القاهرة – عصام بدوي

سادت حالة من الذعر بين الأوساط الزراعية في محافظات مصر، خلال الأيام الماضية، بعد ظهور مؤشرات إصابة محصول القمح بمرض "الصدأ الأصفر"، وذلك لما يمثله من خطورة على أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، وزادت ‏شكاوى المزارعين من ظهور تلك الإصابات، على وقع مخاوف من فقدان مليون طن قمح.

وأوضح خبراء الزراعة أنه مرض فطري يصيب بعض المحاصيل الزراعية مثل القمح والشيلم، وله سلالات مختلفة ‏تختص بفصائل مختلفة، ويظهر في جميع المناطق التي يزرع فيها القمح، وقد تسبب في أوبئة مدمرة في أمريكا الشمالية ‏والمكسيك وأمريكا الجنوبية.‏



ويعد القمح الشتوي أكثر عرضة للإصابة من القمح الربيعي، حيث يمكن أن تؤدي العدوى إلى انخفاض المحصول بنسبة ‏قد تصل إلى 20% بسبب موت الأوراق المصابة بشكل مبكر واستحواذ الفطر على العناصر الغذائية، كما يمكن للإصابة ‏أن تؤدي إلى انكماش الحبوب.‏

وفى الوقت الذي أكدت فيه وزارة الزراعة المصرية، أن نسبة إصابة القمح في مصر بـ" الصدأ الأصفر" جاءت في ‏المساحات المزروعة بصنف واحد "سدس 12" وفي بعض محافظات الوجه البحري داخل مساحات محدودة جداً، كشف ‏حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، لـ"الوطن"، أن "الإصابة منتشرة بزراعات القمح في الوجه البحري وشمال ‏الصعيد وبعض المناطق بالإسماعيلية وتقدر بنحو 300 ألف فدان، متوقعاً فقد مصر لمليون طن قمح تقريباً جراء تلك ‏الإصابة".‏

وتقدم النائب خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب المصري، بطلب إحاطة موجه إلى وزير ‏الزراعة، حول ما يشاع بشأن انتشار مرض الصدأ الأصفر في القمح بعد ظهور مؤشرات إصابة على المحصول في ‏محافظة كفر الشيخ والإسماعيلية، مشيراً إلى أن "انتشاره يمثل خطورة على أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر".‏

وقال مشهور، إن "العدوى يمكن أن تؤدي إلى انخفاض المحصول بنسبة قد تصل إلى 20% مما يتسبب في خسائر فادحة ‏للمزارعين لقلة الإنتاج، بسبب موت الأوراق المصابة بشكل مبكر واستحواذ الفطر على العناصر الغذائية، كما يمكن ‏للإصابة أن تؤدي إلى انكماش الحبوب، لافتاً إلى أن الإصابة قد تفقد البلاد لحوالي مليون طن قمح".‏

من جانبه أوضح أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، د. محمد فهيم، أن "ما يحدث في مصر من إصابة ‏‏القمح بمرض "الصدأ الأصفر" هو أحد تداعيات التغيرات المناخية، والتي حدثت منذ فترة، وهذا المرض يصيب محصول ‏‏القمح نتيجة الضعف الفسيولوجي للنبات لما حدث من انخفاض شديد في درجات الحرارة لمدد طويلة خلال هذا الشتاء ‏‏ونزول الصقيع في عمر معين لمحصول القمح".‏

وأضاف فهيم لـ"الوطن"، أن "مرض الصدأ الأصفر ليس مرضاً جديداً على البيئة المصرية، ولكنه ظهر في أواخر فترة ‏الستينات، ثم عاود الظهور في فترة ‏التسعينات، مما أدي إلى اندثار أصناف كثيرة من القمح مثل "جيزة 144، سخا 69"، ‏وأن ما حدث هذا ‏الموسم هو بسبب الرياح حيث أن الرياح تنقل هذا المرض من جنوب فرنسا وأثيوبيا وشمال إريتريا، ‏وذلك خلال العروة ‏الربيعي بحسب اتجاه الرياح".‏

ويعد مرض "الصدأ الأصفر" وهو أخطر أصداء القمح، حيث يهاجم كل من الأوراق والسنابل ويسبب خسارة عالية ومدمرة ‏للمحصول، ويناسب المرض درجات حرارة منخفضة ورطوبة مرتفعة، مع وجود فرق كبير بين درجتي الحرارة ليلاً ‏ونهاراً، لذلك ينتشر المرض غالباً في شمال ووسط الدلتا أكثر من جنوب الوادي في مصر. ‏

من جانبه، قال مدير معهد بحوث أمراض النبات، د. أشرف خليل، إن "مرض الصدأ الأصفر أو ما يعرف باسم "الصدأ المخطط" ‏يعد من أخطر أنواع أصداء القمح ويسببه هذا الفطر، حيث يهاجم مبكراً كل من الأوراق والسنابل ويسبب خسارة عالية ‏للمحصول، وقد سجل هذا المرض لأول مرة عام 1920م بمصر السفلى، وسبب عدة أوبئة بها "بثرات مسحوقيه".‏

ونصح د. أشرف خليل "بزراعة أصناف القمح المقاومة بتطبيق السياسة الصنفية لكل محافظة، وضرورة الفحص ‏المبكر والدوري للاكتشاف المبكر والتبليغ، مع سرعة تطبيق المكافحة الكيميائية في حالة ظهور الإصابة، وخاصة "الصدأ ‏الأصفر" طبقاً للمبيدات الموصي بها من وزارة الزراعة مع ضرورة إضافة مادة لاصقة ناشرة بمعدل 50سم3 لكل 100 لتر ‏ماء."