دافعوا بأرواحهم وبدمائهم من أجل الوطن والعروبة والإسلام، تركوا أسرهم وآباءهم وأمهاتهم وأبناءهم للدفاع عن تراب هذه الأرض الغالية، واجهوا الصعاب حتى ننعم بالأمن والاستقرار.

شهداؤنا مهما بلغت كلماتنا عنان السماء فلا زلنا مقصرين معكم، فأنتم سطرتم تاريخا من التضحية لا يمكن نسيانه، فحملكم للسلاح في الحد الجنوبي مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة جعلتمونا فخورين ومؤمنين بأنكم حملتم راية البحرين الدولة الصغيرة بالمساحة الكبيرة بمواقفها.

وإيماناً من الدولة لشهداء الواجب فقد عملت على تخصيص يوم الشهيد إضافة إلى الأمر السامي لملك الإنسانية والأب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بتخصيص صندوق لشهداء الواجب، فجلالته حرص منذ اللحظة الأولى على أن يكون أبناء الشهداء بالقرب منه.

غير أن مواقف بعض الشركات بالقطاع الخاص الوطنية بالتحديد مواقف للأسف غير مشرفه تجاه أسر الشهداء، فهذا الوطن قد وفر لتلك الشركات البيئة المناسبة للاستثمار من خلال توفير الأمن والاستقرار، وقد دفع ذلك شهداء الوطن الذي ضحوا أرواحهم لتحقيق الهدف الأسمى وهي حماية البلاد من المخاطر الإرهابية الداخلية والخارجية.

فشركات القطاع الخاص للأسف تخاذلت في أول موقف عندما لم تعلن عن دعم أسر الشهداء حتى ولو بالقليل من الأرباح الخيالية، فهناك دولاً قد أسهمت الشركات الوطنية في تقديم تسهيلات مجزية لهذه الأسر، كما أنها وضعت برنامجاً لهم ترفيهي ودعماً مالياً.

فالدولة قدمت لهذه الشركات الكثير لتحقيق أرباحها التي تتفاخر في إعلانها بالصحافة المحلية ولكن دون أن تقدم شيئا للذين دافعوا عن عروبتنا وبقائنا على هذه الأرض، ولكلمة الحق تقال في هذا الجانب، أن بعض الشركات أصبحت ترى الوطن كالجسد الذي تمتص من دمائه حتى تجفي عروقه، فالأموال التي تجمعها يتم تصديرها للخارج أو الاستثمار بها دون أن يكون للوطن أي نصيب فيها أو في من ساهم بتلك الأرباح الصافية التي تفوق الملايين وما خفي أعظم.

نحن كصحافة لا نجامل أحداً على حساب أي شخص أو شركة، فالوطن فوق كل اعتبار، فعاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، أعطى لأقلامنا الثقة في التعبير عن رأينا تجاه أي قضية أو أي قصور، ومن مهامنا أن نطرح هذا الموضوع بكل شفافية، فالدولة احتضنت أبناءها من أسر الشهداء وعوائلهم وخصصت لهم صندوقاً، ليس لشيء، ولكن لجعل هذه الأسر فخورة ببلادهم وبمليكهم وبحكومتهم، وللأسف أن هذا التعاطي لم نراه مع الشركات الوطنية، كما يؤسفنا كذلك بأن تلك الشركات لا تملك الحس الوطني في جعل نصيب من أرباحهم لشهداء الواجب.

تعجز الكلمات أحياناً عن التعبير عن ما في داخلنا، ونؤكد بأن شهدائنا هم جزء منا، ولا يمكن أن نصمت عن أي تقصير تجاههم، ونطالب تلك الشركات بأن تقدم إسهاماتها في دعم اسر الشهداء، كما نطالب الدولة بفرض كلمتها على تلك الشركات في توفير التسهيلات والدعم لأسر الشهداء.