* من سطور كتاب «لأنك الله» للكاتب علي الفيفي: «يغفر سبحانه بـ: أستغفر الله.. ويغفر سبحانه بالتوبة: «إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا بإن الله غفور رحيم». ويغفر سبحانه بالحسنات: «إن الحسنات يذهبن السيئات». ويغفر بالبلاء: «ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة». أتعلم ما الذي ينبغي أن تكثر منه في هذه الحياة؟ ألا تمل من ترداده؟ إنه الاستغفار!! قال نبيك عليه الصلاة والسلام: «طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثير». ستفرح فرحاً خالداً بالأعداد الكبيرة لأستغفر الله في صحيفتك. ستصرخ بأعلى صوت: «هاؤم اقرؤوا كتابيه». ستجد في عرصات يوم القيامة أصدقاؤك فتفتح لهم كتابك المليء بالاستغفار وتقول: انظروا، لقد استجاب الله لهذه الاستغفارات الكثيرة فغفر لي! لذلك فقد شرع الاستغفار ليس بعد الذنب فقط! بل وبعد الطاعة! ألست تقول بعد الصلاة: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله؟ حتى طاعتك مليئة بالنقص الذي لا يرتقه إلا الاستغفار».

* احذر أن تكون بالمرصاد لكل من يختلف معك في وجهات النظر، ولكل من لم يقف بجانبك في أعمال الحياة. احذر أن تعاند نفسك وتعاند غيرك من أجل حظوظ دنيوية زائلة، وتتناسى الهدف الأسمى الذي خلقنا من أجله.. طاعة الله عز وجل ورضاه.. فنحن نعمل من أجل الله سبحانه وتعالى، ومن أجل تفريج الهموم وتنفيس الكروب، وقضاء حوائج الناس، ومن أجل تيسير الأمور لا لتعقيدها. احذر أن تكون مثل هذه النفسيات المزعجة التي لن يكون لها أي قبول عند الناس. التوفيق إنما يحظى به المرء بنياته الطيبة وبنظراته الثاقبة الحكيمة لمواقف الحياة.

* لم يتمالك نفسه وهو يقرأ ويشاهد تلك القصص المبكية التي تدمي القلوب وتبكي العيون، لأناس صمدوا كثيراً في مواجهة أعاصير الحياة، وصبروا حتى يحصلون على لقمة العيش، فلم يتذمروا ولم يطرقوا الأبواب.. على العكس باتوا ينامون الليالي وهم راضين بأقدار الله عز وجل، وبما أكرمهم به، وبما هم فيه، فلعل حالهم أفضل بكثير من حال غيرهم الذين يرقدون في شتات الحياة وضنك العيش وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة. لم يتمالك نفسه وهو يشاهد تلك الصور المؤلمة لأسر تبحث عن دنانير معدودة لتوفر لقمة دافئة تسد بها جوعة أبنائها!! لم يتمالك نفسه لأنه يعرف أنها الحياة التي لا تبقيك على حال، ويعرف أنه في صورة يراها جميلة داخل نفسه، ويتمناها لغيره، ولكن لا يقوى أن يقوم بأدوار تكبره بكثير، ويعمل ما باستطاعته من جهود محدودة، يسأل الله عز وجل أن يتقبلها منها، وأن يكتب له أجرها طيلة الحياة.

* لا تعتقد أن المشاعر البسيطة الحلوة التي تصدر منك أحياناً تجاه بعض المحرومين في الحياة، وتجاه بعض الشخصيات التي تتألم من واقع الأيام وضير بعض البشر، إنما هي مشاعر غير مؤثرة أو مصيرها النسيان.. على العكس من ذلك، فإنما مشاعرك البسيطة هي الأثر الكبير الذي تتركه في كل ميدان تتغير فيه صور الحياة.. فلا تستثقل ابتسامة بسيطة، ولا تغفل عن كلمة حلوة، وعبر عن إعجابك وحبك لمن تحب: «إني أحبك في الله». «إني أحب أعمالك الخيرة وقلبك الطيب الحنون». «إني أحب أخلاقك الراقية التي تتعامل بها مع أصحابك ومع مواقف الحياة الصعبة». كن أثراً جميلاً بجميل أفعالك وبمشاعر بسيطة قد لا تلقي لها بالاً، ولا تدرك أنها صنعت تغييراً عميقاً في نفس من تحب.

