يتابع بعض المهتمين في العالم العربي الاستعدادات للانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها الشهر الجاري، الدورة الـ21 للكنيست «البرلمان»، ويرصدون بعض التغيرات التي يمكن أن تطرأ على المشهد السياسي الإسرائيلي، خاصة مع تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني جانتس في أن يكون بديلاً لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، والذي شكل ائتلافاً من حركة التجديد الوطني «تيليم» وحزب «حصانة لإسرائيل».

ومع تغير خارطة الإعلام في إسرائيل حسبما يقدمها بعض الخبراء، فعلى سبيل المثال يمتلك شيلدون اديلسون «يسرائيل هيوم» و»جيروزاليم» وموقع «ان ار جي» وصحيفة «ماكورريشون». ولدى ال موزيس وال شوكين نسب أسهم كبيرة في «يديعوت احرونوت» و»هارتس»، فضلاً عن تملك يهود آخرين من جنسيات أخرى كالأمريكية في هذه الصحف. ويعلم المهتمون بالشأن الإسرائيلي مقدار ما يمكن أن يقدمه الإعلام لدعم أي قائمة.

مع كل هذه الأحداث، وفي خضم معركة انتخابية، تابع رئيس الوزراء الإسرائيلي عملية البث الحي لعملية إطلاق الصاروخ الحامل للمركبة الإسرائيلية من غرفة التحكم في شركة صناعات الطيران الإسرائيلية.

لذا أعتقد أن هذه الانتخابات لن تفرز إلا صقوراً، ومهما جاءت الانتخابات فلن تأتي بحمائم، فالتاريخ يخبرنا أن تواجدهم في المشهد السياسي الإسرائيلي كان قصيراً للغاية، وفي ظل تعقيدات الداخل وتشابكات الخارج، فعلى العرب الاستعداد لما هو أسوأ.

وبعيداً عن هذا المشهد، أطلقت إسرائيل من قاعدة «كيب كانافيرال» الأمريكية في ولاية فلوريدا أول مركبة فضاء إلى القمر سميت «بيريشيت - سفر التكوين». والتي وصفتها المصادر بأنها تهدف لصناعة التاريخ، لكونها الأولى من نوعها لإسرائيل، فضلاً عن أن من قام بتمويلها القطاع الخاص. ويبلغ وزن المركبة 585 كيلوغراماً، وأطلقت بواسطة صاروخ «فالكون 9» الذي تملكه شركة «سبايس اكس» للملياردير الأمريكي إيلون ماسك. ومن المتوقع أن تهبط على سطح القمر في 11 أبريل.

ومن الجدير بالذكر أن رجال الأعمال الإسرائيليين هم من قاموا بتمويل هذه العملية كاملة، وأن كلفتها التي كانت متوقعة قد فاقت التوقعات بحوالي عشرة أضعاف، فمن عشرة ملايين دولار بلغت مائة مليون دولار، تحملتها منظمة سبايس ايل غير الربحية، في حين شاركت في المشروع شركة صناعات الطيران الإسرائيلية ووكالة الفضاء الإسرائيلية ووزارة العلوم والتكنولوجيا.

لقد حاولت في هذا المقام أن ألفت انتباه المهتمين بإسرائيل إلى هذا التطور، وأدعو المهتمين بهذا الملف لمزيد من البحث والتمحيص واستشراف المستقبل، كما أدعو رجال الأعمال العرب إلى الدخول في هذا المجال وغيره من مجالات لخدمة أوطانهم. فالمستقبل علينا جميعاً أن نتحمله، حسب طاقة وقدرة كل طرف.

حفظ الله الدول العربية من شر المتربصين.