أحمد عطا

سحبت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بمقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مدينة نيون السويسرية لتسفر عن مواجهات يمكن وصفها بأنه لا يوجد من بينها نهائي مبكر.

فعلى عكس بعض مواجهات دور الـ16 التي كانت فيها بعض المواجهات التي تليق بنهائي للبطولة مثل مواجهة يوفنتوس وأتلتيكو مدريد أو مواجهة ليفربول وبايرن ميونخ، خرجت قرعة ربع النهائي بمواجهات يرى كثيرون أنها تصب في مصلحة طرف واضح.



مانشستر سيتي × توتنهام

ربما تكون المواجهة الأكثر تقارباً في المستوى بين الفريقين .. انفجر السيتي في الشهرين الماضيين وتمكن من قلب الطاولة على ليفربول واستعادة صدارة البريميرليج بعدما كان متأخراً بفارق 7 نقاط كاملة قبل أن يخسرها فقط لعدم لعبه هذا الأسبوع، بينما كان فريق شمال إنجلترا يخوض مواجهة سهلة في دور الـ16 عندما واجه شالكة الذي يعاني أصلاً في البوندسليغا ليخسر الفريق الألماني ذهاباً إياباً وبمجموع المباراتين 10/2.

الفريق الشمالي الآخر ولكن المتواجد في شمال لندن هذه المرة يمر بموسم غريب كان فيه بعيداً تماماً عن المنافسة على البريميرليج ثم عاد فجأة ليقفز المركز تلو الآخر ويصير على بعد أمتار من صدارة المسابقة قبل أن يتراجع ويعجز عن الفوز في 4 مباريات متتالية قضت على آماله في التتويج بل وجعلته مهدداً بالخروج من المراكز المؤهلة لدوري الأبطال بعدما تكالب المطاردون طمعاً على مركزه الثالث.

السيتي يبدو أقرب للانتصار فهو يمتلك ترسانة هجومية هائلة استعاد كثيرون فيها لمستواهم بينما يستفيد فريق بيب جوارديولا كذلك من المستوى المميز المستمر الذي يقدمه كلٌ من رحيم ستيرلنج وسيرخيو أجويرو وبيرناردو سيلفا الذي أعاد اكتشاف نفسه هذا الموسم وبات قطعة لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة الفريق السماوي.

لكن لا يمكن أبداً استبعاد فرص توتنهام، فهو الفريق الذي كان قادراً دائماً على تقديم مباريات كبيرة أمام الفرق الأكبر سمعة منه وكان أحد الفرق التي وقفت نداً قوياً لبيب جوارديولا في أكثر من مناسبة ومع استعادته لنجومه هاري كين وديلي آلي في الوقت المناسب فإن السبيرز لا يعدوا أبداً من الفرق التي يحب أي منافس مواجهتها.

فرص التأهل: مانشستر سيتي 65% - 35% توتنهام

يوفنتوس × أياكس

هي مواجهة بين نجم ريال مدريد السابق والفريق الذي أقصى ريال مدريد وهي طرفة تناقلها بعض الخبثاء السعداء بخروج بطل أوروبا في المواسم الثلاثة السابقة.

يوفنتوس قدم عودة مذهلة أمام أتلتيكو مدريد الذي لم يتوقع أحد أبداً أن يتلقى 3 أهداف في مباراة لا يريد فيها سوى الدفاع عن هدفين نظيفين في لقاء الذهاب، لكنه حدث وذلك بفضل تماسك ممتاز للفريق وتواجد رجل دوري الأبطال الأول كريستيانو رونالدو الذي حول المستحيل أمام فريق سيميوني إلى ممكن.

اليوفي يتمتع بالصدارة المطلقة في الكالتشو رغم تعكير المزاج قبل التوقف الدولي بتلقي أول هزيمة له في الدوري على يد جنوى وابن السيدة العجوز السابق ستوارو الذي قضى على إمكانية تحقيق اللقب بلا هزيمة، لكن أحد الحكماء همس قائلًا إن هذا ربما يعد أفضل خبر لليوفي الذي لن يصير مهووساً بتفادي الهزيمة في مباريات الكالتشيو المتبقية بلا معنى تقريباً وسيركز بشكل أكبر على دوري الأبطال دون شيء آخر.

في المقابل سيخوض أياكس المباراة دون مركبات نقص، فهو أول من هزم ريال مدريد في مواجهات إقصائية أوروبية بعد 3 سنوات وإذا كان قادراً على فعل ذلك فإنه قادر على تكرارها.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالشواهد تقول أن تاريخ ريال مدريد الحديث لا يُقاس عليه شيء وأن مستوى يوفنتوس الحالي أفضل من ريال مدريد لذلك لا يمكن أبدًا ترجيح كفة الفريق الهولندي على حساب البيانكونيري رغم أن أياكس أظهر قدرته الكبيرة على امتلاك وسط الملعب وتجريد المنافس من الكرة لفترات طويلة وحدث مع الريال ومن قبله بايرن ميونخ وهو أمر مزعج لليوفنتوس الذي سيكون عليه تفادي مهارات فردية عالية جداً في الخط الأمامي لمنافسه ممثلة في زياش وتاديتش ونيريس.

