صنعاء - سرمد عبدالسلام
شهدت مدن وقرى يمنية خلال الفترة الأخيرة وبصورة لافتة تزايد ظاهرة زواج الأطفال دون سن الخامسة عشر، الأمر الذي دفع باحثون ومنظمات اجتماعية لدق ناقوس الخطر، في الوقت الذي تثار الكثير من الأسئلة حول علاقة الظاهرة بأجواء الحرب التي أشعلها المتمردون الحوثيون وحصدت أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين.
ورجح باحثون ومتخصصون في علم النفس الاجتماعي وجود ارتباط وثيق بين انتشار زواج الأطفال ومآسي الحرب اليمنية التي دخلت عامها الخامس، يرتكز في الأساس على دافع الرغبة في المحافظة على اسم العائلة وعدم انقطاع النسل.
أسماء اليافعي، الأكاديمية والباحثة اليمنية المتخصصة في علم النفس ذكرت في حديثها لـ "الوطن" أن "عوامل عديدة أسهمت في انتشار الظاهرة أهمها الجهل، فضلاً عن عوامل أخرى مرتبطة بجوانب اجتماعية ونفسية".
وأوضحت الباحثة اليمنية أن "الشعور بالخوف من خطر الاندثار وانقطاع النسل الذي بات يتملك بعض العائلات، قد يدفع الآباء إلى اللجوء لمثل هذه الخيارات حرصاً على بقاء اسم العائلة، خاصة في ظل الحديث عن أعداد كبيرة من القتلى الذين حصدتهم حروب الحوثيين طيلة السنوات الماضية، غالبيتهم من محافظات شمال الشمال، وهذا العامل لا ينبغي إغفاله على الإطلاق".
وأضافت اليافعي أنه "ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة، غير أنه من الواضح جداً ملاحظة وجود خلل كبير في التركيبة السكانية في محافظات مثل صعدة وعمران وذمار وحجة، التي تشير التقديرات إلى أن عدد الإناث فيها يتجاوز الذكور بثلاثة أضعاف على الأقل، وهذا الأمر يمثل إحدى المشكلات التي أنتجها الحوثي وميليشياته".
وأردفت "لم تعد مسألة التنبؤ بحجم وتعداد الكوارث التي أنتهجها وسينتجها الانقلاب الحوثي وحروبه المجنونة التي اجتاحت معظم مساحات اليمن، أمراً سهلاً بالنسبة لكثير من الباحثين والمتخصصين سواء على المدى القصير أو البعيد، لكن ما هو مؤكد أن انتشار ظاهرة زواج الأطفال سيكون له تداعيات وآثار خطيرة على المجتمع".
وتعج ذاكرة اليمنيين بقصص لعائلات يمنية فقدت جميع أبنائها في هذه الحرب، آخرها قبل نحو أسبوغين من الآن، حيث قتل أب و5 من أبنائه دفعة واحدة، ينتمون لمحافظة عمران شمال البلاد، كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية قبل أن يلقوا مصرعهم بقصف جوي لمقاتلات التحالف العربي في جبهة حجور بمحافظة حجة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تداول ناشطون يمنيون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدعوات زفاف جماعي لعدد من الأطفال في العاصمة المختطفة صنعاء لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاماً، فيما تساءل البعض بتهكم عن سن الفتيات "الزوجات" التي قد تكن أصغر بكثير، مؤكدين أن "ما يحدث جريمة كبرى وانتهاك صارخ للطفولة".
{{ article.visit_count }}
شهدت مدن وقرى يمنية خلال الفترة الأخيرة وبصورة لافتة تزايد ظاهرة زواج الأطفال دون سن الخامسة عشر، الأمر الذي دفع باحثون ومنظمات اجتماعية لدق ناقوس الخطر، في الوقت الذي تثار الكثير من الأسئلة حول علاقة الظاهرة بأجواء الحرب التي أشعلها المتمردون الحوثيون وحصدت أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين.
ورجح باحثون ومتخصصون في علم النفس الاجتماعي وجود ارتباط وثيق بين انتشار زواج الأطفال ومآسي الحرب اليمنية التي دخلت عامها الخامس، يرتكز في الأساس على دافع الرغبة في المحافظة على اسم العائلة وعدم انقطاع النسل.
أسماء اليافعي، الأكاديمية والباحثة اليمنية المتخصصة في علم النفس ذكرت في حديثها لـ "الوطن" أن "عوامل عديدة أسهمت في انتشار الظاهرة أهمها الجهل، فضلاً عن عوامل أخرى مرتبطة بجوانب اجتماعية ونفسية".
وأوضحت الباحثة اليمنية أن "الشعور بالخوف من خطر الاندثار وانقطاع النسل الذي بات يتملك بعض العائلات، قد يدفع الآباء إلى اللجوء لمثل هذه الخيارات حرصاً على بقاء اسم العائلة، خاصة في ظل الحديث عن أعداد كبيرة من القتلى الذين حصدتهم حروب الحوثيين طيلة السنوات الماضية، غالبيتهم من محافظات شمال الشمال، وهذا العامل لا ينبغي إغفاله على الإطلاق".
وأضافت اليافعي أنه "ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة، غير أنه من الواضح جداً ملاحظة وجود خلل كبير في التركيبة السكانية في محافظات مثل صعدة وعمران وذمار وحجة، التي تشير التقديرات إلى أن عدد الإناث فيها يتجاوز الذكور بثلاثة أضعاف على الأقل، وهذا الأمر يمثل إحدى المشكلات التي أنتجها الحوثي وميليشياته".
وأردفت "لم تعد مسألة التنبؤ بحجم وتعداد الكوارث التي أنتهجها وسينتجها الانقلاب الحوثي وحروبه المجنونة التي اجتاحت معظم مساحات اليمن، أمراً سهلاً بالنسبة لكثير من الباحثين والمتخصصين سواء على المدى القصير أو البعيد، لكن ما هو مؤكد أن انتشار ظاهرة زواج الأطفال سيكون له تداعيات وآثار خطيرة على المجتمع".
وتعج ذاكرة اليمنيين بقصص لعائلات يمنية فقدت جميع أبنائها في هذه الحرب، آخرها قبل نحو أسبوغين من الآن، حيث قتل أب و5 من أبنائه دفعة واحدة، ينتمون لمحافظة عمران شمال البلاد، كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية قبل أن يلقوا مصرعهم بقصف جوي لمقاتلات التحالف العربي في جبهة حجور بمحافظة حجة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تداول ناشطون يمنيون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدعوات زفاف جماعي لعدد من الأطفال في العاصمة المختطفة صنعاء لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاماً، فيما تساءل البعض بتهكم عن سن الفتيات "الزوجات" التي قد تكن أصغر بكثير، مؤكدين أن "ما يحدث جريمة كبرى وانتهاك صارخ للطفولة".