نواصل في الجزء الرابع من المقال التعليق على كتاب «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.

وفي خاتمة الكتاب من 452-468 خلص المؤلف للأفكار التالية:

* إن حركة الإخوان نشأت في إطار فكر حسن البنا الذي اتهم الغرب بالمسؤولية عن تدمير الخلافة العثمانية ضد الإسلام.

* إن حسن البنا تأثر بما كان حوله في مصر من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمزايا التي كان يتمتع بها الأجانب وخاصة البريطانيين ووجودهم العسكري في البلاد، وإنه بناء على ذلك أنشأ حركته لمكافحة ما رآه وبالهيمنة على البلاد.

* سعي الإخوان لإعادة إحياء وبناء الحضارة الإسلامية من خلال بناء النظام الاجتماعي الإسلامي الذي يجب أن يتم في إطار الدولة الإسلامية.

* وبوجه عام يرى المؤلف أن حسن البنا لم يكن ضد الغرب، «Not anti Western per se» بل رغب في الاستفادة منه وتطويعه لتحديث المبادئ الإسلامية.

* إن الإخوان عملوا على دعم وإعادة حكومة محمود النقراشي خلال عام من إقالته وعمل «الإخوان» ضد حكومة إسماعيل صدقي الذي سبق وأيدوه ضد الحكومة الأولى للنقراشي.

* شهدت فترة الأربعينات زيادة البلاغة والشعارات الداعية للجهاد وانتقد المؤلف موقف الإخوان من العنف، بينما حسن البنا دعا للتخلي عن العنف وأجرى مقابلات ولقاءات شخصية مع البريطانيين وأيضاً مقابلات منتظمة مع المسؤولين الأمريكيين «في ص 455 الفقرة الأخيرة».

* عندما صدر قرار تقسيم فلسطين من الأمم المتحدة بتأييد من الدول الغربية دعا البنا إلى التطوع والجهاد خلال عامي 1947-1949، وتردد صدى الدعوة في مصر وفي اليمن وشمال أفريقيا وأدى ذلك لقيام حكومة النقراشي بحظر جماعة الإخوان المسلمين في نوفمبر 1948، ولذا قام أحد أعضاء الجهاز الخاص للإخوان باغتيال النقراشي مما أدى إلى قيام بعض أعضاء جهاز الأمن بالدولة لاغتيال حسن البنا.

* عندما أعلن الملك فاروق إجراء انتخابات نيابية اتجه الإخوان للتحالف مع الوفد بقيادة النحاس «في ص 456»، وعندما عاد الوفد للسلطة عام 1950 زاد نشاط الإخوان رغم حظر نشاط الجماعة وسعي حسن الهضيبي المرشد بعد مقتل البنا إلى استعادة شرعية الحركة، ولذا قررت الحكومة في أبريل 1951 إلغاء الحظر على الحركة وسط زيادة شعارات الدعوة للاستقلال وتزايد نشاط الحركة الوطنية والمطالبة بإلغاء معاهدة 1936.

* زادت حركة الجهاد ضد الوجود الإنجليزي في منطقة القناة ولكن مصائر الإنجليز كانت محدودة وشهدت الفترة أول «شهيد» إخواني وهو ما عزز من الحركة باعتبارها مناضلة من أجل الاستقلال.

* في يناير 1952 بعد عدة تظاهرات في القاهرة قتل الإنجليز 50 فرداً من البوليس المصري في الإسماعيلية وفي يوليو قامت حركة الضباط الأحرار وإعادة الإخوان في دعوتهم للجهاد ضد الإنجليز في الشرق الأوسط «في ص 457». هذا وقد سعى الإخوان للسيطرة على الوضع الجديد «23 يوليو»، وتعزيز قوتهم فاتصلوا مع الإنجليز والأمريكان وتحاوروا معهم «صفحة 458».

* وعندما تدهورت علاقة حركة الإخوان المسلمين بجمال عبدالناصر قدموا أنفسهم للأمريكان والإنجليز بأنهم حماة مصر منذ عام 1940 ضد الشيوعية للدفاع عن الدين وفي تلك الفترة أقام الأمريكان علاقة وثيقة مع كل من الملك عبدالعزيز ثم الملك فيصل في الأردن باعتبارهم من المعتدلين «ص 459».

* تعرض المؤلف لمؤامرة الإخوان عام 1965 وإعدام عدد من قياداتهم، ثم تناول وصول الرئيس أنور السادات للسلطة والسماح بنشاط الإخوان وتولي قيادة الإخوان عمر التلمساني ومصطفي مشهور لإعادة الحركة لعهد حسن البنا وأعلنوا رفضهم لمؤامرة سيد قطب وأسلوبه الأيديولوجي «انظر صفحة 460-461». ولما اتجه السادات لمعاهدة السلام مع إسرائيل أدانه الإخوان كما أدانوا الولايات المتحدة واحتضنوا ثورة إيران 1978-1979 واتجهوا ضد غير المسلمين وتجاهلوا الاهتمام بالحركة الوطنية وسلامة الدولة ونظامها وركزوا على مركزية «الهوية الإسلامية» ومنع المسلمين من الانصهار في المجتمع الأمريكي أو الأوروبي «ص 461».

* عندما تولى مبارك السلطة وثق علاقات التحالف بين بلاده وبين الولايات المتحدة وظلت علاقات الولايات المتحدة مع الإخوان المسلمين تلعب دوراً ثانياً في إطار الاعتبارات الاستراتيجية العريقة «ص 461» وحرص مبارك علي التهدئة مع الإخوان وتأجيل وصولهم للسلطة أي منع الذي لا بد منه.

* توقع كثيرون أن الوقت أصبح مناسباً لوصول الإسلاميين للسلطة إذ شهدت الدول في المنطقة تطوراً ديمقراطياً وجاءت أحداث الجزائر لتؤثر على موقف واشنطن لمواجهة التيار الأصولي «الإسلام السياسي».

وللحديث بقية.