يبدو أن سوء الفهم الذي لف النقاش الحاد الذي دار في الجلسة الأخيرة للقمة الرياضية حول تعريف الفوارق بين دور الأندية ودور المراكز الشبابية هو الذي أدى إلى تفسير النقاش على أنه تحامل على المراكز الشبابية، بينما واقع النقاش كان يدور حول محورين أساسيين هما؛ تعدد المراكز الشبابية في المناطق القريبة من الأندية، وتداخل أنشطتها الرياضية مع أنشطة الأندية!

لكن يبدو أن سوء الفهم جعل البعض، وبالأخص ممن يعنيهم أمر المراكز الشبابية، يفسرون النقاش على أنه تحامل على المراكز الشبابية وغيرة من أنشطتها، وهو ما دفعهم لاستعراض هذه الأنشطة التي صوروها على أنها إنجازات وقارنوها بأنشطة الأندية مع أنها في واقع الأمر لا ترقى إلى مرتبة الإنجازات، وليس من العدالة مقارنتها بأنشطة الأندية نظراً للفوارق الكبيرة بين مسؤوليات والتزامات الأندية ومسؤوليات المراكز الشبابية وبالأخص في المجال الرياضي!

نعم، لا يختلف اثنان على أن المراكز الشبابية شهدت في الآونة الأخيرة طفرة ملحوظة في أنشطتها، وهذا يحسب لوزارة شؤون الشباب والرياضة ولإدارة شؤون المراكز الشبابية، ولكن هذا الأمر لا يمنع من المطالبة بإعادة النظر في توزيع المراكز على مناطق المملكة توزيعاً يخدم المناطق التي لا توجد بها أندية نموذجية قادرة على احتضان الأنشطة الرياضية والشبابية تحت سقف واحد كما كان الحال في السابق عندما كانت الأندية تمارس النشاط الرياضي جنباً إلى جنب مع النشاط الثقافي والفني والاجتماعي وتستقطب كلا الجنسين.

محصلة القول، بأنه ليس هناك أي تحامل على المراكز الشبابية، وليس هناك غيرة من الأندية على المراكز، بل إننا نرى أن بعض هذه المراكز -واضع أكثر من خط تحت كلمة بعض- يقومون بدور كبير تجاه شباب مناطقهم، فقط هناك مطالب بإعادة النظر في عدد المراكز بما يتناسب مع المساحة الجغرافية للمملكة وتركيز نشاطها على الجوانب الثقافية والعلمية والفنية والاجتماعية حتى تكون طرفاً مكملاً لدور الأندية التي يرتكز نشاطها في غالب الأمر على الجانب الرياضي التنافسي باعتبارها الرافد الرئيس للمنتخبات الوطنية.