هناك وراء كل قصة عبرة، ولعل أكثر عبرة استوقفتني من حادثة حريق كاتدرائية نوتردام، هو خبر تنافس رجال الأعمال الفرنسيين على ترميم هذا الصرح الذي يعد أحد أبرز ملامح باريس.

لن أتحدث عن المتبرعين من كل أنحاء العالم لترميم هذه الكاتدرائية التي يتجاوز عمرها 580 عاماً، بل سأتحدث عن رجال الأعمال والمواطنين الفرنسيين، والذين أثبتوا إحساسهم العالي بالمسؤولية من خلال تبرعاتهم السخية من أجل ترميم رمز وطني من رموز باريس.

وأنا أقرأ الأخبار ورد في بالي سؤال، هل يحمل رجال الأعمال البحرينيون إحساساً عالياً بالمسؤولية كتلك التي أثبتها بعض من رجال الأعمال الفرنسيين؟ وهل يساهم رجال الأعمال البحرينيين من خلال تبرعاتهم في التنمية بكل أنواعها «الاجتماعية، الاقتصادية، البيئية، الثقافية.. إلخ؟».

عن نفسي لا أملك إجابة ولا أستطيع أن أقول إن رجال الأعمال البحرينيين مثل أو أفضل من رجال الأعمال الفرنسيين الذين تنافسوا في التبرع لترميم كاتدرائية نوتردام.

أقرأ مثل غيري النتائج المالية التي تنشر لبعض الشركات العائلية في البحرين، وأقرأ الأرباح الخيالية التي تحققها بعض الشركات المملوكة جزئياً أو كلياً من قبل بحرينيين، وأعرف رجال أعمال رزقهم الله بخير وفير. وأعلم بأن بعضهم يقوم بدعم بعض المشاريع، كما إن بعضهم يملك بعض المبرات التي تقوم بعمل خيري يستحق الإشادة.

ولكني مازالت أتخيل لو أن هناك صرحاً وطنياً تعرض للحريق مثلاً «لا قدر الله» فهل سيتنافس رجال الأعمال للتبرع لترميمه كما حدث في فرنسا؟ أم سنسمع الجملة التقليدية التي يكررها معظم الناس وهي «خل الدولة تتصرف» أو «هذه مسؤولية الدولة»؟

* رأيي المتواضع:

لو أن كل شركة، أو رجل أعمال قام على أقل تقدير برصف الطريق المحاذي لممتلكاته وتجميله وتشجيره، ولو أن كل رجل أعمال فكر في وقف خيري يخدم بعض المشاريع كوقف صحي أو وقف تعليمي، أو أي نوع من الأوقاف وجعل العائد من الوقف يعود لصالح بعض الفئات داخل المجتمع البحريني، ولو أن رجال الأعمال البحرينيين من المسلمين أخرجوا زكاة أموالهم بصورة منتظمة، لشعرنا بهذا التكافل، ولتلمسنا انعكاسات المسؤولية التي يحملها هؤلاء تجاه أوطانهم.