لدى تشرفي مؤخراً بمقابلة معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي لإهدائه نسخة من إصداراتي الجديدة «قراءة في خطابات حمد بن عيسى»، و«إضاءات من فكر حمد بن عيسى»، وهي كتب تحليلية لخطابات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في عام 1999 إلى الربع الأول من 2018. أثنى معالي الشيخ خالد بن أحمد على الجهد العلمي والتوثيقي الذي قمت به، مؤكداً أهمية وجود كتب ومراجع ومصادر علمية تحفظ تاريخ مملكة البحرين، وفي ذات السياق حدثني عن كتاب جديد يعكف عليه حالياً مركز «دراسات»، يتحدث عن إنجازات مملكة البحرين في عهد حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، وفجأة وفي وسط هذا الحوار الشيق الذي كنت استمتع به سألني معالي الشيخ خالد بن أحمد «هل تعرفين الفرق بين الزهر والثمر»؟؟!! لم ينتظر مني معالي الشيخ خالد بن أحمد أن أجيب على سؤاله فأكمل «الزهر أهم جزء في النبات، وهو الذي يدل على وجود الثمر، فإذا أردتي أن تعرفي الشجر المثمر فلا بد أن يكون له زهر»، لهذا أرى أن «عقدان مزهران» هو الاسم الأنسب للكتاب. ذهلت من روعة التحليل للوصول إلى الاسم الأنسب الذي يعبر عن مضمون الكتاب.

لطالما تمنيت أن أقابل معالي الشيخ خالد، وأن أنهل من العلم والخبرة التي يملكها، والتحليل الدقيق والفكر العميق لمعاليه، فعندما يتكلم معالي الشيخ خالد بن أحمد يجبرك على الإنصات، فعندما يتكلم في المجال التشريعي تشعر لوهله بأن معاليه خبير في مجال القانون الدستوري والعام والخاص، وعندما يتحدث عن الاقتصاد، تشعر بأنك تخاطب خبيراً اقتصادياً متمرساً يصبح ويمسي على أخبار البورصات العالمية، وعندما يحدثك في مجال الإعلام والرأي العام، تستسلم لجميع ما يقوله من فرضيات حتى تستشعر بأن معاليه يصيغ نظريات جديدة مثبتة.

ما عايشناه خلال العشرين سنة في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، هو بالفعل «عقدان مزهران»، يطل الزهر فيهما يوميا ليبشرنا بطلائع الخير، وها نحن نقطف الثمار الواحدة تلو الأخرى يومياً لنؤكد بأن زهرنا محمل بالثمار.

* رأيي المتواضع:

إنتاج علمي وتوثيقي كبير يعكف عليه عدد كبير من المهتمين، وأعتقد أن هذا الإنتاج هو واجب وطني، فعندما نقوم بكتابة تاريخنا الحاضر فإننا نحفظه من العبث والتشويه، فشكراً لمركز «دراسات» على هذا الجهد العلمي الذي يوثق لنا مسيرة «عقدان مزهران» في ظل سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وأطال الله في عمره.