* العدائية التي يتعرض لها المسلمون المهاجرون لم يتطرق لها يوماً الإعلام الغربي

* الإرهابي حاول ربط اسمه بالرئيس الأمريكي وادعى عدائيته للرئيس التركي في موقف يثير الريبة

* سيناريو الجريمة الإرهابية في أستراليا متقارب جداً من سيناريو الجرائم الإرهابية لداعش

* تغريد الإرهابي بعبارة "أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة" يوحي بأعمال إرهابية قادمة

* هل ستشهد الأيام القادمة هجمات إرهابية يمينية متطرفة ضد المهاجرين المسلمين على نمط داعش؟

* الجريمة الإرهابية في لندن بعد ساعات من جريمة أستراليا تعكس وجود خلايا إرهابية نائمة تتبنى التطرف العرقي

* تغريدة وبيان الإرهابي الأسترالي وما حصل قبلها وبعدها تعود بالذاكرة إلى تغريدات نبيل رجب وعلي سلمان

* السؤال الملح طرحه هنا هل جريمة الإرهابي الأسترالي إشارة البدء لظهور تنظيم إرهابي متطرف جديد على الساحة الدولية؟

* الأمم المتحدة لا بد أن تتحرك لحماية المهاجرين المسلمين في كافة دول العالم أمام هجمات متطرفة أخرى

* الإرهابي الأسترالي نفذ جريمته وقت صلاة الجمعة كما فعلت داعش في مساجد الكويت والسعودية

المجزرة الدموية المروعة التي ارتكبت في مسجدين في مدينة كرايست تشرش بنيوزيلندا وأسفرت عن استشهاد 51 مسلماً وإصابة أكثر من 40 آخرين على يد السفاح الأسترالي برينتون تارانت منفذ الهجوم الإرهابي الذي ينتمي حسب ما ذكرته وكالات الإعلام العالمية إلى جماعات الحزب السياسي المتطرف اليميني وهم أحزاب يدعون إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع من خلال التدخل القسري واستخدام العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم، تأتي لتؤكد مدى العدائية التي يتعرض لها المسلمون المهاجرون والتي لم يظهرها الإعلام الغربي يوماً ويخدم ملفات قضاياها.

الإرهابي الإسترالي برينتون خلال مثوله في المحكمة وبحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أخذ بضم إصبعيه السبابة والإبهام على شكل دائرة وأرخى بقية أصابعة للإشارة إلى رمز «المتفوقين البيض»، يتبع جماعات تؤمن بتفوق الجنس الأبيض على بقية الأجناس ويعارضون بشدة الهجرة، وقد يتورطون أيضاً في إيذاء المهاجرين بمجتمعاتهم، حيث إن الإرهابي قبل ارتكاب مجزرته الدموية قد نشر بياناً مطولاً على الإنترنت من حوالي 80 صفحة هاجم فيه المهاجرين، وكان البيان يكشف مدى عدائيته للمهاجرين الذين وصفهم بـ»الغزاة المسلمين» وعبر عن نواياه للقيام بالجريمة أمام من يحتلون الأراضي الأوروبية كما يزعم، مبدياً أنه مؤمن بتفوق العرق الأبيض، ومعتبراً «ركزوا هنا» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رمزاً للهوية البيضاء المتجددة، معرفاً نفسه أنه رجل أبيض، ذاكراً على حسابه في تويتر أن صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة!!

إن محاولة هذا الإرهابي ربط اسمه بالرئيس الأمريكي ترامب وادعاءه من خلال نشره لبيان مطول على مواقع التواصل الاجتماعي أنه شكل أفكاره من خلال الإنترنت «نفسه المكان الذي تغرر فيه داعش بالأطفال والمراهقين والشباب»، قد تكون محاولة مضللة لتحريف حقيقة اتجاهاته وتشويه صورة الرئيس الأمريكي ترامب ورسالة مبطنة بأنه ينتمي إليه مقابل ادعاءه أنه يستهدف الرئيس التركي أردوغان، وتلك علامة استفهام تثير الريبة أمام محاولته تأكيد مواقفه هذه، ورغم قيام إحدى القنوات التلفزيونية بعرض صورة للإرهابي الأسترالي وهو يزور تركيا ويلتقي عدة أطراف في إسطنبول قبل تنفيذ جريمته الدموية في أستراليا، كما من الواضح أن الإرهابي الأسترالي كان متدرباً على استخدام السلاح وامتلاك مهارة التصوير بنفس الوقت، إلى جانب سرعة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن كل ما قام به سيناريو ومخطط تم إعداده وتنفيذه، ولا يمكن الجزم بمدى مصداقية ما صرح به أنه لا ينتمي لأي جماعة وأنه وحيد في مسألة حراكه الإرهابي أمام إلقاء الشرطة الأسترالية القبض على رجلين وامرأة معه، فسيناريو الجريمة الإرهابية في أستراليا متقارب جداً من سيناريو الجرائم الإرهابية لداعش!

الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت الذي أعلنت عائلته فور تلقيها الخبر صدمتها التامة حيث وصفته جدته بـ»الابن الطيب» وأمام التفاصيل الدموية التي نفذها أنه «ليس حفيدها الذي عرفته!»، يبدو أنه أمام ما ذكره على تويتر «صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة» أنه أراد أن يوصل رسالة مبطنة للعالم أنه ستكون هناك «من المحتمل وحسب تحليلنا لكلامه» أن جريمته الدموية التي قد تشكل صدمة لمجتمعه الأسترالي ستتبعها هجمات إرهابية متطرفة ستعمل على تحريك الخلايا الإرهابية النائمة اليمينية المتطرفة الاتجاه في دول أخرى من العالم ضد المهاجرين المسلمين على نمط وطريقة داعش المتطرفة والمتشددة التي بالأصل هي صناعة من قبل أعداء الإسلام الذين جعلوا شماعة أعضائها الإسلام المتطرف المتشدد، كما يدعون، فيما بالحقيقة الإسلام بريء منهم ومن أفعالهم الإجرامية التي لا تمت لأحكام ومبادئ الإسلام بصلة، إنما تأتي فقط لأجل تشويه صورة الإسلام وسمعة المسلمين، وهي لعبة نفذها من يودون القضاء على الإسلام والتشجيع على اضطهاد المسلمين في كافة بقاع العالم.

ما يؤكد تحليلنا هذا أن الإرهابي الأسترالي وكأنه أرسل «مسجاً خفياً» لجماعاته المتطرفة التي ينتمي إليها فكرياً عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». ما حدث بساعات قليلة من بعد الجريمة الدموية في أستراليا وحسب ما نقلته صحيفة «الصن» البريطانية، حيث وقعت جريمة إرهابية في لندن على يد ثلاثة أشخاص يحملون أفكاراً عنصرية عرقية متطرفة ضد المسلمين، حيث هاجموا أحد المسلمين بآلة حادة خارج مسجد في لندن، كما نشرت وسائل إعلام بريطانية مقطع فيديو صادماً، حسب ما وصفته، يوثق لحظة الاعتداء على الرجل المسلم بمطرقة على رأسه من جانب مجموعة من الأشخاص خارج أحد مساجد العاصمة البريطانية إلى جانب صراخهم بألفاظ مسيئة للإسلام، في مشهد يعود بنا إلى ذاكرة الأعمال الإرهابية في مملكة البحرين عام 2016 عندما قام الناشط في حقوق طائفة معينة، الحقوقي المتطرف نبيل رجب، فور خروجه من سجن جو بكتابة تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي في تمام الساعة 8:23 دقيقة صباح يوم السبت الموافق 31 ديسمبر 2016 ينتقد فيها وزارة الداخلية وقيادة مملكة البحرين ويعلق على موضوع اعتقال إحداهن طالباً الإفراج عنها، ثم عاد في اليوم التالي بتاريخ 1 يناير 2017 بإطلاق مجموعة تغريدات تحمل نفس المضمون، والقصة وكأنها إشارة مبطنة ورسالة خفية للخلايا الإرهابية النائمة في مملكة البحرين، حيث بعدها بساعات من تلك التغريدات تم تنفيذ عمل إرهابي غادر تمثل في مهاجمة سجن جو أسفر عن استشهاد رجل أمن وإصابة آخر، وكأن تلك التغريدات شفرة معينة لجماعته ترمز إلى إطلاق الضوء الأخضر للعصابات الإرهابية النائمة في مملكة البحرين لفعل ما يحلو لها، وقد نشرنا وقتها مقالاً بعنوان «جرائم إرهابية محتملة أكبر من الهروب من السجن» بتاريخ 3 يناير 2017 تكشف عدد الجرائم الإرهابية التي نفذت قبل وبعد تلك التغريدات المريبة، وعندما نعود للإرهابي الأسترالي الذي يقترب في صياغته للتغريدة وسيناريو ما حدث مع الجماعات الإرهابية لدينا في مملكة البحرين، وكأن ما حدث يحمل جواباً مختصراً عن معنى شفرة ما دونه على تويتر «صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة»، والسؤال الملح طرحه هنا، ما هي التداعيات المحتملة القادمة لصدمة ما بعد فعله الإرهابي؟ وهل يقصد أن هناك هجمات إرهابية قادمة ستنطلق وكأن جريمته إشارة البدء لظهور تنظيم إرهابي متطرف جديد على الساحة الدولية مثلاً؟

