بدعوى معاداتها للسامية، تتعرض النائبة المسلمة إلهان عمر لهجمة شرسة من الانتقادات، إذ انتقدت عمر في تصريحات سابقة الدعم الأمريكي لإسرائيل، مشيرة إلى وقوف لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «آيباك»، تلك التصريحات اعتبرها البعض في الولايات المتحدة «معادية للسامية». وإلهان عمر عربية لكنها متحاملة على دول الخليج وتعمل ضد التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن. ما يهمنا في الأمر تهمة عداء السامية، لكن قبل ذلك لنقف ونحدد من هم الساميون. يقول علم الأنساب والتاريخ والكتب السماوية إن الساميين هم العرب، واليهود، والمندائيون، والسامريون، والآشوريون من السريان، والكلدان، والموارنة، والموحدون الدروز.

يعني ذلك أن العرب ساميون، فكيف نُتهم في وسائل الإعلام الغربية بعدائنا للسامية؟!!! إن معاداة السامية لفظ كان يقصد به عند نشأته معاداة اليهود، استعمل المصطلح للمرة الأولى عام 1860، ثم أسس الصحافي الألماني ويلهلم مار عام 1879 رابطة المعادين للسامية ولخص مبادئها في كتيب عنوانه «انتصار اليهودية على الألمانية» احتجاجاً على تنامي قوة اليهود في الغرب واصفاً إياهم بأشخاص بلا مبدأ أو أصل. ومنذ فكرة الصهيونية بعد مؤتمر بازل على يد هرتزل واليهود يستخدمون معاداة السامية ضد كل من يكون ضد الصهيونية الاستعمارية المحتلة لأرض فلسطين. هذه اللاسامية، لا تستبعد العرب والشعوب «الساميّة» الأخرى فحسب، بل جاء تعريفها مناهضاً للعرب كونهم يكرهون الصهاينة ويناهضونهم. ولذلك أصبح الدفاع عن «الساميّة» لا يشمل الفلسطينيين وحسب، بل يناهض حقوقهم المشروعة بالخلاص من الاحتلال أيضاً. لذلك صار إنكار حق اليهود في فلسطين معاداةً للسامية وعنصرية.

يتناسى ذلك القرار 3379 الصادر عن الأمم المتحدة - الجمعية العامة، حول العنصرية الصهيونية في نوفمبر 1975، إذ أدانت فيه جملة أمور التحالف الآثم بين العنصرية والصهيونية، والفصل العنصري والتمييز العنصري بجميع أشكاله، وضرورة الاعتراف بكرامة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، فالنظام العنصري الحاكم في فلسطين وجنوب أفريقيا يرجع إلى أصل استعماري مشترك، ويشكل كياناً كلياً، وله هيكل عنصري واحد يرتبط ارتباطاً عضوياً في سياستها التي ترمي لإهدار كرامة الإنسان وحرمته.

المثير للسخرية، أن نكون نحن العرب معادين للسامية ونحن ساميون، لكن المبكي دفاع إسرائيل عن تناقض هذه التهمة، إذ قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أستطيع أن أشير بفخر إلى الوزراء العرب الذين خدموا في حكومتي، إلى نائب الرئيس العربي في مجلسي التشريعي، إلى الضباط والرجال العرب الذين يخدمون بإرادتهم في قوات الشرطة وحرس الحدود، ويقودون جنوداً يهوداً، وإلى حقيقة أن العربية لغة رسمية في إسرائيل بالتوازي مع العبرية.

* اختلاج النبض:

نفاق العالم محير، فإذا كنا ساميين، وإسرائيل تقول إن العرب مواطنون إسرائيليون يخدمون ويعيشون، فكيف يتهمنا الغرب بالعداء للسامية واليهود يقولون نحن منهم؟!!