في غبار برجي التجارة العالمي في 23 سبتمبر 2001، أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تغيير اسم العملية العسكرية التي تنوي أمريكا شنها لمحاربة الإرهاب العالمي، من عملية «العدالة المطلقة» إلى عملية «الحرية الدائمة»، لتلافي الاعتراضات التي أثيرت في العالم الإسلامي، «لأن الله وحده هو القادر على العدالة المطلقة»، وليس الأمريكان، وكجزء منها تأسست في 2004 قوة الواجب البحرية المشتركة Combined Maritime Forces «CTF 152» والتي تتألف من 33 دولة تشارك بقطع بحرية، وواجبها هو تنفيذ دوريات الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، والتصدي لتهريب المواد الممنوعة، ومكافحة جرائم أعالي البحار، والقرصنة. كما تقوم بأعمال البحث والإنقاذ عند حدوث الكوارث الطبيعية، وجميع ذلك وفقاً لاتفاقات القانون البحري الدولي. وفيما بينها تجري هذه الأرمادا تمارين لرفع الكفاءة القتالية للقوات المشتركة في قوة الواجب لرفع حالة الاستعداد، وللارتقاء بالجهوزية القتالية. العمليات البحرية هذه مستمرة منذ 15 عاماً، وقد كتبنا عنها في 5 فبراير 2010 مقال «قوة الواجب البحرية المشتركة CTF 152 وعسكرة الممرات المائية» وحينها لم تكن هناك نفس التحديات البحرية. كانت القرصنة في الصومال فقط. لكن تمت مهاجمة فرقاطة أمريكية في الخليج، واستسلم رجال البحرية الأمريكية لسفن الحرس الثوري الإيراني، وتم تهديد مشروع ميناء مبارك الكبير، ولم يرد اسم قوة الواجب البحرية المشتركة CTF 152 كرادع لمثل هذه الأعمال، رغم أن موقع «https://combinedmaritimeforces.com» يرصد إنجازاتهم، لكن لا يجد طريقه للنشر رغم أنه أكثر إثارة من عمليات قراصنة الكاريبي مقارنة بأخبار المخافر الخليجية. نتمنى أن يختلف الأمر الآن فقد استلم قيادة قوة الواجب العقيد الركن بحري الشيخ مبارك علي الصباح في 21 فبراير 2019 وليست هذه هي المرة الأولى التي تتسلم فيها الكويت القيادة، لكنها المرة الأولى التي تقود فيها قوة خفر السواحل الكويتية بحرية العالم الحر. لذا نتمنى للعقيد مبارك التوفيق، ونعيد له بعض ما كتبناه قبل ما يقارب العقد:

- من أهم جوانب الاستفادة هو الاحتكاك مع قوة بحرية متطورة يمكن التعلم من خبراتهم في مجالات عدة، منها مساعدة القوات البحرية الخليجية مجتمعة أو منفردة على بناء أنظمة القيادة والسيطرة، وتطوير قدراتهم في هذا المجال لخوض المعارك البحرية باقتدار.

- إن من الأمن البحري ضمان أمن الطاقة للعالم وليس من صالحنا في الخليج عسكرة كل الممرات المائية العالمية، أي خطوط النفط العالمية والممرات البحرية لناقلات النفط والمياه الدولية، مما يعني ضرورة فرض الأمن على جانبي خط منتصف الخليج، وليس ترك الجانب الآخر.

- في نوفمبر 2009 تسلمت القوات البحرية لدولة الإمارات قيادة القوة كأول دولة خليجية، ثم كرت السبحة للبحرين والكويت وبقية دول الخليج الست، وكانوا على قدر المسؤولية.

* بالعجمي الفصيح:

يقول منطق الأمور أن تحصر قيادة الواجب البحري CTF 152 في دول مجلس التعاون الست فهم أدرى بخفايا خليجهم.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج