المرحلة الانتقالية التي تشهدها الرياضة البحرينية في هذه الآونة تحتاج إلى شراكة إعلامية شفافة، تساهم في تفعيل خطط واستراتيجيات الهيئات والمنظمات الرياضية الوطنية، وتواكب طموحات الوسط الرياضي البحريني، ولكي تتحقق هذه الشراكة بشكل إيجابي لابد من أن تهيئ البيئة اللازمة التي تتيح لمختلف وسائل الإعلام الرياضية مساحة أكبر من الحرية و الشفافية في التطرق للشأن الرياضي المحلي بما يساهم في تحريك كل الملفات العالقة وإيجاد الحلول الناجعة التي تنسجم مع خطط واستراتيجيات تلك الهيئات و المنظمات الرياضية المحلية.

ما دفعني للبدء بهذه المقدمة هو ما وجدت عليه حال إعلامنا الرياضي من ترهل وتراجع في الطرح والمضمون والاكتفاء بالشكل والإكثار من البهرجة والتلميع – إلا من رحم الله - حتى أصبحنا نشعر بأن هذا الإعلام أصبح مسيراً لا مخيراً وأن مصطلحات الاستسلام مثل «مش البلم» و «لا تعور راسك» ومثيلاتها من العبارات الاستسلامية أصبحت رائجة خصوصاً في صحافتنا المكتوبة!

السبب في ذلك – من وجهة نظري المتواضعة وخبراتي الطويلة في بلاط صاحبة الجلالة – هم غالبية القائمين على الشأن الرياضي الذين يرون في النقد سلاحاً يهدد مقعدهم حتى وإن كان نقداً بناءً، بل أنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك فيصفون الناقد بعديم الوطنية وعدو النجاح!

يبحثون فقط عن الإشادة والتلميع وتضخيم الأحداث، ولا يلتفتون إلى النصائح والمقترحات والآراء، بل يستصغرونها ويحولونها إلى مصادر للسخرية والاستهزاء لأنها لا تتواكب مع أهوائهم!

لكي نجعل من الإعلام الرياضي شريكاً حقيقياً في كل مشاريعنا الرياضية لا بد من أن يتمتع القائمون على الشأن الرياضي بالواقعية والموضوعية في التعامل مع الطرح الإعلامي، ولابد من أن يكون هناك احترام متبادل بين الطرفين..

وعلى الطرف الآخر لابد من أن يتمسك الإعلامي بمبادئ المهنة، ولا ينجرف وراء الإغراءات ويستسلم للرغبات ويحول مساحاته إلى دكاكين للمساحيق التجميلية التي لن تزيدنا إلا تراجعاً..

إجازة:

أستميحكم عذراً قراءنا الأكارم بالتوقف عن الكتابة خلال الأيام القادمة، لقضاء إجازتي الخاصة على أمل العودة مجدداً إلى هذا البلاط بعد انقضاء فترة الإجازة..

ألقاكم على خير..