشكر الخالص لكل الجهود الجبارة التي تبذلها الوزارة، وشكراً لها على المرتفعات العملية والمفيدة التي لولاها لضاعت أروح الكثير من الأبرياء في شوارع البحرين.