«الهوية البحرينية رسالتها عروبية وعقيدتها الإسلام والاعتدال»، عبارة ألقاها الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في حفل تدشين الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، ولم تأتِ تلك الكلمات من فراغ فهي نتاج حضارة عاشتها دلمون وتايلوس وأوال حتى وصلت إلى البحرين الحديثة.

ومن خلال تدشين هذه الخطة الوطنية التي جمعت أطياف المجتمع بمختلف مذاهبهم وأديانهم فإن البحرين ماضية في خططها لتعزيز هويتها الأصيلة بسواعد أبنائها، فوزير الداخلية كرجل لم يدخر جهداً في متابعة هذه النوعية من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي تهتم وترسخ روح الإخاء بين أفراد المجتمع، فمهام الأجهزة الأمنية لا تقف عن توفير الحماية، بل تتعدى هذا المفهوم لأن يكون جزءاً من المنظومة الداخلية للبلاد في توفير الأمن المجتمعي كرؤية أساسية في تعزيز مفاهيم المواطنة.

وفي المحاضرات التي أقدمها في مجال تحليل المخاطر الإرهابية في مجال الإعلام، هناك إحدى النقاط الأساسية وهي أن الأمن المجتمعي هي نقطة محورية في التصدي لأي عمل إرهابي، وأن العمل المستمر في تعزيز المواطنة سينعكس على تحمل المجتمع دوره في الحفاظ على نسيجه، وأن الجماعات الإرهابية تنفر من المجتمعات المتماسكة على العكس من الدول التي يكون بها انقسامات وتفرقة، فهي تستغل ذلك من أجل زيادة الشرخ وتنفيذ خططها المتآمرة.

كما أن للمجتمعات التي تتميز بتكاتفها ووحدتها وتعايشها هي بحد ذاتها الدرع الواقي ضد تلك الكيانات الإرهابية والمتطرفة، فمملكة البحرين ومن خلال تلك الخطة فهي ترسم ذلك الدرع الذي تضمن فيه أمن واستقرار البلاد عبر تعزيز روح المواطنة، والعمل على الحفاظ على الهوية البحرينية الأصيلة التي كانت ولا تزال الجدار الحامي ضد الكثير من المؤامرات.

ولعل البحرين جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط، وهي ضمن المخططات التي تسعى الدول الكبرى في جعل المنامة جزءاً من المشروع التقسيمي وقد اتضحت هذه الرؤية في أزمة 2011، وبات من الضروري العمل على كل جانب في تحصين البلاد من تلك المخططات من خلال مبادرات تعزيز الأمن المجتمعي.

فالعمل الذي تقوم به وزارة الداخلية لا يقف عند نقطة معينة، فعندما نتقدم خطوة فالعدو يتقدم مائة خطوة، وهذا الأمر يجعلنا نرى أن العمل من أجل حماية الوطن يجب أن لا يتوقف، وأن التفكير الآني لا يجدي نفعاً أمام المتآمرين، وأن التفكير يجب أن يكون خارج الصندوق، فدراسة الأعداء هي جزء رئيس في نجاح أي عملية استباقية لصد هذه النوايا الخبيثة التي تهدف لهز أركان الدولة. وبعد تدشين تلك الخطة الوطنية التي ترتكز على الحفاظ على الهوية البحرينية وتجسيد روح التلاحم والتعايش، يجب التيقن أن العمل الأمني هو عمل إنساني من الدرجة الأولى، فالمنظومة الأمنية تستند على الكثير من المعايير لتكون منظومة ناجحة وفعالة، فمعالي وزير الداخلية منذ اللحظة الأولى منذ تسلمه حقيبة الوزارة وعبر تلك الخطط والمبادرات يراهن على تلك المرتكزات وهي الهوية والتعايش والتسامح بين الجميع، وقد جسدته الوزارة في جميع خدماتها وأعمالها.

العبء الذي يحمله وزير الداخلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار المجتمعي ليس بالسهل، فكافة شرائح المجتمع مدعوة لتتكاتف مع المبادرات التي تدعم الأمن المجتمعي، وأن الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة التي أسدل الستار عنها الأسبوع الماضي هي نتاج جهود حثيثة في أن تكون السلاح الذي تراهن فيه البحرين ضد أعدائها بالخارج، ودوماً كما عاهدناها البحرين قوية بشعبها وبحكمة حكامها فهي تسير بخطى ثابتة نحو محاربة كل من يريد العبث بأمنها واستقرارها.