ركز جلالة الملك حمد حفظه الله في كلمته يوم أمس خلال ترؤوسه اجتماع مجلس الوزراء على عدة أمور هامة.

أبرز هذه الأمور كان التطرق لأبعاد الزيارة الغالية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأهمية إنشاء المجلس التنسيقي البحريني السعودي في تعزيز العلاقة القوية والأزلية التي تربط مملكتنا بقوة مع الشقيقة الكبرى.

كما تطرق جلالة الملك حفظه الله لموضوع جداً هام، يأتي في صميم عمل الحكومة، ويرتبط بالمواطن البحريني ارتباطاً مباشراً وثيقاً، وهذا هو محور حديثنا هنا.

جلالة الملك حمد وجه الحكومة إلى ضرورة عدم إثقال كاهل المواطن بالمزيد من الالتزامات من خلال إيجاد البدائل التي تساعد على مواجهة التحديات.

الملك حمد حفظه الله، تصريحاته وتوجيهاته المباشرة لها مضامين هامة، وحينما تأتي خلال ترؤوسه لجلسة مجلس الوزراء، فتأكدوا أن جلالته يريد من المسؤولين في الدولة مزيداً من بذل الجهد، والعمل على تحقيق الهدف الذي يشير إليه، لأن ما يعبر عنه لا يمثل فقط غاية لدى الملك حمد، بل هو يمثل الشعب البحريني كمنطلق للهدف.

في مواقف عديدة، أثبت لنا جلالة الملك حفظه الله أنه المتحدث الأول باسم الشعب، لا باعتباره رأس السلطات جميعا، ولا لأنه الحاكم والقائد، بل لأنه والد الشعب، والقريب منه، والذي يحس بالناس، ويتتبع أصواتهم وآهاتهم وأوجاعهم، إذ هو يتعامل مع هذه المسائل من منطلق المسؤولية كراعٍ ومسؤول أول.

بالتالي عملية رصد سريع لكم كبير من توجيهات جلالته، ولأوامره بعد أن يترأس اجتماعات الحكومة، وفي مواقف معينة يعلو فيها صوت الناس بشأن قضية ما، ستجدون أن حمد بن عيسى هو الناصر الأول للمواطن، وهو الذي يتدخل ليحسم كثيراً من الأمور.

هذا عشمنا الدائم في حمد بن عيسى، ملكنا ووالدنا الغالي، فتركيبة هذا القائد، ومعدنه الطيب أكدها التاريخ مراراً وتكراراً، فزعاته مع شعبه، صموده لأجل ناسه، محبته لأبنائه وأهله أهل البحرين الطيبيبن، تسامحه وسعة صدره، وغفرانه حتى لمن أساء له وللبحرين، كلها أمور تجعل لدى المواطن قناعة راسخة بأن صوته سيصل لا محالة لجلالة الملك، وأن صوته لن تقف أمامه حواجز أو مصدات، وأن صوته ستكون له ردات فعل وتفاعل سيخلق لديه الرضا.

توجيه جلالة الملك يوم أمس، بشأن إيجاد بدائل حتى لا يتم إثقال كاهل الناس، يأتي في وقت بات الناس لا يخفون استغرابهم من تزايد عملية فرض الرسوم، يضاف إليها انتقادهم لعملية ارتفاع أسعار بعض السلع، وإعادة توجيه الدعم بشأنها، وهنا لا يلام الناس، إذ مع الوضع الاقتصادي وتأثيرات المتغيرات العالمية، وفي ظل وجود أزمة دين تحتاج لمعالجة، فإن التخوف لدى المواطن يكون دائما باتجاه التوجس من المستقبل، وما إذا كانت من أمور ستفرض أو تطبق في شأن زيادة رسوم أو غلاء أسعار.

لذا توجيه جلالة الملك بعدم إثقال كاهل الناس، يأتي ليكون تفاعلا مع مطالب الناس، وتفاعلا مع أصواتهم، وتعاضداً مع رغباتهم، وهو الديدن الذي عرفنا عليه ملكنا دائماً، فهو والد الشعب، ومع الشعب دائماً.

نأمل أن يحمل المستقبل في شأن استراتيجيات الحكومة وعملها، خطة لإيجاد بدائل تسهل من حياة الناس، وبدائل تعزز مداخيل الناس، وبدائل تصنع لهم مستقبلا أفضل، يعيشونه وهم بعيدون عن الخوف والقلق والتوجس مما هو قادم.

طبقوا توجيهات جلالة الملك، ونحن بخير بإذن الله.