يشارك وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي في الجلسة الحوارية الرئيسية لـ "منتدى الإعلام العربي" في دورته الثامنة عشرة التي تقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في السابع والعشرين من شهر مارس الجاري.

وكشف نادي دبي للصحافة أن "منتدى الإعلام العربي" يستضيف في الجلسة الحوارية الرئيسية لدورته الثامنة عشرة كلا من علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، وجمانة غنيمات، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية، وحسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية لاستعراض الملامح العريضة للمشهد الإعلامي العربي في الوقت الراهن، ومتطلبات تطوير قطاع الإعلام في ضوء ما تمر به المنطقة والعالم من متغيرات سريعة ومتشابكة على كافة المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما أعلن النادي، الجهة المُنظِّمة لمنتدى الإعلام العربي، أن فابريس فريس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لوكالة الصحافة الفرنسية، سيكون المتحدث الرئيسي للمنتدى في هذه الدورة، حيث سيلقي الضوء خلال نقاش تديره الإعلامية زينة يازجي، على دور وكالات الأنباء والمعلومات العالمية وهل تراجع في الآونة الأخيرة كمصدر أول للمعلومات في ضوء التغير الحاصل في المشهد الإعلامي العالمي مع التطرّق إلى العديد من التساؤلات المثارة حول دور وأثر وكالات الأنباء وعلاقاتها بمصادر الأخبار وكذلك المؤسسات الإعلامية المستفيدة من خدماتها، ونظرته فريس لمستقبل "فرانس برس" التي تولى مسؤولية إدارة دفة مسيرة العمل فيها مؤخراً في ضوء المتوقع لدور وكالات الأنباء حول العالم خلال المرحلة المقبلة.

من جانبها، أعربت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، عن ترحيبها بالمتحدثين الرئيسيين للدورة الثامنة عشرة للمنتدى. وقالت: "نسعى من خلال المنتدى للوقوف على مختلف العوامل والتطورات الأوسع تأثيراً في رسم الخطوط العريضة لمسيرة إعلامنا العربي، ونجتهد في استضافة النخب المتخصصة القادرة على تقديم آراء واضحة المدعومة بمعرفة وثيقة بالمجال تدعم قدرتنا على تحليل الواقع الإعلامي بصورة موضوعية تبتعد عن التحيّز والآراء الشخصية، ويسعدنا أن نستضيف في الدورة الثامنة عشرة للمنتدى مسؤولي الملفات الإعلامية في ثلاث دول عربية شقيقة لنتعرف منهم على تصوراتهم لمستقبل الإعلام العربي في المرحلة المقبلة في نقاش يشارك فيه القائمون على العمل الإعلامي في مختلف انحاء المنطقة".

تأثير الإعلام العربي

وسيتركّز النقاش ضمن جلسة وزراء الإعلام العرب، والتي ستديرها الإعلامية نوفر رمول من مؤسسة دبي للإعلام، حول متطلبات تحديث الخطاب الإعلامي العربي ومدى الحاجة لتحديث الاستراتيجية الإعلامية الحالية من خلال منظور جديد يواكب المستجدات التي أفرزتها المتغيرات المتلاحقة التي ألمّت بأغلب دول العالم العربي خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك الضرورة التي يفرضها الواقع المحيط نحو تكوين رؤية مغايرة لطبيعة العلاقة بين الإعلام والمجتمع والتأثير المتبادل فيما بينهم من منطلق يراعي الطموحات التي تتطلع إليها شعوب المنطقة وكيفية مساهمة الإعلام في تحقيقها.

ويطرح المنتدى من خلال جلسة وزراء الإعلام تساؤلاً مهماً حول دور وزارات وهيئات الإعلام وغيرها من الجهات التنظيمية المسؤولة عن توجيه دفة الإعلام بصورة صحيحة نحو خدمة المجتمع ودعم شعوبنا العربية في مختلف أقطار المنطقة في تحقيق تطلعاتها للمستقبل، وعما إذا كان الدور الرسمي قد خبا وتراجع في مقابل تنامي دور الإعلام الخاص، أم أن هناك تصورات لتكامل الأدوار بأسلوب يراعي صالح المجتمع ويخدم أهدافه، لاسيما في وقت تشير فيه أصابع الاتهام إلى منصات التواصل الاجتماعي وتحميلها مسؤولية خلق حالة من "الفوضى" فيما يتعلق بالأخبار والمعلومات، لتشكل بذلك تهديداً صريحاً للعديد من القيم الإعلامية فيما يتعلق بالمصداقية والدقة والموضوعية والحياد في التعامل مع الأحداث.

