منذ سنوات لم نشاهد مباراة كلاسيكو ألمانيا بين فريق متصدر وآخر قريب من المراكز المؤدية للدرجة الثانية، بايرن ميونيخ الذي يواصل تألقه هذا الموسم في الدوري والأبطال أمام بروسيا دورتموند الذي يؤكد مقولة " الدولي غير الدوري" لكن بطريقة معكوسة بتألقه حتى الآن في دوري الأبطال وتحقيقه فوزين وتعادل في 10 مباريات في البوندسليجا.صحيح أن الأوضاع تختلف لكن كنا ننتظر مباراة كبيرة خصوصا مع أسلوب لعب يورجن كلوب الذي يظهر به دورتموند في مثل هذه المباريات الكبيرة وبيب جوارديولا الذي بدأ في تعديل سلبيات فريقه خصوصا مع التعاقدات الجديدة (تشابي ألونسو والمهدي بن عطية) مما جعل الفريق يسيطر على ريتم ونسق المباراة عبر الإسباني وحضور قوي للمدافع المغربي.جوارديولا دخل مباراة الكلاسيكر بمثل خطته في مباراة روما بدوري الأبطال، ب 3-4-1-2 ثم التحول لـ 3-4-2-1 بتواجد آريين روبين كلاعب جناح-ظهير فيما ثنائي الهجوم يتكون من مولر وليفاندوفسكي ومن خلفهما ماريو جويتسه الذي يتحول من الطرف الأيسر للعمق.كلوب الذي يعيش مع فريقه أزمة حقيقية في البوندسليجا هذا الموسم، دخل بخطة مختلفة 4-3-3 بدون مهاجم صريح مع تواجد أوباميانج كجناح أيمن وشينجي كاجاوا كلاعب في مركز الرقم 10 لكن يتقدم للأمام ليشكل ثلاثي هجومي مع الجابوني وماركو رويس.شوط المباراة الأول شهد فرص عديدة لبايرن خصوصا عبر آريين روبين الذي كان يتقدم في الطرف الأيمن قبل أن يدخل للعمق كعادته في دور الإنتريور ويسدد بالرجل اليسرى، روبين مثل مباراة روما جعل جهته مركز خطورة بايرن الذي لم يعد يعتمد على الجهة اليسرى بعد غياب ريبيري وتواجد جويتسه أكثر خلف المهاجم وفقط بيرنات من يقوم بانطلاقات نادرة عبرها.دورتموند الذي يعتمد كعادته على أسلوب الضغط ثم المرتدات، كان ناجحا بشكل كبير في أن يكون ندا للبافاري في الشوط الأول بعد العمل الكبير الذي كان بين ماركو رويس وهنريك مخيتاريان وشينجي كاجاوا، ثم الدور الكبير الذي قام به سفين بيندر لاعب الوسط المدافع خصوصا عبر الجهة اليمنى ثم اليسرى مؤكدا على الدور الذي يجب أن يقوم اللاعب الذي يلعب في هذا المركز. كاجاوا حر من جديدكثيراً ما كنا نتساءل عن تغييب كاجاوا في اليونايتد وجعله حبيس دكة البدلاء طيلة سنتين في الأولد ترافور، لكن مع عودته للعب في مركزه المفضل كلاعب في مركز الرقم 10 –وليس كجناح مثلما كان يلعب في الدقائق التي شارك فيها مع اليونايتد- واللعب كأساسي تغير بشكل كبير مستوى اللاعب للأفضل.الدولي الياباني لعب في مركز قريب لذلك الذي لعبه يوناس هوفمان –المعار حاليا لماينتس- في كأس السوبر الألماني حيث كان دور هوفمان أن يلعب كمهاجم متأخر ويقوم بالضغط بشكل عال عندما يكون الاستحواذ عند مدافعي بايرن ثم العودة للخلف حسب خطة لعب الفريق.ما فعله كاجاوا كان قريبا من ذلك وكان سببا في عدم قدرة بايرن على بناء اللعب من الخلف بشكل مثالي مما انعكس أيضا على الوسط ودور تشابي ألونسو الذي كان محدودا بشكل كبير عكس فيليب لام الذي كان حرا أكثر لفرض السيطرة على المباراة.ردة فعل من بيب ولاشي من كلوبإشراك فرانك ريبيري في آخر 20 دقيقة مكان ماريو جويتسه حسم بشكل كبير مسار المباراة، خصوصا مع أداء الفتى الذهبي الذي لم يرقى للتوقعات التي كانت منتظرة منه. ريبيري بدأ في مركز الجناح الأيسر قبل أن يتحول للوسط ويستغل انهيار بيندر وكيل بعد المجهود الكبير الذي قاما به، وخطأ من كلوب أن لا يريح أحدهما ويشرك لاعبا أكثر حيوية يستطيع إنقاذ وسط الفريق.