مثال على كلامنا هذا، أن الإرهابي المتطرف في مملكة البحرين نبيل رجب الذي يعد أحد الأبواق الإرهابية التي ما إن يطلق خطبه التي لها شفرات معينة وتحمل أكثر من معنى حتى تنطلق الأعمال الإرهابية، فبعد إطلاق تغريداته المشبوهة وتعرض سجن جو لأعمال إرهابية أدى ذلك إلى استشهاد رجل أمن تزامناً مع انعكاسات أمنية دولية كانت حاصلة وقتها في دول أخرى كالعراق وسوريا واليمن، كذلك عندما نعود بالذاكرة إلى الإرهابي علي سلمان المعروف، أنه ما إن يطلق تصريحات تحمل رسائل إرهابية مبطنة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تنطلق الأعمال الإرهابية في مملكة البحرين. ففي 8 يونيو 2015 أحبطت وزارة الداخلية البحرينية مخططاً إرهابياً للخلية الإرهابية «سرايا الأشتر» كان يستهدف أمن البحرين لتنفيذ سلسلة من الأعمال الإجرامية الخطيرة، وفي 16 يونيو 2015 أي نفس الشهر والعام وعندما أصدرت المحكمة حكماً بسجن الإرهابي علي سلمان بالسجن أربع سنوات بتهم التحريض ضد نظام الحكم واضطراب السلم العام، أطلق بياناً من داخل السجن قال فيه: «أدعو الشعب للاستمرار في الحراك السلمي»!! كما قال «أدعو المجتمع الدولي بكل مؤسساته إلى تقديم يد المساعدة للبحرين لبلوغ هذا الهدف الخير»، وفي يوليو 2015 أي بعدها بشهر حصلت العديد من العمليات الإرهابية كوفاة إرهابي بعد انفجار قنبلة كان يهم بوضعها لرجال الأمن بتاريخ 15 يوليو 2015، وبتاريخ 25 يوليو استدعت البحرين سفيرها في إيران للتشاور معه حول تصريحات إيرانية عدائية ومسيئة تتدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، وفي 26 يوليو تم القبض على شخصين مدربين في إيران قادمين للبحرين لمحاولة تهريب متفجرات وأسلحة، مما يترجم ويفسر معنى كلمة الإرهابي علي سلمان «أدعو المجتمع الدولي لتقديم يد المساعدة للبحرين»، وفي 28 يوليو نُفذ عمل إرهابي أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن في منطقة سترة وإصابة ستة من رجال الأمن، وفي أغسطس 2015 استشهد رجل أمن وأصيب أربعة آخرون من رجال الأمن أحدهم بإصابات بليغة وثلاثة مدنيين بينهم طفل في منطقة كرانة، وقد اتضح أن المتفجرات قادمة من إيران!! وهنا اتضح ما علقنا عليه سابقاً في إحدى المقالات التي نشرت بعد تصريح الإرهابي علي سلمان وقتها «الكل يعلم في البحرين حتى الطفل الصغير ما المقصود بالحراك السلمي الذي يراه الناس في الشوارع من حرق الإطارات ورمي المولوتوف وتفخيخ الأماكن بالقنابل المحلية الصنع»، وهكذا كانت البحرين بعد تصريحه كل يومين وكل شهر عمليات إرهابية مستمرة، وإيران إما تحاول تهريب المتفجرات وإما تصرح بعدائية، فيما منظمات العفو ودكاكين حقوق الإنسان بالخارج مستمرة في الضغط على البحرين أيامها!

وعندما نأتي إلى استراليا، فبالطبع إن إرهابي أستراليا الذي يستلهم أسلوب داعش في طريقة كتاباته وعنصريته وتطرفه، لم يلجأ لنشر تصريحاته الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي في سيناريو متشابه مع الخلايا الإرهابية لدينا في مملكة البحرين، إلا لغرض ستكشفه وتؤكده الأيام القادمة، فعندما نعود إلى الحراك الإرهابي في أستراليا سنجد أنه قبل تنفيذ هذه الجريمة الدموية كانت هناك قبلها بعدة أشهر جرائم إرهابية أخرى أبرزها اعتقال الشرطة الأسترالية بتاريخ 20 نوفمبر 2018، 3 أشخاص يشتبه أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف حشوداً في ملبورن، وذلك بعد أقل من أسبوعين من قيام رجل بقتل شخص في المدينة في هجوم إرهابي، وقد ذكرت الشرطة الأسترالية أن هجوم ملبورن «ركزوا هنا» يستلهم نهج داعش، كما في تاريخ 9 نوفمبر 2018 قتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح وسط مدينة ملبورن إثر هجوم من قبل إرهابي بسكين كان يتنقل بشاحنة محملة بقوارير الغاز، وقد أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي وكان «ركزوا هنا» الهجوم الإرهابي قد وقع يوم الجمعة أيضاً!

