سجل كريستيانو رونالدو حمولة دلو من الأهداف، لكنه لم يجد نفسه في البرازيل.
وإذا كان المراهنون يعتقدون أن فوز هداف ريال مدريد بجائزة افضل لاعب عن العام 2014 أمر مفروغ منه، فإن 6 من بين 7 صحافيين في أوروبا قالوا أن الجائزة يستحقها لاعب آخر.
صحيح أن الدون البرتغالي سجل 17 هدفا ليساعد الميرينغي على الفوز بكأسه العاشرة في دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي، وهو رقم قياسي من الأهداف لم يحرزه اي لاعب في تاريخ هذه البطولة، ولكن يجب أن ينسى رونالدو نفسه أن هذا العام هو عام المونديال ولا شك أن العروض التي قدمها اللاعبون في البرازيل لها أهمية قصوى عند تحديد الفائز بجائزة الكرة الذهبية.
سيقول قائل أن ميسي في العام 2010 لم يكن سوى ضيف شرف على جنوب افريقيا ومع ذلك تقلد الكرة الذهبية عوضا عن بطلي العالم تشافي وانييستا، وقد راج وقتها أن من يستحق الجائزة أكثر من غيره هو شنايدر الذي توج بالثلاثية التاريخية مع انتر ميلان وبلغ نهائي المونديال مع هولندا.
غير أن رجال الاعلام هذه المرة يصرون على ضرورة احترام كاس العالم ويؤكدون أن حارس مرمى بايرن ميونخ مانويل نوير هو الأحق بالتتويج لدوره الكبير في صعود شعار المانشافت إلى قمة الهرم وتربع المنتخب الألماني على عرش العالم.
ورغم المطالبة بمنح الجائزة لحارس مرمى إلا أن الصحافيين انفسهم لا يرون أن الأصوات ستذهب لحساب نوير أو غيره من نجوم المانيا مثل مولر ولام أو لحساب الهولندي اريين روبن، ويعتقدون أن خيارات المصوتين ستنحصر بين رونالدو وغريمه المباشر ليونيل ميسي الهداف التاريخي لبرشلونة والذي ينتظر مباراة او مباراتين ليصبح أفضل هداف في تاريخ الليغا.
ميسي الذي فاز من وجهة نظر الصحافيين الأوروبيين عن غير استحقاق بجائزة افضل لاعب في المونديال، متناسين أن الصحافيين المعتمدين في نهائيات كاس العالم في البرازيل أنفسهم هم من صوت لميسي قبل انطلاق المباراة النهائية التي جمعت الأرجنتين وألمانيا وعجز خلالها البرغوث الصغير عن تحويل المجريات لما يحلم به عشاق التانغو.
يدرك الإعلاميون جيدا أن الكرة الذهبية كغيرها من الجوائز دائما تبحث عن اللاعبين المذهلين جماهيريا ولدواعي تسويقية تذهب لمن يحظى بالشعبية الجارفة وينتزع الصيحات بأرقامه الشخصية حتى وإن لم يصب نجاحا على المستوى الجماعي، ولذلك فإن رونالدو وميسي يبقيان المرشحين الأوفر حظا للفوز.
ربما استطاع رونالدو المشي على الماء هذه الأيام، ولكنه لم يسر على خط مستقيم خلال كأس العالم بل تعرض لمشاكل كبيرة مع منتخب بلاده البرتغال وخصوصا في المباراة الافتتاحية امام المانيا، ويمكن استرجاع الذاكرة لمشاهدة المواقف التي انقذ فيها نوير منتخب المانشافت عندما تقدم احيانا لتعويض مركز المدفاع "القشاش"، وكان أكثر حسما من مولر على سبيل المثال، وقدم كاس نموذجية أكثر من الأرجنتين انخيل دي ماريا الذي صدم الجميع لغيابه القصري عن المباراة النهائية.
واخيرا يرى المراقبون أن نوير أعاد تعريف دور حارس المرمى في كرة القدم الحديثة، وان استمرار مسلسل احتكار رونالدو - ميسي للجائزة منذ العام 2008 فيه الكثير من الظلم لبقية نجوم العالم الذين شاء القدر أن تلمع اسماؤهم خلف وهج الثنائي، وأن يأتوا في زمن ليس بزمانهم.