بينما نتمتع كنساء في المجتمع الخليجي بالأمن على كافة المستويات، بما يتيح لنا الالتفات لتحقيق طموحاتنا وذواتنا، تتراجع بعض النساء في العالم في مستوى ما تتمتع به من حريات وبقدر ما يمكنهن تحقيقه في هذه الحياة، فيما تعاني نساء أخريات من جاهلية مقيتة. نعم، لقد عدنا لعصور الجاهلية في معاملة بعض النساء في بعض الدول العربية، جرّاء ظهور الحركات الدينية المتطرفة، التي تدعي التعامل بقيم الدين الإسلامي، وليس فيها من الدين الإسلامي شيء.

يبرز ذلك بوضوح في تغريدة بثها الزميل د. ظافر العجمي – الرئيس التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليجي على حسابه في «تويتر»، كان قد اقتبسها من كلمة ألقاها في مؤتمر المرأة والسلام المنعقد مؤخراً في الكويت، جاء فيها قوله: «في عصور الانحطاط التي نعيشها في غبار الربيع العربي. صارت المرأة هي الضحية والسبية والمغتصبة والمهجرة والإرهابية جراء انهيار الهياكل السياسية والاجتماعية في دول عربية عدة». ومن المؤسف أن يصل حال المرأة -لاسيما العربية- في ظل ما نتمتع به من خير ورفاه وفرص- إلى ما وصل عليه اليوم بفعل تلك المنظمات المتطرفة والأفكار الشاذة التي طرأت على مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، فدنست معنى الدين وغاياته بنسبها ما ليس من الدين إليه، كما شوهت صورة المرأة بوجه العموم والمرأة العربية بصفة خاصة.

إن الحال الذي انحدرت إليه المرأة في أحضان دولة الخلافة الإسلامية المزعومة «داعش» وغيرها من الجماعات المتطرفة شاذة الفكر والآفاق، بات لا ينعكس على صورة المرأة وحدها، بل على بنية المجتمع بشكل عام، لما تؤديه المرأة بطبيعتها من أدوار اجتماعية هامة من خلال كونها أماً وأختاً وبنتاً وزوجة، ومن خلال ما تؤديه من أدوار مهنية من شأنها ترسيخ ثقافة المجتمع وتنمية النشء كدورها البارز في التعليم مثلاً، فضلاً عن أدوار أخرى. فتلك الجماعات وطرق ممارستها للمرأة أخرجتها من استقلاليتها التي تتيح لها النهوض بنفسها وبالمجتمع من حولها، كما أخرجتها من أدوارها الطبيعية التي جبلت عليها حتى فيما يتعلق بالجوانب الدينية لوقوعها في كثير من المحظورات الشرعية التي لا أصل لها، فضلاً عن تهجيرها من بلادها وتشتيت استقرارها في بعض الأحايين.

* اختلاج النبض:

اليوم.. بمناسبة يوم المرأة العالمي، ونحن نراقب المشهد العام، وما وصل إليه حال المرأة في بعض المناطق، نحمد الله ألفاً.. بل نحمده بلا انتهاء، أننا ولدنا نساء مسلمات اهتدينا إلى دين الحق، وأننا ولدنا نساء خليجيات حيث يحفظ للمرأة قدرها ومكانتها الاجتماعية، وأننا ولدنا تحديداً في البحرين لنتمتع بكافة الحقوق السياسية والمدنية اللاتي حرمت منها كثير من الناس في العالم والإقليم.