الإرهابي الأسترالي أكد أنه يستهدف مسجداً ثالثاً، كما أن مفوض شرطة نيوزيلندا أكد عن ورود بلاغات عن وجود عبوات ناسفة بدائية الصنع مثبتة في مركبات، وتم التمكن من إبطال مفعولها، كما أن رئيسة الوزراء أردن أكدت أن المسدسات التي استخدمها الإرهابي كانت معدلة وأن سيارته كانت مليئة بالأسلحة، مما يشير إلى نيته مواصلة الهجوم، كما قال مقدم أحد البرامج السياسية الساخرة في أستراليا إنه ليس مصدوماً مما حدث في نيوزيلندا بسبب تصاعد تهديدات اليمين المتطرف، وكلها مؤشرات تعكس وجود تهديدات أمنية محتملة تهدد الأمن المجتمعي في أستراليا، وأن هناك حاجة لتحرك جاد لكبح جماح حراك اليمين المتطرف في المجتمع الأسترالي.

إن الجريمة الدموية التي نفذها الإرهابي الأسترالي الجمعة الماضي هي جريمة بشعة جداً وصادمة ولكنها ليست مفاجئة لمن يدرك تمام الإدراك أن هناك مؤامرات ومخططات دائمة لاضطهاد المسلمين وإبادتهم وحرباً مستمرة على الإسلام والمسلمين، وأن محاولات تحريف وتشويه مبادئ الإسلام وصورة المسلمين لن تتوقف وستظهر كل عدة سنوات بطرق ونماذج مختلفة وعلى يد جماعات متطرفة تتعدد هويتها الدينية والعرقية وانتماءاتها الحزبية والسياسية والفكرية ومسمياتها، ويبقى هدفها واحداً هو تشويه الإسلام وتزوير أركانه وتحريف مبادئه ومعاداة المسلمين وإبادتهم بالجرائم الإرهابية الدموية للقضاء على الإسلام والمسلمي، فتارة سيظهر تنظيم باسم المسلمين ومن بلادهم يزعم الانتماء لدين الإسلام الذي ينبذ الإرهاب والتطرف ويحرم القتل فيما على أرض الواقع يرتكب المجازر والجرائم في بلاد المسلمين والعرب، وتارة ستظهر تنظيمات غربية متطرفة تستهدف المسلمين المهاجرين في الدول الأوروبية وأمريكا وسائر دول العالم، وكلها مخططات من الواضح أنها تعود وترجع في النهاية إلى مصدر واحد هو معادٍ للإسلام والمسلمين، فلو تأمل البعض كمية الجرائم والمجازر الدموية التي ارتكبتها داعش باسم الإسلام لوجد أنها بالأصل تستهدف إبادة المسلمين وتعزيز إظهار المسلمين بالاسم إرهابيي الانتماء بالأصل «الإرهاب لا دين له»!

أبشع ما قام به الإرهابي هو توثيق جريمته الدموية بالتصوير فيما يشبه المناظر التي تحصل في لعبة «بوبجي» ولكن على الطريقة الإرهابية، فهذه اللعبة التي توصف بلعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين واللعب فيها يكون بأسلوب التصويب على يد شخص يبدو أنها شجعت هذا الإرهابي لأن يقوم بمثل ما يحصل فيها من إمساك المسدس والتصويب، وكأنه فخور جداً بما فعله ويود الاستعراض كما تستعرض داعش خلال قيام أعضائها المتطرفين بقتل الأبرياء، فللاسف الشديد المسلم مستهدف في دينه حتى قيام الساعة، وكل الجرائم الدموية التي حصلت في المساجد من تفجير وقتل تؤكد أن الاستهداف للمسلمين دائماً ما يحصل لهم وهم في بيوت الله، حتى يتم تخويفهم وإفزاعهم وتنفيرهم من أداء الصلوات الجماعية وعبادة الله في بيوته المباركة.

