ما فتئ برنامج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، للمنح الدراسية العالمية يرفد المجتمع البحريني سنوياً بالعديد من الكفاءات البحرينية الشابة المؤهلة اكاديمياً في مختلف المجالات المعرفية، وذلك منذ تأسيس البرنامج في عام 1999 انطلاقاً من رؤية سموه، حفظه الله ورعاه، في الاستثمار في الشباب البحريني باعتباره الثروة الحقيقية وأساس التنمية والتطور.

مجهودات عظيمة يقوم بها القائمون على البرنامج ابتداءً من دراسة طلبات الترشيح، مروراً بإعداد البرامج التدريبية للمهارات ودورات النقد الفكري وورش العمل واختيار المبتعثين والتنسيق مع الجامعات العالمية ومتابعة دراسة المبتعثين في الخارج وانتهاءً بالتنسيق مع الطلبة من أجل إيجاد فرص للتوظيف بعد التخرج، فلهم جزيل الشكر والتقدير.

إن برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، ليس برنامجاً أكاديمياً وحسب، بل هو تأهيل ثقافي واجتماعي متكامل، ودبلوماسية شعبية رأس رمحها هذا الشباب المبتعث، فهو يحمل مسؤولية التعريف بالمملكة في جامعته التي أُبتعث إليها والمجتمع المحيط به، عاكساً لإرثها الحضاري والثقافي وجمال عاداتها وتقاليدها وصفات شعبها الكريم المنفتح، ومدافعاً عنها أمام كل من يحاول الانتقاص من المملكة وإنجازاتها وسياساتها.

في المقابل، فإن الاستفادة من هذا المبتعث خلال فترة دراسته يتطلب أن يمتد البرنامج ليشمل تقديم المبتعث لجلسات تفاكرية حول تجربته الخاصة ومشاهداته لمحاور يتم تحديدها مسبقاً للحديث عنها، تشمل ولا تقتصر على المحور التعليمي والاجتماعي والثقافي والسياحي والبيئي وغيرها، يتم عقدها بصورة دورية مع المعنيين في جهات حكومية ذات صلة مثل وزارات الخدمات وهيئات السياحة والثقافة والجامعات في المملكة بغرض التعريف بالتطور الذي تحقق في بلد الابتعاث والأنظمة والقوانين المعمول بها هناك في مختلف المجالات، والممارسات الاجتماعية التي يمكن تطبيقها في المملكة وذلك من خلال رؤية المُبتعث الشخصية المعمّقة والممتدة لعدة سنوات بهدف الاستفادة من تجارب المجتمعات الأخرى في الارتقاء بالخدمات والمجتمع في الداخل البحريني.

إن مثل هذه الجلسات التفاكرية الدورية من الطلبة الذين تم ابتعاثهم، من شأنها أن تنتج كمّاً هائلاً من المقترحات والأفكار، والتي هي أقل ما يمكن أن يقدمه المبتعث شكراً وعرفاناً للمملكة وللحكومة التي لم تألُ جهداً في تأهيله ورصف طريق مستقبله.