أحمد عطا

يسعى يوفنتوس الإيطالي إلى الاستمرار في مطاردة الحلم الأوروبي وذلك عندما يحل ضيفًا على أياكس الهولندي غدًا على ملعب يوهان كرويف أرينا ضمن مباريات ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

كلا الفريقين حقق عودة كبيرة جداً في إياب ثمن النهائي، فتمكن يوفنتوس من قلب تأخره ذهابًا بهدفين نظيفين أمام صاحب الدفاع العنيد أتلتيكو مدريد إلى فوز بثلاثة أهداف نظيفة كانت كلها من توقيع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.



بينما حقق أياكس ما لم يحدث طيلة السنوات الثلاث الماضية ألا وهو إخراج حامل اللقب في تلك السنوات الثلاث ريال مدريد بعد ريمونتادا تاريخية قلب فيها خسارته ذهابًا على أرضه بهدفين لهدف إلى فوز كبير على ملعب سانتياجو بيرنابيو استقر عند نتيجة 4/1.

هذا الفوز تحقق بفضل جيل هو الأنجح أوروبياً لأياكس منذ جيل التسعينات الذي كان قد خسر نهائي دوري الأبطال 1996 أمام يوفنتوس بالذات بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1 وقبلها كان قد تُوج بطلًا في الموسم السابق على حساب فريق إيطالي آخر هو ميلان الرهيب لينهي رسميًا حقبة الروسونيري الذهبية.

لا يعاني يوفنتوس من أية غيابات للإيقاف بينما قضى كريستيانو رونالدو الأيام العشرة الأخيرة يسابق الزمن للحاق بالمباراة بعد إصابته في التوقف الدولي في حين لا يُتوقع أن يدفع أليجري في مباراة هامة كهذه بكلٍ من دوجلاس كوستا وسامي خضيرة بعد عودتهما من إصابتيهما طويلة الأمد ولا يتبقَ سوى خوان كوادرادو الذي لايزال يتعافى من إصابته.

أما أياكس فسيفتقد لخدمات ظهيره الأيمن المغربي مزراوي صاحب اللقطة الشهيرة في لقاء ريال مدريد والتي جاء منها هدف الهولنديين الثالث عندما دار جدلٌ كبير عما إذا كانت الكرة قد خرجت الكرة إلى خارج الملعب أم لا وقت تدخل مزراوي.

يوفنتوس تمكن هذا الأسبوع من هزم ميلان بهدفين لهدف ليواصل رحلته نحو الحسم المبكر للاسكوديتو بينما تلقى أياكس أخبارًا سعيدًا بتعادل منافسه آيندهوفن ليشاركه الصدارة أخيرًا مسجلًا 100 هدف في 29 مباراة فقط وهو السجل الذي لا يضاهيه فيه أي فريق آخر في الدوريات الأوروبية الكبيرة.

التفوق كاسح للفريق الإيطالي على نظيره الهولندي في مواجهاتهما المباشرة إذ فاز أياكس في مباراتين فقط من الـ12 مباراة التي جمعت بينهما لكن آخر انتصار حققه كان في عام 1974 بينما ربح يوفنتوس كل مواجهات الذهاب والإياب الأربعة التي جمعت بين الفريقين وكذلك فاز بآخر 3 زيارات له إلى أمستردام.

ويأمل أياكس في تغيير ذلك السجل بفضل تشكيلته الشابة التي لا يبدو وأنها تخشى الكبار، كيف لا وقد ناطحت بايرن ميونيخ ذهاباً إياباً وتمكنت من هزم ريال مدريد برباعية في سانتياجو بيرنابيو، ويستمد الفريق قوته من عدة أمور واحدة منها هي خط هجومه الناري المكون من ديفيد نيريس الذي سجل 6 أهداف في آخر 7 مباريات للفريق ودوسان تاديتش الذي سجل في آخر 4 مباريات لأياكس على ملعبه بالإضافة إلى النجم المغربي حكيم زياش الذي سجل ذهاباً إياباً في شباك ريال مدريد.

لكن الأمر لن يكون بتلك السهولة إذ يمتلك يوفنتوس ترسانة هجومية هو الآخر ممثلة في الهداف التاريخي للبطولة كريستيانو رونالدو إضافة إلى ماريو ماندجوكيتش وباولو ديبالا، ناهيك عن قوة الفريق بشكل عام كوحدة واحدة مستمدة من التمرس والخبرة في المعتركات الكبيرة وكذلك للتجربة الكبيرة لقلبي دفاع الفريق بونوتشي وكيليني.

الفريقان يمتلكان أكثر من لاعب شاب قادر على صناعة الفارق فبخلاف نيريس يمتلك أياكس لاعب خط وسطه فرينكي دي يونج المنتقل إلى برشلونة في الموسم المقبل وكذلك قلب الدفاع دي ليخت بينما سيكون على أياكس أن يخشى كثيرًا من المستوى الرائع الذي ظهر به في الآونة الأخيرة مهاجم يوفنتوس صاحب الـ19 ربيعاً مويس كين مسجّل هدف الفوز على ميلان.

الفريقان يستخدمان نفس الرسم التكتيكي تقريباً، فأياكس هو أحد أشهر الفرق التي تلعب بطريقة 4/3/3 بوجود ثلاثي في خط الوسط دي يونج ولاس شون وأمامهما دي بيك، بينما يوفنتوس يتأرجح بين الـ4/4/2 والـ4/3/3 بتجارب عديدة لماسيمليانو أليجري استقرت على استبعاد لديبالا من التشكيلة الأساسية واستخدام ذكي لفيديريكو بيرناردسكي كجناح أيمن وتبادل مستمر في المراكز بين رونالدو وماندجوكيتش ما بين رأس الحربة والجناح الأيسر، على أن يتواجد إيمري تشان وبليز ماتويدي في خط الوسط ومن خلفهما العقل المفكر ميراليم بيانيتش الذي يواجه بعض الانتقادات أحيانًا على مستواه الدفاعي.

على الأرجح سيكون أياكس هو الطرف المبادر أكثر بالنظر لأسلوب لعبه وكذلك لإقامة المباراة على أرضه لكن سيكون عليه تفادي خطورة البومبر رونالدو المتخصص في هز شباك الهولنديين عندما كان يلعب في صفوف ريال مدريد منها هدف جاء من واحدة من أفضل الهجمات المرتدة في تاريخ دوري الأبطال خلال المباراة التي أُقيمت بين الفريقين في سبتمبر من عام 2011.

أما المؤكد فإننا سنشاهد مباراة مثيرة لفريقين كان آخر تتويج لهما خلال تسعينات القرن الماضي ومن ذلك الحين وهما يطاردان حلم تحقيق لقب جديد.