كما نعيش في مملكة البحرين ومع مرور ذكرى ميثاق العمل الوطني السنوية والعيد الوطني المجيد أكثر من مناسبة وذكرى تعكس وحدتنا الوطنية وتلاحمنا الشعبي حيث نحتفل بذكرى الميثاق وذكرى انتصارنا على أكبر مؤامرة دولية لاختطاف شرعية وعروبة البحرين، كما نحتفل خلال العيد الوطني بذكرى جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- ويوم الشهيد البحريني، كذلك دولة الكويت الشقيقة عاشت أفراحاً وطنية مجيدة خلال هذا الأسبوع بمناسبة اليوم الوطني الكويتي وعيد الاستقلال وعيد التحرير والذي شاركته معظم الدول الخليجية.

الملاحظ هذه السنة أن العديد من المرافق العامة والمجمعات التجارية في مملكة البحرين أشاعت أجواء احتفالية كبيرة بمناسبة احتفال الكويت الشقيقة بيومها الوطني المجيد وعيدي الاستقلال والتحرير، كما اهتمت العديد من العوائل البحرينية بتزيين سيارتها وارتداء الشارات الوطنية لدولة الكويت الشقيقة وإشاعة أجواء احتفالية تستكمل سلسلة الأفراح الكويتية، وكل هذه المواقف الطيبة تعكس التلاحم الشعبي الكبير بين شعب مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة، وهذا ليس بمستغرب، فحكام الكويت الشقيقة من آل صباح هم أبناء عمومة حكام مملكة البحرين من آل خليفة وتجمعهم روابط النسب والدم والتاريخ المشترك قبل روابط الأخوة والجيرة والمحبة.

إن المتتبع لتاريخ الاحتفالات على مستوى منطقة الخليج العربي سيجد أن هناك تقارباً كبيراً ولافتاً بين أفراح مملكة البحرين ومناسباتها الوطنية الهامة التي تعد مرحلة تاريخية فارقة تعكس مدى تماسك الدولة كنظام وشعب في وجه المخاطر والتحديات والمؤامرات واتحادهم في أوقات الأزمات الحقيقية لصد أي محاولات غاشمة تستهدف الوطن وأرضه وتاريخه. ففي مملكة البحرين يعتبر 14 فبراير محطة وطنية هامة حينما اتحد الشعب البحريني بكافة مكوناته وأطيافه المجتمعية المتعددة لردع المؤامرة الإيرانية القطرية في البحرين وإعلان موقفهم الصريح والواضح ضد الإرهاب ومشروع جمهورية البحرين الإسلامية التابعة لنظام طهران الجائر، وتلك المحطة الوطنية كشفت الضمائر الوطنية والمعادن الصادقة التي لا ترضى بأن يختطف شبر واحد من أرض مملكة البحرين لصالح مخططات وأجندة تتبع جهات خارجية معادية لشرعية وعروبة مملكة البحرين، كما أنها تعد محطة تحمل العديد من محطات الانتصار والفرح ومحطات الألم والغدر حينما دعم تنظيم الحمدين قطر تمويل الإرهاب الإيراني في مملكة البحرين والخلايا الإرهابية الانقلابية الذين أرادوا إسقاط نظام الحكم واستبداله وتغيير هوية الشعب البحريني، وطعن في مبادئ الأخوة، وأخل بقواعد العائلة الخليجية الواحدة وحلم الشعوب الخليجية في الاتحاد الخليجي.

فيما 26 فبراير في الكويت الشقيقة هو ذكرى انتصار الشعب الكويتي وتحرير أرضهم من الغزو العراقي الجائر في عام 1991 رغم كل ما تحمله هذه الذكرى الأليمة من تفاصيل دموية حزينة تعكس الغدر الأخوي الذي حظي به الكويتيون من النظام العراقي في وقتها، والذي لم يراعِ حقوق الجيرة والأخوة ولا حتى المبادئ الإسلامية وحرمة قتل المسلم لأخيه المسلم، فالجرائم التي تمت باسم الغزو والتي خلفت العديد من الشهداء من أبطال التحرير والأسرى المفقودين محطات خالدة في تاريخ الغدر الخليجي العربي ولن تنسى مهما مرت عليها السنين.

