بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)

أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني، جبران باسيل، الجمعة، أن ""حزب الله" يقف عائقا أمام استقرار الشعب اللبناني منذ 34 عاماً، ويجلب له القتل والخراب"، فيما حذر خلال لقائه مسؤولين لبنانيين من مخاطر الحزب على أمن المنطقة واستقرارها"، مندداً "بأنشطة "حزب الله" المزعزعة للاستقرار".

وقال إن ""حزب الله"يتحدى دولة لبنان، وهو ممثل في الحكومة ويعمل على تقويض الدولة".



وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن ""حزب الله" يعمل لصالح إيران التي تعتبر الاستقرار في لبنان تهديداً لرغبتها في مد نفوذها".

وأشار إلى أن ""حزب الله" مسؤول عن مقتل الأبرياء، وتخزين الأسلحة"، وعلق بأن ""حزب الله" لم يقدم سوى الموت للشعب اللبناني".

وذكر أن "على الشعب اللبناني التحلي بالشجاعة لمواجهة أنشطة "حزب الله"".

وكشف أن "أمريكا ستواصل ضغوطها على إيران لتجفيف مصادر تمويل "حزب الله"". وأفاد في هذا السياق بأن "نظام الملالي يقدم لـ "حزب الله" 700 مليون دولار رغم تردي الاقتصاد الإيراني".

ووجه بومبيو انتقادات من بيروت لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني و"حزب الله" وتدخلاتهما في لبنان وسوريا.

وشدد بومبيو على أن ""حزب الله" يقف عائقًا أمام آمال الشعب اللبناني، ومن خلال الترهيب المباشر للناخبين هو ممثّل بالبرلمان ويتظاهر بدعم الدولة"، لافتًا إلى أن "حملات "حزب الله" منافية لمصالح الشعب اللبناني، وكيف يمكن لصرف الموارد وإهدار الأرواح المساعدة، وكيف يمكن لتخزين الصواريخ تقوية هذه البلاد؟".

وأكد أن "إيران لا تريد لهذا الوضع أن يتغير، وهي ترى الاستقرار في لبنان على أنه تهديد لطموحات إيران في الهيمنة"، مركزاً على أن "شركات إيران الإجرامية ومحاولاتها تبييض الأموال تضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي"، مبيناً أن "حزب الله" يسرق موارد الدولة ويجب ألا يجبر الشعب على أن يعاني بسبب طموحات الحزب". ولفت إلى أن "هذا الأمر يتطلب شجاعة من الشعب للوقوف بوجه إجرام "حزب الله".

وأعلن بومبيو "أننا نؤيد عودة النازحين السوريين في أسرع وقت وسنستمر بدعم المؤسسات الشرعية اللبنانية"، سائلاً: "ماذا قدم "حزب الله" وإيران للدولة سوى التوابيت والأسلحة؟"، مشيراً إلى أن "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يستمر في تقويض المؤسسات الشرعية والشعب اللبناني".

وكشف "أننا سنستمر في الضغط على إيران لوقف سلوكها الإرهابي، لأن دعم إيران لـ"حزب الله" يشكل خطراً على الدولة اللبنانية ويقوض فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، منوهاً إلى أن "الضغط الذي نمارسه يهدف لقطع التمويل عن إيران".

ولفت إلى أن "الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله ترجى مناصريه لتقديم التبرعات، ونحن سنستمر باستخدام الأساليب السلمية لتضييق الخناق عليهم".

وألمح إلى قتل "حزب الله" أفراد المارينز في ثمانينيات القرن الماضي، مضيفاً أنه زار ضريح رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

كما شدد على أن "واشنطن تدعم عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل "التزام بلاده بالقرار 1701 واستقرار الحدود الجنوبية للبنان".

وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع بومبيو إن "لبنان يقدر المساعدات الأمريكية للمؤسسات الأمنية".

وأشار إلى أن "واشنطن تدعم المؤسسات الشرعية اللبنانية بما فيها الجيش".

وأكد أنه شرح لنظيره الأمريكي بومبيو "خطر ملف النازحين السوريين وتأثيره على الوضع في الداخل اللبناني".

