الخرطوم - عبدالناصر الحاج

تأسف حزب الأمة القومي المعارض الذي يرأسه الصادق المهدي، زعيم طائفة الأنصار بالسودان، على الطريقة التي تم بها بيع منزل الزعيم التاريخي في حزب الأمة القومي وأول رئيس وزراء سوداني في الفترة ما بين 1967 – 1968، محمد أحمد المحجوب. وقال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، د. محمد المهدي لـ" الوطن"، "لم نكن على علم بأمر هذا البيع لمنزل أحد القيادات التاريخية، وأحد رموز الاستقلال من نير الاستعمار البريطاني، و"أيقونة" السيادة الوطنية في السودان، محمد أحمد المحجوب". وأضاف المهدي، "لقد علمنا بالبيع لهذا المنزل العتيق، من الوسائط الإعلامية، وإنتابنا الشعور بالأسف والحزن، ليس لأن المحجوب هو أحد زعماء الحزب التاريخيين وحسب، ولكن لما يجسده منزله تحديداً من قيمة أثرية وتاريخية، كان ينبغي على السلطات مراعاتها مهما كانت الظروف وملابسات البيع". وقال المهدي، ان "منزل المحجوب شهد في عام 1967 المصالحة التاريخية بين الزعيمين العربيين، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وجمال عبدالناصر، والتي قاد وساطتها بحكنة شديدة محمد أحمد المحجوب نفسه، فضلاً عن أن منزله استضاف الفنانة المصرية كوكب الشرق، أم كثلوم إبان زيارتها الخرطوم في 1968، كما أن المنزل حُظي بزوار وضيوف القمة العربية الشهيرة "قمة اللاءات الثلاث"، والتي تمت في عهده في الخرطوم.

وكانت احدى الصحف المحلية في الخرطوم، نشرت الثلاثاء، حواراً موجزاً مع كريمة الراحل سلوى محمد أحمد المحجوب أكدت فيه أن الأسرة لا علم لها بالبيع سوى بالصدفة، مشيرة إلى أن "الأسرة سعت إلى وقف عملية البيع إلا أنهم فشلوا في ذلك". وأرجعت عملية البيع لتورط ابن أختها في مديونيات سابقة لا تخصه في نفسه وإنما تخص شركة كان يديرها. وأكّدت كريمة الراحل أن "ابن شقيقتها يمتلك نصيبًا في البيت، إلا أن البيع تم لكل البيت على الشيوع. ونفت أن يكون البيع قد تم بـ 700 ألف دولار بل أن الصفقة كانت 70 ألف دولار فقط. وأشارت إلى أن "السعر غير مناسب على الإطلاق لمنزل في هذا الموقع"، وعبرت عن "استغرابها لعدم إخطار الورثة او إعلان شرعي للبيع".



تجدر الإشارة إلى أن محمد أحمد المحجوب، هو شاعر ومؤلف ومهندس ومحامي وقاض وسياسي. وقاد حزب الأمة القومي ورأس مجلس وزراء السودان، وسطع نجمه السياسي كاحد القيادات في حزب الأمة القومي وناضل من أجل استقلال السودان تحت شعار السودان للسودانيين، وتدرج في المناصب القيادية في الحزب والدولة، وتولى منصب وزارة الخارجية عام 1957، وفي حكومة ثورة أكتوبر عام 1964، وتولى منصب وزارة الخارجية، وخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي عامي 1956 والنكسة 1967، والقى خطبة عصماء باسم الدول العربية، وفي فترة الديمقراطية الثانية تولى منصب رئيس الوزراء عام 1967، وتولى المنصب مرة أخرى عام 1968، إلى جانب مهام وزير الخارجية، وولد عام 1908 وتوفي عام 1976.