اللاعب الذي كان مرشحا أن يلعب كمهاجم وهمي الموسم الملضي حسب بيب جوارديولا، استطاع أن يظهر قيمته بعد تواجده في الزمان والمكان المناسبين ويكون وراء هداف روبيرت ليفاندوفسكي قبل أن يكون أيضا وراء ركلة الجزاء بعض الخطأ الذي ارتكبه سوبوتيتش مدافع دورتموند في حق صاحب ال31 عاماً ليساهم في تأمين الثلاث نقاط والابتعاد بصدارة البوندسليجا بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه.ليفاندوفسكي من اللون الأصفر للأحمرعندما أتيحت لروبيرت ليفاندوفسكي فرصة تسجيل هدف التعادل التعادل لبايرن في الدقيقة ال51 وتصدى لها زميله السابق رومان فايدنفلر، كان يبدو أنه ربما المهاجم البولندي لن يستطيع التسجيل في مرمى فريقه السابق وسيكون يوما مخيبا. لكن البديل فرانك ريبيري كان اللاعب الذي حسم بشكل كبير نتيجة المباراة وكان سببا مباشرا في التمريرة التي من بعدها ارتدت الكرة من سوبوتيتش قبل أن يسددها ليفاندوفسكي في الشباك.قبل بداية المباراة كان المهاجم البولندي على بعد هدف فقط من أن يسجل في كل أندية البوندسليجا الحالية وهو ما فعله (أمام فريقه السابق)، ليفاندوفسكي أكد لماذا كان مطلوبا بقوة كبديل للكرواتي ماريو ماندجوكيتش ؤغم بداية الضعيفة في الشوط الأول من المباراة.روبين محرك بايرنفي مباراة روما في دوري الأبطال، كان آريين روبين نجم المباراة التي أقيمت في ملعب الأوليمبيكو وهو ما فعله ايضا هنا أمام دورتموند، روبين في مباراة روما صال وجال على الطرف الأيمن ومثل ما فعل بزميله السابق بالستامفورد بريدج آشلي كول، اليوم كان إيريك دورم هو الذي عانى أمام الجناح الطائر.دورم صاحب ال22 عام بدأ مسيرته كمهاجم عندما كان في فئة الفتيان في فريق يورجن كلوب السابق نادي ماينتس قبل أن يتحول لمركز الظهير فيما بعد ما جعله يتألق مع دورتموند قبل أن يضمن مكانا ضمن المنتخب الألماني، لكن هناك حديث كثير عن ضعفه في التغطية الدفاعية ورغم ذلك يبقى الخيار الأول بسبب معاناو مارسيل شميلتسر من مشاكل عضلية من الموسم الماضي.روبين الذي غاب عن آخر مباراتين للبايرن، أظهر جاهزيته للمباراة من بداية المباراة عندما تلقى تمريرة فيليب لام قبل أن يقوم كعادته بالتسديد برجله اليسرى المفضلة، دورم لم يستطع أن يوقف اللاعب الهولندي الذي كان يسدد على المرمى كأنه في مواجهة مباشرة مع فايدنفلر من دون وجود أي مدافعين. سفين بيندر حرم روبين من تسجيل هدف رائع عندما قام الهولندي بالتخلص من ماتس هوميلس والحارس فايدنفلر.فايدنفلر يستحق الإشادة رغم الخسارة الحارس صاحب ال34 عاما قدم أداءاً رائعاً في هذه المباراة ويستحق الإشادة، صحيح أنه قدم أداءاً متذبذباً في الجولات الأولى هذا الموسم خصوصا في مباراة كولن. كان هناك حديث على أن عدم وجود دور له ضمن منتخب ألمانيا قد أثر على مردوده بسبب المنافسة مع مانويل نوير.يوب هاينكس كان قد قال بعد مباراة تاريخية بين الغريمين انتهت 1-1 باليانتس آرينا في ديسمبر 2012 " لا أعرف ماذا يجب على الرجل أن يفعل ليكون في المنتخب الألماني "، قبل ذلك في أبريل 2012 تصدى فايدنفلر لركلة جزاء نفذها آريين روبين مكنت دورتموند من التتويج بلقب الدوري .