أفلت برشلونة من كمين ضيفه إيبار وحقق فوزًا مهمًا بثلاثية نظيفة في المباراة التي لُعبت لحساب الجولة الثامنة من الليجا على أرضية ملعب الكامب نو ومكنت الفريق الكتلوني من الاحتفاظ بصدارة التريتب.



برشلونة | مشاكل مقلقة، وماسكي أحق بـ«الارتكاز» من بوسكيتس
لا شك أن الكثير من جمهور برشلونة لم يكن مرتاحًا بعد نهاية اللقاء رغم تحقيق الفوز. رجال لويس إنريكي وقعوا في بعض الأخطاء الدفاعية الساذجة والتي كادت تكلفهم ثلاثة أهداف على الأقل، كما أن خط الوسط عانى من بطء شديد سنتطرق لأسبابه في قادم التحليل:

-عاد برشلونة في مباراة اليوم ليرتكب بعض الأخطاء الدفاعية الساذجة والتي غابت عنه في جل مباريات الدوري الاسباني هذا الموسم والسبب في رأيي كان تدني مستوى جيرارد بيكيه وظهوره بصورة مخيبة جدًا مرة أخرى. المدافع الكتلوني الذي كان حديث الصحافة منتصف الأسبوع بسبب مشاكله خارج أرضية الميدان كان وراء الانفرادين السهلين اللذين تحصل عليهما الفريق الباسكي في الشوط الأول. لقطة الانفراد الثاني تُثبت أن بيكيه بعيد جدًا عن الجاهزية البدنية والذهنية، فترك مهاجم إيبار يهرب منه دون أن يحرك ساكنًا.

-بطء خط الوسط كان من بين العوامل التي عرقلت "ماكينة" برشلونة في فترات طويلة من المباراة، رغم أن الأمر تغير بعد دخول أندريس إنييستا الذي ضخ دماءً جديدة في الفريق...مازلت مصرًا على أن سيرجي روبيرتو لا يرقى للعب في خط وسط فريق مثل برشلونة. أن تلعب في وسط البلاوجرانا يعني أنك قادر على الاستلام وقراءة تحركات زملائك والتمرير في ظرف وجيز جدًا، وهو أمر يغيب تمامًا عن خريج مدرسة لاماسيا...بيدرو رودريجيز مازال بدوره لغزًا كبيرًا هذا الموسم بعد أن واصل الظهور بصورة شاحبة جدًا.

-خافيير ماسكيرانو كان من بين النقاط المضيئة جدًا في مباراة إيبار، فقد كان من بين القلائل الذين كافحوا لاسترجاع الكرة ولم يدخر جهدًا في تقفي خطى خصومه. خافيير بالنسبة لي أصلح بكثير من سيرجيو بوسكيتس في مركز الارتكاز الدفاعي، فهو يملك تلك الشراسة التي تمن البلاوجرانا من استرجاع الكرة بسرعة كبيرة، وهو ما لم يعد يتسم به بوسكيتس الذي أراه من جهة أخرى مؤهلًا لتعويض تشافي بعد اكتساب نضج تكتيكي كبير خلال السنوات الطويلة التي قضاها في خط وسط الفريق حتى الآن.

-تمكن لويس إنريكي من استعادة أفضل نسخة من ليونيل ميسي الذي عاد ليكون ذلك اللاعب الذي لا يكل ولا يمل من الركض في جميع مراكز الهجوم وإزعاج خصومه. البرغوث الذي أصبح يتراجع قليلًا للعب وراء نيمار ومن بجانبه (سواءً منير، بيدرو أو ساندرو) يستغل الأمر بشكل رائع للتوغل عبر الأطراف أحيانًا أو تمرير كرات حاسمة كون تراجعه للخلف يُمكنه من معاينة ما يحدث في المنطقة المحرمة بشكل أفضل. الشيء الوحيد الذي قد يُعاب على ليو في الوقت الحالي هو كثرة إضاعته للفرص، وهو أمر تكرر اليوم بعد أن برز أمام رايو فاييكانو.

-محظوظ هو برشلونة بالحفاظ على نظافة شباكه في الدوري الاسباني حتى الآن، فالفريق الكتلوني قام بما يكفي من الأخطاء سواءً في التغطية أو في التمركز خلال الكرات الثابتة ليتلقى هدفًا واحدًا على الأقل. برافو تمكن من إكمال ثماني مباريات دون تلقي أية أهداف، لكن وبهذا الأداء الدفاعي، فإن شباكه لن تسلم في الكلاسيكو من الأهداف.

-لا يُمكننا بأي حال من الأحوال أن نلوم لويس إنريكي على اتباعه نظام المداورة نظرًا لتراكم المباريات التي يخوضها في وقت وجيز، لكن بإمكانه أن يُسيّره بشكل أفضل. شخصيًا أرى أن إشراك أفضل اللاعبين مع بداية اللقاء وحسم اللقاء منذ دقائقه الأولى يجعل الفريق يوفر جهدًا أكبر من ذلك الذي يوفره حين يشرك مجموعة من الاحتياطيين ويضطر لتغييرهم مع بداية الشوط الثاني بأساسيين مضطرين لبدل مجهود مضاعف لإخراج الفريق من ورطته.



إيبار | أضاع فرصة تحقيق المفاجأة



-فريق إيبار يستحق من دون شك تحية كبيرة على المباراة البطولية التي قدمها اليوم والتي تأتي لتؤكد أنه فريق منظم، شجاع ويملك أفكارًا واضحة رغم حداثة عهده في الدرجة الأولى. الفريق الباسكي لن يجد مشاكلًا كثيرة في الحفاظ على مكانه بين أندية الصفوة إن هو واصل بهذا الأداء.

-نتيجة اليوم قد لا تُعد كارثية لإيبار، لكنه كان قادرًا على خلق المفاجأة، إذ أنه تمكن من خلق 4 فرص واضحة للتسجيل، ولو استغلها لكانت الأمور مختلفة تمامًا. الفرصتين اللتين أضاعهما كل من كابا وساؤول مع نهاية الشوط الأول كانتا من بين أهم الأسباب التي أدت لخسارة إيبار اليوم.

-الطريقة الدفاعية التي نهجها جاريتانو أمام برشلونة في مباراة اليوم مثيرة للإعجاب وتستحق الإشادة، فكثيرًا ما شعرنا وكأننا أمام فريق كرة يد يُدافع. جاريتانو اعتمد "دفاع المنطقة" والذي مكنه من تغطية الأروقة بشكل ممتاز مع وضع عدد كافٍ من اللاعبين في العمق. الأمر كان فيه بعض الخطورة لأن ذلك يُتيح للاعبي برشلونة اللعب على مشارف منطقة الجزاء ويُتيح لهم إمكانية التسديد من بعيد وكذلك خلق الثغرات اعتمادًا على المهارات الفردية.