* وردت هذه الفقرة الجميلة في كتاب «لأنك الله» لكاتبه علي الفيفي: «انكسارات الحياة عديدة: حادث تتكسر فيه العظام، إهانة تتحطم منها النفس، فقر تنحني معه الروح، مرض تنهار عنده القوى، عقدة تحاصر الطموح، رهاب يخنق عفويتك، كره تتمرد معه أحاسيسك، ظروف تجعلك تنكس رأسك! وبقدر هذه الانكسارات تتفتح أبواب السماء بضمادات الرحمة ومجبرات الود! كم من يتيم تكسر نفسه نظرة صاحبه المتغطرس، ولولا الجبار لتحطمت نفسه للأبد. وكم من ضعيف صفعته الحياة بيد أحد الأقوياء، لولا الجبار لظل منحني الرأس طول الحياة. يجبر الكسير، ويساعد الضعيف، ويرفع من شأن الصغير، ويقدم المتأخر، تضمد رحماته جراح النفوس.. شرع لنا أن نقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني» «واجبرني» وكأننا نتكسر في اليوم كثيرا فنحتاج أن يجبرنا الله كثيراً!».

* مع أجواء رجب وقرب دخول شعبان، بدت أنوار رمضان ضيفنا الحبيب المؤنس الطيب المبارك تلوح في الآفاق، وبدت نسائمه نشم عبيرها الزاكي من بعيد.. ما أجمل وأروع وأعطر هذا الشهر الكريم، وما أحلى ما يحمله معه في حقيبته من العطايا والهبات الروحانية التي تجعل النفس تزداد اشتياقا لاحتضانه وتقبيل جبينه بعد غياب.. لنلملم أوراق حياتنا ونجد في السير لنحجز مقاعدنا في تلك المدرسة الروحانية الرحبة التي ستحتضن ضيفنا الكريم، ونجدد فيها آمال الحياة، ونزيل الران من على قلوبنا، ونستبشر برحمات الكريم الذي سيفتح أبوابه لإكرام عباده الطائعين.. فيارب أكرمنا بكرمك، وبلغنا هذا الشهر العزيز واستضافة الضيف الحبيب أجود استضافة.. يارب ألبسنا لباس الصحة والعافية وبلغنا كل خير في حياتنا، واحفظنا في مسيرنا إليه، وأكرمنا بصيامه وقيامه والتقرب إليك بالطاعات والقربات، لنترك فيه أجمل الأثر. يارب بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين.

* الزميلة الإعلامية المتألقة إيمان الخاجة صاحبة الأثر الخيري الجميل، والعطاء الإعلامي الخصب، أصدرت العديد من الإصدارات القصصية الواقعية الجميلة، منها كتاب «رواحل» والتي وثقت فيه باقتدار مجموعة من قصص أمهات الخيرية الملكية المكافحات، وكتاب «مراسي» والذي استعرضت فيه قصص نجاح وكفاح أبناء المؤسسة الخيرية الملكية، وتركت ومازالت أجمل الأثر في محيطها الإنساني وعملها في المؤسسة الخيرية الملكية، فضلاً رحلاتها الخيرية إلى مصر الحبيبة للمشاركة في تكريم الأم المثالية، وكلماتها المؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي. الخاجة كتبت مؤخراً بعض السطور الجميلة والتي تأتي في صميم عطاء المسير الذي أكتب عنه وأرصده وأتحدث بمشاعره هنا معكم ـ أعزائي القراء ـ حتى نوصل همسات الحب التي نتحدث عنها في ميادين الحياة. تقول الخاجة في سطورها: «ثلاثة مواقف علمتني الكثير: الأول: عدت من الجامعة مرهقة فلم أجلس معه وقلت في نفسي غداً أزوره وأجلس معه.. وفي الغد رحل جدي! الثاني: في عطلة نهاية الأسبوع نمت بمكاني في منزل جدي بعد أن طغى علي تعب الأسبوع.. سمعت صوته يتكلم وقلت في نفسي الخميس القادم لا بد من أخذ قيلولة العصر لأتمكن من السهر والحديث معه.. وجاء الخميس ليعلن رحيل خالي! الثالث: زارتنا في نفس اليوم الذي عدنا فيه من السفر.. كانت غاية في الجمال ويشع من وجهها النور.. أردت أن أقول لها ذلك لكنني لم أقل، وقررت أن أبلغها بهذا في اليوم التالي حين نجتمع.. وجاء اليوم التالي ورحلت خالتي قبل أن أقول لها ما وددت. رحيلهم المفاجئ علمني أن الدنيا قد لا تمهلك لرؤية من تحب.. مشاغل الحياة كثيرة، وهذه الدوامة لن تنتهي.. أما أهلنا وأحباؤنا وأصدقاؤنا فسيأتي يوم وينتهي بيننا كل شيء.. إن أحببت لا تؤجل البوح بمشاعرك.. إن اشتقت قل أنك مشتاق.. إن أردت السؤال ارفع سماعة الهاتف.. إن رغبت برؤية أحدهم.. قم بزيارته.. مشاعرك وأحاسيسك لا تتركها بداخلك.. فقد يأتي يوم لا تتمكن من البوح بها! وعش الحياة مع من تحب».

* من يحبك تراه يتودد إليك ويكتب رسائل حبه في كل وقت.. لا ينساك.. يتألم لألمك.. ولا يرضى إذا «زعلت».. قلبه يتعب إن رآك حزينا.. يسارع لمسح ألمك والوقوف بجانبك.. لا يرضى أن يتكلم عنك الغير بسوء.. لأنه يعرف من أنت.. ويعرف سعة قلبك وطيبته وحبك للخير.. يعرف أنك الفارس المجيد لأعمال الخير في مسير الحياة.. لا يكل ولا يمل في عمل الخير.. من يحبك لن يتغير عليك وإن تغيرت ظروف الحياة، وإن تعددت مواقف الألم وسوء الفهم.. من يحبك سيتصل بك ويسأل عنك، ويتفقدك إذا غبت يوماً ما عن حياته.. لأنك من تسكن قلبه وتبادله المشاعر بأن يسكن في قلبك.. الحياة قصيرة.. وأحداثها مفاجئة.. وفي كل يوم تكتشف المزيد وتعرف صنوف الناس عن قرب.. وتعرف من يتكلم بصدق وتهمه مصلحتك.. وتعرف من يتكلم من أجل مصلحته وإن خسر قربك له.. احذر من أن تنطق بكلمة تجرح فيها من تحب.. احذر أن تغادر مكانك مع من تحب وأنت عبوس الوجه، أو تحمل في قلبك عليه، أو مستاء من تصرف بدر منه.. فلا تدري أترجع إليه أم لا.. ولا تعلم ما ينتظرك في الغيب.. نعم نخطئ كثيراً.. وننسى أننا ضيوف في هذه الدنيا.. ونسرف في التقصير في طاعة المولى، وفي القيام بواجباتنا تجاه من نحب.. نعم قد نغضب في أحيان.. وقد نسرف في العتاب.. وقد نقصر في الوصال.. ولكن لنحذر أن نسرف في الغفلة.. وتفوتنا الفرصة تلو الأخرى في تبادل رسائل المحبة مع من نحب وفي أعمال الخير.. لنسعد من نحب.. نبادلهم أجمل عبارات المحبة.. نضحك.. نمزح.. نسافر.. نتذكر ذكريات الماضي الجميلة.. نتناصح.. نقدم أجمل الأثر.. نتناسى الزلات ونتغاضى عن الهفوات.. ونترك كل من يضيع أوقاتنا ويضير بمشاعرنا.. ونقترب من أحباب قلوبنا الذين هم رفقاء الطاعة والخير في مسيرنا.. إنه الأثر وما أجمل الأثر في حياة من نحب.. إنها المحبة التي لولاها لما عشنا ولبقينا نعض بنان الندم، ولعشنا في توتر وقلق دائم.. إنها المحبة التي بها نقصد باب الرحيم الرحمن الذي لا يخيب قاصديه، ولا يرد دعاء الصادقين.. إنها رسائل الحب التي سأظل أكتبها أبدا ما حييت.. يارب أكرمنا بكرمك ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه وأشغل كل من يكيد بنا في نفسه.

* ومضة أمل:

اللهم اجعلنا مصابيح خير في واحات القلوب.