حققت البرامج الكوميدية شعبية كبيرة في موريتانيا بسبب جرأتها ونقدها الساخر للمظاهر الاجتماعية وشغف الموريتانيين بالضحك، واستفادت البرامج الكوميدية من انخفاض تكلفة انتاجها مقارنة مع البرامج الفنية والمسلسلات الدرامية وانتشار القنوات الفضائية وارتفاع شعبية البرامج الكوميدية عربيا بعد استغلال هامش الحريات والنقد السياسي.
"يوميات اسرة" (4 اجزاء) و"ورطة في ورطة" و"ويل أمك يا الوراني" و"حكمتو الشركة" برامج كثيرة حققت متعة للمشاهد الذي كان يشبع شغفه بالكوميديا العربية والأجنبية قبل تطوير الكوميديا المحلية.
ويرى النقاد ان البرامج الكوميدية الموريتانية استفادت من مثيلاتها العربية خاصة التي اثارت ضجة في مصر وتونس والخليج، كما استفادت من البث عن الانترنت وخرجت برامج الشباب التي لاقت استحسانا كبيرا مثل "خدمة العللاء" (المغفلين) و"الشيباني" و"الموجب".
ويرى الناقد الفني احمدو ولد الزين ان البرامج الكوميدية الجديدة تمردت على الكوميديا التقليدية التي كانت سائدة، وجاءت بمواضيع مختلفة وتميزت بطريقة الأداء والآليات الجديدة لمخاطبة الجمهور.
ويعتبر ان البرامج الكوميدية الجديدة تجاوزت ما كانت تخشاه الكوميديا القديمة في مجتمع محافظ، وناقشت المفارقات الاجتماعية وتجاوزت الخطوط الحمراء، وهو ما حقق لها اجماعا جماهيريا بينما البرامج القديمة كانت تعتمد على أسلوب تقليدي ونمط محدد من التمثيل وقدرة الفنان الكوميدي على إضحاك الجمهور من خلال تأدية حركات بهلوانية.
ويضيف ان البرامج الكوميدية وخاصة "يوميات اسرة" و"ورطة في ورطة" يعتمد على المفارقات الاجتماعية والمظاهر السلبية للعادات ويعمل على تنبيه المجتمع لها وتغيير العقليات والسلوكيات.
ويشير الى اهمية البرامج الكوميدية التي تبث على الانترنت والتي وجد فيها الشباب الموريتاني وسيلة للتعبير عن موهبته، حيث قوبلت هذه المواهب بالترحيب وحققت اعلى نسب المشاهدة والتعليق عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وعن العوائق التي تقف في وجه الكوميديا بموريتانيا يقول الباحث "قلة شركات الإنتاج ومؤسسات التسويق، اضافة الى نظرة المجتمع للفنان الكوميدي باعتباره مهرجا كلها عوائق تقف في وجه تطوير الكوميديا".