علي الشرقاوي
ظلت التململات الاجتماعية والفكرية في خمسينات القرن الماضي تعد الأجواء الأدبية لمرحلة جديدة مغايرة، وكان بروز صحافة الستينات (الأضواء، صدى الأسبوع، هنا البحرين) إلى جانب دلالته الإيجابية، قاصرا على استيعاب الزخم الأدبي الجديد أو النهوض بمهمة التعبير عنه. وكانت فكرة تكوين التجمع الأدبي مطمحا مناسبا للمعطيات التي طرحتها الإرهاصات الأدبية في سبيل تطوير الموهبة والفعالية. وقد تم التحقيق العملي لهذه الدعوة بالحصول على الترخيص الرسمي لإنشاء أسرة الأدباء والكتاب في البحرين في عام 1969. أي بعد نصف قرن من تأسيس النادي الأدبي في عام 1919.
ضم هذا الكيان الأدبي مجموعة من المواهب الأدبية والمعنيين بهموم الكتابة، تجمع بينهم درجات متفاوتة من الاستعداد الأدبي المكتنز بالطاقة الشابة. ومن خلال الحوار فيما بين الأعضاء المؤسسين تيسر وضع القانون الأساسي للتجمع، وصياغة النهج الفكري الذي طرح بعض المنظورات الفكرية والفنية، داعيا الى الانغماس في حركة الواقع وتجاوز جميع أشكال التقليد والجمود.
ولم تمر فترة طويلة على إنشاء أسرة الأدباء والكتاب إلا وقد صارت وجها أدبيا بارزا وفعالا في البلاد، ومؤشرا على التجمع بعد الشتات، والانسجام بعد الاضطراب، وعاملا أساسيا في تكوين رؤيا جديدة للأدب والتاريخ والانسان، أثارت حولها الكثير من الجدل والحوار، وتسنى للأسرة أن تنظم عددا كبيرا من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية.
وتمكنت أسرة الأدباء والكتاب بعد سنوات قليلة من تأسيسها من توصيل صوت الحركة الأدبية في البحرين إلى صعيد أكبر، ففي الساحة العربية يحظى أدباء وكتاب البحرين بمعرفة جيدة واحترام يليق بتجربتهم، وأصبحت أسرة الأدباء عضوا مشاركا في الاتحاد العام للأدباء العرب، حيث تدعى وتشارك في جميع المؤتمرات والمهرجانات الشعرية واللقاءات الأدبية. كما تشارك في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد كذلك. لدراسة أوضاع الاتحاد والتحضير لبرامجه والإسهام في مناقشة مشاريعه.
وعلى الساحة الدولية، أصبحت أسرة الأدباء عضوا في الاتحاد العام للكتاب الأفروآسيويين وشاركت في النشاطات التي سمحت لها الظروف بحضورها. كما حققت الأسرة أيضا إقامة علاقات أدبية ثنائية مع عدد من اتحادات الأدباء العربية في أكثر من بلد، وتربطها بمعظم الاتحادات علاقات فعالة في مجال التعاون الأدبي والثقافي.
وبهذه الطريقة تيسر لأسرة الأدباء توصيل اسم البحرين والأدب البحريني إلى كافة المجالات والتجمعات الأدبية بصورة مشرفة وإيجابية. وأدى ذلك إلى اهتمام كبير من قبل الأوساط الأدبية العربية بالأدب في البحرين. وكتب عدد من النقاد دراسات نقدية ومراجعات لهذا الأدب. وكثر الاهتمام به كرافد فعال في الأدب العربي.
* من تقرير للشاعر علي الشرقاوي كتبه في العدد الأول من مجلة كلمات خريف 1983.