خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سليل المجد، وحامي الحرمين، الرجل الذي يتربع في قلوب البحرينيين بشكل خاص، شرفتنا يا صاحب الجلالة بالأمس حينما زرت البحرين العزيزة على قلبكم، الغالية على قلوب والدك وإخوتك ملوك السعودية السابقين رحمهم الله، الأثيرة في قلوب أشقائنا في مملكة العز والشموخ.

أرض البحرين تفرح قبل شعبها بمقدم رجل يربط مصير مملكته دائما بمصير البحرين، ملك يفخر بعلاقته الوطيدة مع ملكنا الملك حمد حفظه الله، ومع رموز الحكم في العائلة الخليفية الكريمة، ومع شعب البحرين الذي لا يمكن فصل ارتباطه إطلاقاً مع الشعب السعودي الذي نعتبره منا وفينا، وليس شعباً شقيقاً، هو شعب بحريني، كما نحن شعب سعودي.

الملك الذي ينحني له كبار قادة العالم، الملك الذي يحترمه الأقوياء، ويقهر الأعداء، لا ننسى كبحرينيين رقصة العرضة الشهيرة للملك سلمان وهو يحمل علم بلادنا البحرين على كتفه، بل لا ننسى حينما رفع العلم البحريني ليقبله، في دلالة واضحة لا تحتاج لتفسير، هذا علم غالٍ مثلما هو العلم السعودي الأغلى لدينا، وهو يحمل الشهادتين الغاليتين، أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

الوجه الباش، والابتسامة العريضة، والتهاليل المنيرة، كلها كانت عنواناً لوجه ملكنا الغالي حمد بن عيسى يوم أمس، وكيف لا وهو يستقبل العضيد القوي الملك سلمان، كيف لا وها هو الرجل الشامخ، رجل الحزم والعزم يشرف مملكة البحرين حبيبته بزيارة غالية، تضاف لسلسة زياراته المحببة لبلادنا التي تبادله الحب والاحترام.

البحرين والسعودية، عينان في رأس واحدة، مملكتان بالإسم، لكنهما مملكة واحدة، وشعب واحد، ومصير واحد، وحب متأصل واحد.

أذكر كلمات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله وأطال في عمره، حينما نتشرف بالجلوس معه في مجلسه، حين يذكر دائماً الشقيقة الكبرى، يبدأ المحنك رئيس الوزراء كلامه دائماً بالدعاء بأن «يعز الله السعودية»، وأن «يحفظ ملكها وقيادتها»، وأن «ينصرها ويكتب القوة الدائمة لها»، فالسعودية هي حصننا الحامي، وهي عمقنا الاستراتيجي.

نعم، التاريخ يشهد، لكم كانت ومازالت السعودية السند والعون للبحرين، بل ولكل الأشقاء والأصدقاء، مملكة وفاء، ومملكة شموخ ونصرة للحق.

يختلف لدينا الحال في البحرين حينما تذكر أمامنا السعودية، حينما يذكر أمامنا ملوكها العظماء، منذ الملك عبدالعزيز الذي كانت له البحرين أرضاً غالية، منها انطلق ليصنع نصراً مؤزراً يوحد به الجزيرة العربية، وليؤسس السعودية العظيمة، ومروراً بالملك فيصل الرجل الشامخ الذي يستحيل أن ينساه التاريخ، فمثل الفيصل لم يكن، امتداد بالملوك أصحاب المواقف الأبية، الملك خالد والملك فهد رحمهما الله، والملك عبدالله الذي لن تنساه البحرين إطلاقاً، لن تنسى وقفة الأخ الصادق مع إخوته، لن تنساه البحرين ابنته الصغيرة التي قال بأنها دائماً في قلبه، وصولاً للعظيم سلمان الحزم والعزم، والذي به وبعزيمته وقوته نقوى وتقوى كلمتنا ووحدتنا.

الشموخ والعزة تجسدا مجدداً على أرض البحرين، الملكان حمد وسلمان يداً بيد، البحرين والسعودية قلبان في قلب. ربي احفظ مملكتينا، واحفظ أمتينا العربية والإسلامية من كل شر وكيد.