أكد الرئيس التنفيذي لبنك الإبداع للتمويل متناهي الصغر – البحرين د.خالد الغزاوي، أن البنك دخل في محادثات مع شركات مالية بشأن تقديم قروض ميسرة لشرائح جديدة من المستفيدين، من بينهم العمال محدودي الدخل الراغبين ببدء مشاريع متناهية الصغر.

وأوضح، أن البنك يبحث حالياً التعاون مع أحد البنوك التجارية لإصدار بطاقات ائتمانية يتم صرف القروض من خلالها ويستخدمها العميل في سداد دفعات قرضه، بعد الحصول على موافقة مصرف البحرين المركزي.

واستعرض الغزاوي، تجربة البحرين في مجال تطبيق التكنولوجيا المالية الحديثة في القطاع المصرفي البحريني، مضيفاً أن البنك يسعى للاستفادة من موقع البحرين كمركز إقليمي للتكنولوجيا المالية في تطبيق الحلول التقنية المبتكرة لتوفير خدمات مالية لعملائه بطريقة تضمن أعلى درجات اليسر والشفافية والفاعلية.



وخلال ترؤسه لجلسة بعنوان "دور التكنولوجيا المالية في خدمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" في النسخة الثالثة من مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي عقد مؤخراً في الأردن، تحدث الغزاوي عن توجه برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" لدعم تحول جميع بنوكه للشمول المالي في المنطقة العربية نحو بيئة خالية من الورق وتعمل وفق أحدث أدوات التكنولوجيا، بعد نجاح البرنامج في تحويل بنوكه في الأردن والسودان إلى استخدام التكنولوجيا بالكامل في عمليات الاقراض والتحصيل والتأمين، وحتى تقديم النصح والارشاد لأصحاب المشاريع متناهية الصغر.

وقال، إن البحرين باتت رائدة في استخدام التكنولوجيا المالية في العمل المصرفي بفضل جهود ومساعي مصرف البحرين المركزي نحو تفعيل مسيرة التحول الرقمي والابتكار في القطاع المالي والمصرفي.

وأكد الغزاوي، أن النجاحات التي تسجلها البيئة الرقابية التجريبية منذ اطلاقها منتصف العام 2017 تعتمد على مقومات عديدة من بينها قاعدة متينة من النظم والتشريعات، وكفاءات ماهرة لديها خبرة طويلة في قطاع الخدمات المالية، وتنافسية عالية في الكلفة.

وتحدث الغزاوي عن تجربة البحرين في مجال منصات الدفع الإلكتروني التي تتنافس على تقديم أفضل الخدمات للعملاء، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود العديد من حاضنات ومسرعات الأعمال، ومن بينها ما هو مختص بالأعمال التقنية والمالية، مشيداً بدور صندوق العمل تمكين في دعم هذه الحاضنات.

ومن واقع خبرته التي تمتد لأكثر من 20 عاماً في مجال التمويل الأصغر عمل خلالها في مناطق مختلفة من العالم من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ومصر ولبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرها، تحدث الغزاوي خلال المؤتمر عن تجارب تلك الدول في مجال دمج التقنية في التمويل الأصغر.

وأكد أن برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" يسعى دائماً من خلال بنوكه المنتشرة في 9 دول في المنطقة إلى اختبار تقنيات جديدة في توفير الدعم المالي للعملاء، ومن ذلك استقبال وتحليل و دراسة طلبات القروض عبر تطبيقات معدة لذلك ثم صرف القروض وتحصيلها عبر محافظ الكترونية للعملاء، بالإضافة إلى تقنية الفيديو للتواصل مع العميل، و تفحص نشاط المشروع وتطوره عن طريق خدمات " خرائط جوجل " وغيرها.

وأعرب عن اعتقاده أن مصارف الأجفند في طريقها عاجلاً أم آجلاً للتحول نحو بنوك رقمية من خلال استخدامها لتقنية البلوك تشين وغيرها، وبما يسهم في تقليل تكاليف التشغيل، مؤكدا أهمية الاستعداد لتوفير متطلبات هذه المرحلة من تدريب واستثمار في التقنيات الحديثة، والحماية ضد الهجمات السيبرانية، وغير ذلك.

ولفت إلى أن "الأجفند"، وفي إطار تطبيقه لمفهوم الشمول المالي، يحرص أيضا على تشجيع عملاء بنوكه على التحول نحو المعاملات المصرفية الرقمية، خاصة في المناطق الفقيرة التي لا يتوفر لقاطنيها دراية كاملة بالتعامل مع التقنيات الحديثة.