ولعل الغزو العراقي الغاشم قد كشف الضمائر الوطنية الحية عند شعب الكويت المتعدد الأطياف والمذاهب والتوجهات حينما لبى الجميع نداء التضحية في سبيل الوطن، ولعبت المقاومة الكويتية وقتها أدواراً بطولية عظيمة لأجل تحرير أرض الكويت والدفاع عنها حتى وإن كان الثمن الاستشهاد في سبيل تحرير الكويت، فقائمة شهداء الكويت من الأبطال أكبر دليل على مدى الوحدة المذهبية التي تتميز بها دولة الكويت الشقيقة حيث تجمع ما بين شهداء المذهب السني والشيعي حينما اتحد الجميع في وجه الغزاة العراقيين لآخر نفس، وكشفت تلك المحطات كم هذا الشعب العظيم الكبير بتضحياته هو عائلة واحدة متحدة متماسكة جسدت أروع صور التلاحم والتعاون والتسامح بين المذاهب، وعكست كما بالكويت الشقيقة رجال على أهبة الاستعداد للقتال حتى الموت لأجل استمرار دولتهم الكويت دولة عربية مستقلة لها تاريخها الحافل وحكامها آل صباح، كذلك أثبتت نساء الكويت في تلك المحطة التاريخية أنهن فعلاً شقائق الرجال وأنهن لا يقلون بطولة وتضحية وشجاعة عن رجالها في مواجهة خصوم الوطن، ورغم كل جرائم التعذيب والمشاهد الدموية والمروعة التي قام بها الاحتلال العراقي إلا أن الثبات والشجاعة والصلابة التي ظهر بها شعب الكويت لا يمكن أن تلغى من تاريخ بطولات الشعوب في تحرير دولهم عندما تعرضت للاحتلال والغزو، فشعب الكويت كان عنوان الشجاعة العربية والإخلاص للوطن حتى الموت وخير سفير للشعوب الخليجية العاشقة لأوطانها والموالية لأنظمة حكمها، وأكد بمواقفه الشامخة أن الكويت دولة لا تنحني ولن تنحني طالما تتمتع بهذه الثروات المتمثلة في شعب له مجده ونضاله الخطير.. شعب وفي مخلص بأفعاله الوطنية قبل أقواله.

من عايش فترة الاحتلال العراقي للكويت أدرك وقتها كم هي أرض الكويت غالية جداً عند الشعوب الخليجية التي اصطفت تضامناً مع الشعب الكويتي ودعمت موقفه في تحرير أرضه، فالكثير من العوائل الخليجية فتحت منازلها لاستقبال العوائل الكويتية، والعديد من أبنائها كانوا من ضمن قوات الواجب المشاركة في قوات درع الجزيرة لتحرير أرض الكويت، ومن عايش تلك الفترة الصعبة جداً والحاسمة بالتأكيد أنه لامس مساحة الكويت بداخله وكم هي غالية وتسكن قلب كل خليجي وعربي محب لها، لذا فلا يمكن أن تمر علينا ذكرى تحرير الكويت ولا نحتفي بها ولا نبتهل إلى المولى عز وجل أن يحفظها ويديم عزها في ظل حكامها من آل صباح الكرام أمراء الإنسانية والكرم وشعبها شعب الشهامة والشجاعة وأن يديم وحدتهم وأفراحهم.

* إحساس عابر:

لماذا نحب الكويت؟ سؤال طرح كـ»هاشتاغ» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والجواب: لا يمكن أن نكتفي به ببضعة سطور، فالكويت كقيادة على المستوى العربي معروف نهجها في دعم الوحدة الخليجية والعربية والتوازن في المواقف، والكويت كشعب معروف بطيبته وانفتاحه على الآخرين، والكويت كأرض مشهورة باستقبالها لكافة الثقافات، ويضم مجتمعها خليط متنوع وفريد من كافة الأطياف المجتمعية، والكويت في مجال السياسة لها ريادتها وتقدمها على المستوى الخليجي، كما أن مستوى النقد وحرية التعبير والديمقراطية فيها عالي المستوى. الكويت تعيش بداخل كل خليجي وعربي من كافة الجوانب، ولا يمكن أن تكون هناك ذكرى خليجية لا تكون الكويت حاضرة فيها بأي شكل، ففي تاريخ الفن الخليجي، الكويت لها بصمتها المميزة، وتعتبر مدرسة الإعلام الكويتية من أهم المدارس الإعلامية الخليجية، كما لها مساحة حاضرة في ذكرى الفن الخليجي المعاصر والريادة فيه، خاصة في مجال المسلسلات والمسرح، وفي تاريخ التعليم الكويت لها مكانتها المتميزة، وفي تاريخ الثقافة والطرب والشعر والإبداع هي البوصلة الخليجية.