* تعبنا من السياسة ومن انتقادات السياسة ومن متابعة أساليب النقد اللاذعة، ومن رسائل الإحباط والتذمر والاستياء، وبتنا نتشوق إلى تلك الفكاهات المرحة التي تسعد القلوب، وتفرح النفوس، وتزيل عنها ران الحياة. فلا تكاد جلسة، ولا «قروب واتساب» ولا رسائل على الخاص، إلا ويغلب عليها طابع روتين الحياة الممل، حتى نسينا تذكير النفوس بالرقائق، وإيقاظ الغفلة، ونسينا حتى أن نسلم: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساك الله بالنور وأمدك الرحمن بالصحة والعافية، نسأل عنك وعن أخبارك».

* بنبرة بحرينية خالصة: «حلو الواحد يعيش علشان يسوي خير ويساعد غيره ويهتم بنفسه وتطويرها، وما يلتفت حق أمور تضيع وقته، وما لها فايدة بالمرة. حلو الواحد يعيش علشان هدف واضح يشتغل له طول حياته، يرضي فيه ربه، ويتعامل في مواقف الحياة بأخلاقه لا بأخلاق غيره. حلو الواحد يصمت أحياناً أمام المغفلين، علشان ما يضيع في دائرة تفكيرهم العميق، فالصمت أجمل رسالة توصلها لهم، بدون ما تجرح أحد أو تتكلم في أحد، أو تنتقد أحد. إنت هو إنت.. مثل ما تربيت وعلموك أمك وأبوك، وتعلمت من إخوانك وخواتك، وتعلمت من الحياة، فلازم تعامل غيرك بذي الطريقة. حتى وإن أزعجوك أو نسوا العيش والملح إلي كليته وياهم. أصلك لا تتخله عنه، وصحبتك إلي تحبهم وساندوك وما زالوا يساعدونك في أعمال الخير همه إلي راح يبقون لك، وهمه إلي راح يساندوك ويسألون عنك. وأهل بيتك هم عزوتك إلي بيبقون.. علشان هلون واصلهم واضحك وياهم واستانس علشان ما تتحسف لحظة من اللحظات.. لا تعور قلبك وايد في كل شي، ولا تفكر في كل شي، فغيرك مب هامه أصلا أي شي.. إنت اليوم القلب النابض بالحب والخير.. تحب الخير وتحب توصله حق كل الناس، وتحب إنك تساعد كل الناس، وتحب إن كل الناس يحبون بعضهم البعض، ولا يعيشون عيشة فيها الحسد والكره والانزعاج. انت اليوم عايش علشان تسوي أجمل الأثر في حياة كل الناس، وكلما فترت أو هبت عليك رياح الكسل، وسولت لك نفسك تزعل من فلان أو علان، وقتها روح شوي على ساحل البحر، وتأمل الكون كله، وتذكرك مصيرك، وتذكر كل حياتك، علشان ترتاح شوي وتاخذ لك متنفس عن كل البشر. وبعدين بتشوف نفسك أحسن من قبل، وبترجع كما كنت وأفضل، بس اهيه الحياة هلون تبي الواحد يتعظ ويتذكر أن مصيره إلى ربه. يا رب ارحمنا برحمتك واجعلنا نتجمل بأحسن الأخلاق، ونواصل عمل الخير في دروب الخير، وأحسن خاتمتنا وأدخلنا الفرودس الأعلى مع كل من نحب».

* ومضة أمل:

اللهم بلغنا رمضان بصحة وعافية، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.