فرص التاهل: يوفنتوس 70% - 30% أياكس

برشلونة × مانشستر يونايتد

القرعة ماتزال مستمر في العبوس في وجه مانشستر يونايتد الذي خاض دور مجموعات قوي ثم اضطر لمواجهة باريس سان جيرمان ليصعد بمعجزة لا تتكرر كثيرًا ليجد نفسه مضطراً لمواجهة واحد من أكثر الفرق المرشحة للتتويج بالبطولة وهو برشلونة.

البرسا الذي تمكن من رفع الفارق في الصدارة بينه وبين مطارده أتلتيكو مدريد يمر بمرحلة فنية ممتازة جداً في الوقت الحالي وذلك بعد تذبذب كبير في المستوى في بداية الموسم، وهي المرحلة الفنية التي كان قائدها ليونيل ميسي الذي يقوم بأشياء مفزعة لأي منافس حالياً بعدما سجل هاتريكين في الأندلس ومدينته إشبيلية ممثلة في طرفيها بيتيس وقبلها إشبيلية وما بينهما كان يساهم بـ 4 أهداف أمام ليون ما بين الصناعة والتسجيل.

ومع تثبيت أرتور وعثمان ديمبلي –الذي سيلحق بالمباراة على الأرجح رغم إصابته- لأقدامهما في تشكيل برشلونة الأساسي تحسن أداء وسط وهجوم برشلونة كثيراً مع مساهماتهما الكبيرة في صناعة اللعب وإفساح مجال لميسي لالتقاط الأنفاس والتخلص من الرقابة إذ لم يعد مصدر الخطورة الوحيد وإن بقى الأخطر بالتأكيد رغم الانفجار الكبير في مستوى المزيد من اللاعبين في مقدمتهم لويس سواريز الذي بصم على عدة أسابيع مميزة جداً مؤخراً.

مانشستر يونايتد في المقابل يمتلك أولي جونار سولسكاير .. ليس فقط بسبب قدراته الفنية يمكن التفاؤل من جانب مشجعي الشياطين الحمر بل لأنه رجل عاش فترات اليونايتد الذهبية وتلمس ذلك بشدة في تصريحاته المستمرة عن أنه لا شيء مستحيل وأن الجبال خلقت لتسلقها وكانت ذروة تلك التصريحات والإيمان باليونايتد عندما أكد أنه رغم غياب 10 لاعبين من فريقه عن مواجهة الإياب أمام باريس سان جيرمان إلا أنه واثق أن فريقه قادر على قلب الطاولة.

أما فنياً فمع تألق أكثر من لاعب كراشفورد وبوجبا واستعادة الثقة لآخرين مثل لوكاكو وليندلوف وهيريرا، فيمكن مشاهدة التطور الواضح في مستوى مانشستر يونايتد في الأشهر الثلاثة الأخيرة الفاصلة بين تأهل باهت للفريق من دور المجموعات وبين استمرار الفريق في انتصارات متتالية توقفت فقط في الأسبوع الماضي لكن بتكاليف باهظة عندما خسر اليونايتد أمام آرسنال ليفقد المركز الرابع وخسر أمام ولفرهامتون في كأس إنجلترا ليفقد الفرصة الأخيرة للتتويج بلقب محلي هذا الموسم.

فرص التأهل: برشلونة 70% - 30% مانشستر يونايتد

ليفربول × بورتو

ربما هي المواجهة الأكثر تنافراً في المستوى .. بين فريق تمكن من النفاذ من مجموعة جد صعبة جمعته بباريس سان جيرمان ونابولي ثم من مواجهة صعبة أخرى تمكن فيها من الفوز على بايرن ميونخ في عقر داره، وبين فريق تأهل من مجموعة هي الأسهل ثم تخطى عقبة روما المثخن بالجراح وبعد وقت إضافي.

ليفربول ورغم التراجع الذي مر به مؤخراً إلا أنه يعيش أفضل موسم له منذ موسم 2013/2014 حيث ينافس على لقب البريميرليج حتى الآن ويحتل الصدارة مع لعبه لمباراة أكثر من السيتي، بينما نفذ من عنق الزجاجة من كل تلك المواجهات الأوروبية السابق ذكرها.

وسيحاول الفريق الاستفادة من المستوى الرائع الذي يقدمه ساديو ماني في الوقت الحالي والذي عوض به التراجع التهديفي الذي يمر به محمد صلاح متأخراً، كما أن دفاع الريدز جاهز من جديد لتقديم مستوى كبير يحتاجه أي فريق في المواجهات الإقصائية.

بينما خسر بورتو الصدارة المحلية لصالح بنفيكا بعدما سقط أمامه قبل 3 أسابيع في عقر داره لكنه تمكن من معادلة رصيد بنفيكا ليستمر في الصراع الكلاسيكي بين الفريقين، فيما تمكن من تجاوز عقبة روما في مواجهة مثيرة لعبها بذكاء المدير الفني كونسيساو الذي كان أحد أعضاء فريق ذهبي للبرتغال كان قريباً من التتويج بيورو 2000.

فرص التأهل: ليفربول 95% - 5% بورتو.