وأوضح أنه "أبلغ بومبيو أن "حزب الله" هو حزب لبناني، وأن تصنيفه إرهابياً يعود إلى الجهات التي تقوم بهذا التصنيف".

وأفادت مصادر بأن "بومبيو بحث المساعدات إلى لبنان وملفي النازحين والنزاع البحري مع إسرائيل".

كما أفادت المصادر بأن نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني دافع عن سلاح حليفه "حزب الله" أثناء لقائه وزير الخارجية الأمريكي.

من جانبه، طالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الأمريكي "مساعدة بلاده للبنان على إعادة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، لافتاً إلى أن لبنان الذي استقبل اكثر من مليون و500 ألف نازح سوري على أراضيه، لم يعد قادراً على تحمل التداعيات التي سببها هذا النزوح على جميع قطاعات الحياة". وأكد الرئيس عون أن "عمليات تنظيم عودة النازحين سوف تستمر وفقاً للآلية التي وضعها الأمن العام اللبناني".

ورحب الرئيس عون "بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لترسيم الحدود البرية وما يعرف بـ"الخط الأزرق"، معتبراً أن "مثل هذا العمل يعزز الأمن والاستقرار في الجنوب، علماً أن لبنان ملتزم تنفيذ القرار 1701 وحريص على استمرار الاستقرار على الحدود الجنوبية، رغم الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة براً وبحراً وجواً".

وأكد أن "الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي هو من الأولويات التي يحرص اللبنانيون على العمل بها".

وشكر عون بومبيو على المساعدات التي تقدمها بلاده للجيش اللبناني، لا سيما خلال حرب تحرير الجرود البقاعية من المنظمات الإرهابية. وخلال المحادثات، قدّم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عرضاً للآلية التي يعتمدها الأمن العام لتنظيم عودة النازحين السوريين منذ شهر مايو الماضي وقد بلغ عدد العائدين، 175 ألف عائد، مشيراً إلى أن الأمن العام مستمر في تنظيم هذه العودة سواء كانت فردية أو جماعية، ويتابع عن قرب أوضاعهم في مناطق وجودهم، ولم يتبلغ حتى الساعة أي معلومات عن تعرض العائدين لأي مضايقات.

وسلم الرئيس عون الوزير الأمريكي خريطة تظهر كثافة النزوح السوري في المناطق اللبنانية كافة.

بدوره، أكد الوزير بومبيو خلال المحادثات، حرص بلاده على تعزيز العلاقات الأمريكية اللبنانية، واستمرار تقديم الدعم للقوات اللبنانية المسلحة، مركزاً على جهوزية بلاده للمساهمة في ترسيم الحدود البرية والبحرية. كما تحدث عن موقف بلاده من "حزب الله"، وإيران.

وكان الوزير بومبيو وصل إلى قصر بعبدا في الثالثة والربع بعد ظهر الجمعة، يرافقه وفد ضم، السفيرة الأمريكية في لبنان إليزابيث ريتشارد والسفيرين ديفيد هيل وديفيد ساترفيلد، والدبلوماسية كاترين مارتن.

وحضر المحادثات عن الجانب اللبناني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون هاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمستشارون، شربل وهبه، والعميد بول مطر، ورفيق شلالا، وأسامة خشاب، ورولا نصار.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي، في وقت سابق الجمعة، إلى لبنان، المحطة الأخيرة في جولته بالشرق الأوسط، حيث زار خلالها الكويت وإسرائيل.

ويأمل بومبيو في زيادة الضغط على "حزب الله"، لكنه قد يواجه مقاومة حتى من قبل الحلفاء المحليين لأمريكا، الذين يخشون أن يؤدي الضغط بقوة شديدة إلى رد فعل عنيف ويعرض السلام الهش في هذا البلد للخطر.

ووصلت طائرة بومبيو الجمعة مسافرة عبر المجال الجوي القبرصي، حيث يحظر لبنان من الناحية الفنية في حالة حرب مع إسرائيل، الرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل.