يبدو المصري عبد الرحمن أحمد شعلان الملقب ب"عاصفة الرمال الهوجاء" مرشحا ملائما لدخول عالم رياضة السومو اليابانية الشعبية بفضل ساقيه الشبيهتين بجذعي شجرة ووزنه الذي يوازي وزن رجلين متوسطي الحجم. لكن شعلان الذي يعتبر مصارع السومو المحترف الأول من القارة الإفريقية والعالم العربي يواجه تحديات هائلة بينما يسعى إلى أن يصبح "يوكوزونا" أو "بطل عظيم". ويصلي شعلان الملقب على الحلبة بـ"أوسوناراشي" أي عاصمة الرمال الهوجاء خمس مرات يوميا، رغم صعوبة هذا الروتين جدا نظرا إلى برنامج التدريب اليومي المكثف الذي يتوجب على لاعبي السومو اعتماده. ويعتبر شعلان واحدا من الأجانب القلائل الذين يلعبون السومو ومن أوائل المتنافسين المسلمين. وهذا المصارع البالغ من العمر عشرين عاما لا يتناول أضلع الخنزير المقلي التي يعشقها ملايين اليابانيين ولا يشرب الجعة ونبيذ الساكي، علما أن لاعبي السومو يعتمدون على هذه الحمية بالذات كي يكتسبوا حجمهم الضخم. لكن شعلان الذي تخلى عن شهادة المحاسبة لدخول عالم السومو لا يستسلم بسهولة على الرغم من التحديات التي يواجهها في شهر رمضان الذي يصوم خلاله عن الطعام أو الشرب، علما أن دورات السومو تقام عادة في فترة بعد الظهر. وقال المصارع لوسائل الإعلام اليابانية الشهر الماضي بعد فوزه بالمباراتين الأوليين على الصعيد الاحترافي في دورة في مدينة أوساكا الغربية "أنا واثق من أنني أستطيع التغلب على التحديات". وأكد شعلان المتحدر من الجيزة أنه قادر على التدرب لمدة أربع ساعات على الأقل في النهار خلال شهر رمضان. وأضاف المصري الذي يبلغ طوله 189 سنتمترا ووزنه 145 كيلوغراما "أريد أن أصبح مصارعا يمثل الدول العربية والإفريقية. حلمي هو أن أصبح "يوكوزونا". وقد عجزت رابطة السومو اليابانية عن تحديد ما إذا كان شعلان لاعب السومو المسلم الأول، نظرا إلى وجود تقارير غير مؤكدة حول مصارعي سومو مسلمين في الماضي. ووعد مدرب شعلان وهو مصارع سابق ملقب بأوتاكي بأن يحافظ على لياقة تلميذه البدنية. وبالتالي، استبدل الحمية المتبعة بعصادة من اللحم والخضار والسمك تسمى "شانكونابي" ويتناولها المصارعون يوميا. وقال المدرب "عندما نقدم أضلع الخنزير نحضر له أضلع الدجاج. وعندما نستعمل لحم الخنزير في "شانكونابي"، نقدم إليه طبقا آخر". وأضاف "لكنني أريده أن يعتاد تقاليد عالم السومو بطريقة مختلفة". وأكثر ما يهم المدرب حاليا هو أن يحافظ تلميذه على تركيزه وسط الضجة الإعلامية التي أثارتها انطلاقة شعلان المذهلة والتي فاز خلالها على خصمه الياباني بضربة يد قوية. وفيما اعتبر شعلان فوزه "مثيرا جدا"، لم يبد أواتكي الحماس نفسه إزاء الانتصارات التي خولت شعلان أن يحجز لنفسه مكانا يحسده عليه الكثيرون في دورات السومو التي تقام كل شهرين، علما أنه سيكون في أسفل التصنيف في المباراة المقبلة في أيار/مايو. وقال المدرب "مع ارتفاع تصنيفه، سأعلمه أن يكون أكثر تواضعا". وقد وصل شعلان إلى مستوى الاحترافية بعد فوزه بميدالية برونزية في بطولة السومو العالمية للمبتدئين سنة 2008 وبميدالية برونزية في دورة العام 2010. وعلى الرغم من شعبية السومو، إلا أن فضيحة كبيرة هزت هذه الرياضة في السنوات الأخيرة، ما دفع مدير ونحو عشرين مصارع إلى الاستقالة. وطرحت أيضا علامات استفهام حول وسائل التدريب العنيفة والتعاطي المزعوم للمخدرات غير الشرعية. لكن لا شيء سيقضي على عزم شعلان الذي اكتشف حبه للسومو في سن الخامسة عشرة عندما دعاه أحد أصدقائه إلى جلسة تدريبية. وقال شعلان "أعجبتني قوة مصارعي السومو الذين يتصرفون وكأن شيئا لم يكن على الرغم من خسارتهم أو شعورهم بالتعب"، مضيفا "أريد أن يفهم العالم السومو".