نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مؤخرا محاضرة بعنوان " الذكرى المئوية للتعليم في مملكة البحرين: البدايات الأولى لتعليم البنات"، قدمتها أ. فوزية مطر ود. سبيكة النجار وأدارت الحوار أ. بثينة خليفة قاسم.

واستهلت فوزية مطر المحاضرة بلمحة سريعة على تاريخ التعليم في المملكة، حيث بدأ التعليم على شكل حلقات لدى ما يسمى بالمطوع يتم تلقين الأطفال من بنات وأولاد فيها سورا من القرآن الكريم، ليتم تخريج الأولاد للكتاب لتعلم القراءة والكتابة.

وذكرت أنه يتم تخريج البنات منهم للجلوس في المنزل والتوقف عن التعليم بشكل كلي، إذ لم يسمح للبنت بتعلم الكتابة والقراءة آنذاك، لافتة أن تعليم البنت يقتصر على إعدادها لتكون ربة بيت وأم.

وأضافت أنه رغم ذلك، كانت هناك محاولات بسيطة من بعض العناصر النسائية لتعليم البنات أكثر من ذلك في المحرق وعدد من المناطق الأخرى التي كانت تمثل الساحة الثقافية، مؤكدة أن من أبرز العائلات التي بدأت الحراك الثقافي عائلة الزياني الكريمة التي ساعدت نساءها على الانخراط في التعليم في وقت مبكر.

ولفتت أن المجالس انتشرت للعديد من العائلات الكريمة في المملكة لتعليم البنات الكتابة والقراءة وكانت المجالس أحدى التجارب المبكرة التي لاقت استهجان بعض رجال الدين لتنتهي وتتوقف.

أما فيما يخص القرى في المملكة، فالفتيات وجدن فرصة أكبر وأوسع للتعلم في حلقات القرآن.

وفيما يخص أول مدرسة نظامية هي المدرسة التي أنشأتها البعثة الأمريكية التبشيرية في البحرين وهي مدرسة "جوزة البلوط" والتحقت في المدرسة الفتيات من سن العاشرة فما فوق.

وفي عام 1902 تم تخصيص غرفة للبنات وغرفة للأولاد، وفي عام 1907 تم إنشاء مبنى للمدرسة ليتغير اسم المدرسة في العام 1922 إلى مدرسة الرجاء.

أما فيما يخص التعليم الحكومي النظامي، فقد بدأ التعليم الحكومي الرسمي للأولاد في العام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وشكل المثقفون مع بعض التجار في مدينة المحرق هيئة خيرية للتعليم، وتم فتح مدرسة لتعليم الأولاد ثم توسع الأمر لتعليم البنات كذلك. ونال المشروع مباركة الحكومة الرشيدة.

وتدرجت الفكرة بالعديد من المراحل التي مثلت بصمات مهمة لاقناع الأهالي بارسال بناتهم للمدارس النظامية الحكومية وتم افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية في المملكة والخليج بمسمى مدرسة الهداية الخليفية للبنات عام 1928 وترأست المدرسة الأستاذة فاطمة البيات.

وتواصل سبيكة النجار الحديث عن تاريخ تعليم البنات في المملكة، متحدثة عن إنشاء المدارس النظامية الثانوية للبنات وكيف كانت الصعوبات التي واجهتها الفتيات مع أهاليهن للمداومة على حضور الحصص الدراسية. وتتابعت المراحل لتصل لفتح مدرسة للتمريض ومنح ثلاثة طالبات بحرينيات بعثات تعليمية للحصول على الشهادة الجامعية.

وأضافت النجار أن القطاع الخاص ممثلا في شركة بابكو كان مشاركا في التعليم بتوظيف نساء بحرينيات في الشركة، وكانت أهم المعوقات التي واجهها التعليم النظامي الحكومي انخفاض خريجات المرحلة الأبتدائية على الرغم من كثافة إعداد الملتحقات بالإضافة لارتفاع نسبة التسيب نظرا لأسباب متعلقة بالعادات والتقاليد.

وكان من المعوقات المهمة أيضا صعوبة التحاق البحرينيات في مهنة التدريس لصعوبة التنقل بين المدن لعدم توفر وسائل المواصلات المناسبة، كما كان يستمر اليوم الدراسي إلى المساء، حيث يقسم على فترتين مما يسبب القلق للأهالي.

وفي الختام أشارت النجار إلى بصمات طالبات الثانوية في الخمسينيات وتميز العديد من الكاتبات البحرينيات اللاتي تميزن بالجرأة والوعي وقوة التأثير بالكلمة فناقشن قضايا اجتماعية مهمة عاصرها المجتمع في ذلك الوقت.