الخطأ في تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية هو أنه جاء متأخراً، فمثل هذا القرار كان ينبغي اتخاذه قبل زمن بسبب الإرهاب الذي يمارسه هذا الجهاز في إيران وخارج إيران ويتوفر عليه ما يكفي من الأدلة. الحرس الثوري الإيراني عصا النظام الإيراني وأداته لقمع كل من يشك في ولائه له، ولولاه لكانت إيران بخير، بل لكان النظام الإيراني نفسه بخير. كل التخريب الذي تشهده المنطقة هو من فعل الحرس الثوري الإيراني الذي للأسف يقوم بالمهام المطلوبة منه على أكمل وجه. الحرس الثوري الإيراني وراء كثير مما حدث ولايزال يحدث في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ولولاه لما حصل ما حصل في البحرين في 2011.

الحرس الثوري جماعة إرهابية حتى النخاع، وكان ينبغي تصنيفها كذلك مبكراً، وتهديدها للقوات الأمريكية بالقول بأنها لن تعرف الهدوء بعد الآن أمر طبيعي إذ ليس بيد النظام الإيراني في كل الأحوال غير إطلاق التهديدات الفارغة حيث الأكيد أنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً ضد القوات الأمريكية في أي مكان.

العيب الوحيد في القرار الأمريكي هو أنه جاء متأخراً، فخطوة تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية كان يفترض أن تتم فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته ضد النظام الإيراني في أكتوبر 2017 والعودة إلى فرض العقوبات على طهران، فهذا النظام يعيث في الأرض الفساد ولا بد من كبح جماحه.

من شأن هذه الخطوة أن تقصم ظهر مخططات إيران الإرهابية في المنطقة والعالم. هذا هو رأي الخبراء والعارفين بأمور المنطقة، فتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية يعني محاصرته والتضييق عليه وهذا سيؤدي تلقائياً إلى غل يد النظام الإيراني وشل اقتصاده الذي يوظفه لتحقيق أهدافه الشيطانية في المنطقة.

المعلومات التي تم تناقلها أخيراً عن الممارسات السالبة للحرس الثوري الإيراني كلها صحيحة، فسجله أسود وحافل في تاريخ الإرهاب، وقد أسس «فيلق القدس» وميليشيات طائفية عديدة ومول «حزب الله» في لبنان وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق والعديد من الميليشيات الطائفية في سوريا واليمن، و»سرايا المختار» وسرايا الأشتر» في البحرين.

الحرس الثوري الإيراني تواجد أيضاً ولايزال في أفغانستان وباكستان، وقد اعترف قائده محمد علي جعفري رسمياً بوجود 200 ألف مقاتل إيراني خارج إيران. لهذا ولتوفر معلومات أخرى مفادها أن النظام الإيراني يدعم الإرهاب بواسطة الحرس الثوري بغية «تحقيق النفوذ والتوسع وتحسين موقع التفاوض مع الغرب» لا تجد الولايات المتحدة أمامها سوى تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية وفرض ما يلزم من عقوبات عليها لشلها وشل النظام الإيراني، فمن دون هذه الخطوة سيستمر النظام الإيراني في غيه، وسيستمر الحرس الثوري في نشاطه التخريبي في كل تلك الدول وفي غيرها.

الحرس الثوري الإيراني «واحد من أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية في إيران، ويلعب دوراً خطيراً في دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة. تأسس يوم اختطاف ثورة الشعب الإيراني بغية حماية النظام، ويقدر عدد أفراده اليوم بنحو 125 ألفاً، وله سلطة الإشراف على الأسلحة الاستراتيجية ويمتلك قوات برية وبحرية وجوية، ويشرف على ميليشيات أخرى مثل الباسيج التي تتكون من 90 ألفاً من المتطوعين».

لولا الحرس الثوري لتمكن الشعب الإيراني من نظام الملالي فور استيلائه على السلطة في إيران قبل أربعين عاماً، فالحرس أداته لقمع كل معارضة في الداخل ولا يقتصر دوره على التخريب ونشر الإرهاب في الخارج.

المطلوب بقوة وإصرار عدم تراجع الولايات المتحدة عن خطوة اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية فبها يمكن التخفيف عن كاهل المنطقة برمتها.