ويثير المنتدى من خلال هذه الجلسة قضية مهمة تتمثل في تأثّر الإعلام العربي بنظيره الغربي في حين يرى المتابع في الشارع العربي أن صوت إعلامه يبقى حبيس جدران المنطقة، مع غياب التأثير الخارجي الحقيقي للإعلام العربي الذي ربما لم ينجح في طمأنة المجتمع العربي حول قدرته على توصيل رسالته إلى العالم من حولنا، وذلك في محاولة للتعرف على المقومات المطلوبة لتعزيز انتشار الرسالة العربية عالمياً سواء من خلال مراجعة الأساليب و الأدوات و الاستراتيجيات، وما يستدعيه ذلك من إعادة النظر فيما يجب اتخاذه من تدابير لتعزيز قوة المنظومة الإعلامية العربية وزيادة مستوى تأثيرها على الصعيد العالمي.

مستقبل وكالات الأنباء

وسيتناول الحوار مع رئيس مجلس الإدارة الجديد لوكالة الصحافة الفرنسية دور وكالات الأنباء في ضوء التغير الذي شهدته الساحة الإعلامية العالمية جرّاء انتشار العديد من الظواهر الجديدة التي أفرزها التطور التكنولوجي السريع في مجال الاتصال ومن أبرزها منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تمثّل منافساً لا يستهان به لمؤسسات الإعلام التقليدية في هذا المضمار بقدرتها على نقل الأخبار والصور بصورة لحظية من مكان الحدث وفور وقوعه، أم أن تلك الوكالات لا تزال تحظى بمكانة مفضلة لدى المُتلقّي كمصدر موثوق للأخبار حتى وإن كان السبق في سرعة النقل من صالح وسائل التواصل الاجتماعي، وما هي الواجبات المفروضة على وكالات الأنباء وما يتوجب عليها اتخاذه من خطوات للحفاظ على تلك المكانة.



ويتطرق النقاش مع فيرس أيضا إلى دور وكالات الأخبار والأنباء في مكافحة ظاهرة الأخبار المفبركة والكاذبة والشائعات المضللة والكيفية التي تتغلب بها على السلبيات الناجمة عن الانتشار الكبير لهذه الظاهرة المدمرة والتي وجدت في صفحات منصات التواصل الاجتماعي بيئة مثالية لهذا الانتشار والتمدد نتيجة لعدم وجود ضوابط عالمية أو تشريعات واضحة تحكم عمل تلك المنصات، وهل في إمكان وكالات الأنباء التصدي بجدارة لتلك الظاهرة المدمرة التي تشكل أحد أهم التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، كما ستحاول الجلسة الإجابة على تساؤلات حول قدرة الوكالات على الوفاء باحتياجات المجتمع الإعلامي من نهم مستمر للمعلومات والأخبار في ضوء استعار المنافسة فيما بينها.

وقد تولى فابريس فريس، البالغ من العمر 58 عاماً، منصبه كرئيس لمجلس إدارة وكالة الصحافة الفرنسية ورئيسها التنفيذي في الثاني عشر من إبريل 2018 خلفاً لإيمانويل هوغ، وهو من القيادات الإعلامية البارزة، حيث تلقى علومه في جامعتي بيركلي وهارفرد الاميركيتين وجامعة "المدرسة الوطنية للإدارة" الفرنسية المرموقة. قاد فريس في حياته العملية عددا من المؤسسات الإعلامية المرموقة ومنها شركة "بوبليسيس كونسلتانتس" حتى عام 2016، كما عمل مديرا تنفيذيا في مجموعة "فيفندي" وشركة "هافاس".

وتعد وكالة الصحافة الفرنسية، إحدى ثلاث أكبر وكالات أنباء في العالم وأعرقها جميعها، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وتحديداً مع انطلاقها في العاصمة الفرنسية باريس العام 1835، ويعمل فيها 2400 موظف، بينهم حوالي 1500 صحافي، من 80 جنسية موزعين على 151 دولة، يقومون على تشغيل 201 مكتب من بينهم مكتب الوكالة في دبي، لتغطية أخبار العالم وبثها على مدار 24 ساعة يومياً، حيث تبث نحو 5000 خبر، و3000 صورة، و250 فيديو في اليوم الواحد.