وهناك نود طرح علامات استفهام نتمنى التحصل على إجاباتها، فالإرهابي الأسترالي قام بارتكاب الجريمة وقت صلاة الجمعة مع توثيقها بالتصوير ونشر التصوير على مواقع التواصل الاجتماعي، في مشهد يعود بنا ويذكرنا إلى ما كان يحصل في مساجد الكويت والسعودية قبل عدة سنوات عندما قامت داعش بتفجير المساجد ضمن عمليات إرهابية وقت صلاة الجمعة أيضاً مع التوثيق والتصوير، ونشره المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن الكتابات التي تحمل كمية مروعة من العنصرية والتشدد والعدائية التي كتبها الإرهابي على مسدسه الذي نفذ به جريمته الإرهابية والتي تتشابه في مضمونها مع التطرف الداعشي، مع تأكيدنا أننا كلنا ندرك أن سيناريو جرائم داعش دائماً ما يتجه نحو القتل بالتوثيق المصور وتوقيتهم دائماً ما يكون وقت الصلاة وتحديداً يوم الجمعة لاستهداف المسلمين وترويعهم ومنعهم من الاتجاه للمساجد، والسؤال البريء جداً هنا هل هناك جهة تقف خلف الإرهابي الأسترالي دفعته لقتل المصلين خلال صلاة الجمعة وشجعته على استهداف المسلمين وإراقة دمائهم وتصوير مشاهد إبادتهم وممارسة العنف ضدهم، ولها علاقة بمن دفعوا ودربوا داعش لقتل المصلين في مساجد السعودية والكويت؟

من ضمن الأسئلة البريئة أيضاً، هل دكاكين حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمنابر الإعلامية سيكون لها موقفها الحازم أمام الطفل المسلم الذي ذهب ضحية لهذا التطرف والعنصرية؟ هل سيركز الإعلام الغربي على تداول معاناة المسلمين من كمية الاضطهاد والتطرف من قبل المتشددين دينياً في بعض الدول الأوروبية والغربية بالعالم؟ هل الإعلام الغربي لن يتعاطف أبداً مع أي شخص يبرر الإرهاب الغادر؟ هل ستكون هناك إجراءات وقائية كما يحصل دائماً عند وقوع الجرائم الإرهابية على يد مسلمين «بالاسم فقط» بالقبض على كل من يبرر الجرائم الإرهابية أو يدعو للتعاطف مع منفذيها من منطلق «تبرير الإرهاب جريمة، ومبرر الإرهاب كما الإرهابي مشتبه به، ولا بد أن يضبط ويحاكم ويرمى في معتقلات غونتنامو لأنه مشتبه به لارتكاب أعمال إرهابية أخطر؟

أمام عبارات الإرهابي المتطرفة على مسدسه، هل سيكون هناك ضغط دولي لتغيير المناهج الدراسية واستبدال أو حذف بعض الوقائع التاريخية التي تتسبب بالتطرف الديني والعرقي، مثلما يدعون عند وقوع الأعمال الإرهابية في دولنا؟ هل ستكون هناك وقفة دولية حازمة وحملات إعلامية وحقوقية من الإعلام الغربي مثلما يكون دأبه وفعله مع الجرائم الدموية الإرهابية التي تأتي على يد مسلمين بالاسم هم بالأصل تم تغريرهم من قبل أعداء الإسلام لتشويه صورة المسلمين، وهل سيكون هناك ضغط دولي لإيجاد حل للجماعات المتطرفة التي تضطهد المهاجرين المسلمين في الدول الأوروبية والغريبة؟ وهل الأمم المتحدة سيكون لها حراكها لطرح قوانين تحمي المهاجرين المسلمين من أي إساءات وهجمات عنصرية متطرفة ضدهم؟

إن تعهد رئيسة الوزراء النيوزيلندية بتشديد قوانين حمل الأسلحة أمام القوانين الموجودة بسهولة الحصول على الأسلحة النصف آلية مما جعل معدل حيازة الأسلحة في نيوزيلندا الأعلى في دول العالم، هي خطوة صحيحة تتجه نحو ضبط بوصلة الأمن في نيوزيلندا وتؤكد اتجاه أستراليا في القضاء على الإرهاب وضمان عدم استغلال القوانين الموجودة لتنفيذ الأعمال الإرهابية، إلا أن الحاجة تكمن أيضاً في إيجاد قوانين جادة تضمن الحماية للمهاجرين المسلمين في أستراليا أمام احتمالية تكرار تنفيذ أعمال إرهابية أخرى ضدهم خلال الأيام القادمة، وضبط عدم القيام بردة فعل غاضبة أمام الجريمة المروعة.