أحمد عطا

شتان الفارق بين المباراة التي عانى فيها ريال مدريد أمام ليغانيس الأسبوع الماضي وانتصاره المستحق على بلباو بثلاثية نظيفة في المباراة التي جرت بين الفريقين قبل يومين على ملعب سانتياجو بيرنابيو.

ريال مدريد قدم مستوى جيد جدًا لكن التألق الكبير جاء عن طريق كريم بنزيمة الذي سجل هاتريك لتصل عدد أهدافه المتتالية للريال إلى 8 أهداف دون أن تنقطع بهدف من أي لاعب آخر في سابقة لم تحدث في تاريخ النادي المدريدي الكبير.



والحقيقة أن لغز كريم بنزيمة أصبح محيرًا جدًا، فاللاعب يقدم مستوى كبير في الآونة الأخيرة وزين الدين زيدان خرج يشيد به عقب اللقاء مؤكدًا أنه في الوقت الحالي يعتبر كريم بنزيما أفضل مهاجم.

على العكس من بنزيمة، فإن جاريث بيل يقضي هذه الأيام أوقاتًا صعبة، حيث حظى بنصيب وافر من صافرات الاستهجان ضده إذ يبدو وأن جماهير البيرنابيو قد فاض بها منه.

وتشعر جماهير ريال مدريد أن الدولي الويلزي لا يبالي كثيرًا بالفريق مستدلة بذلك إلى أنه لم يتعلم اللغة الإسبانية رغم بقائه لفترة طويلة داخل النادي ما يمنعه من التواصل بشكل كافٍ مع زملائه كما أن مستواه بات عالة على الفريق خاصة مع راتب ضخم يحصل عليه دون جدوى حقيقية.

والمشكلة أن الراتب الضخم في الوقت الحالي سيكون حجر عثرة لرحيل الويلزي عن الريال، إذ يحصل على 17 مليون يورو وهو رقم يفسر تمامًا لماذا خرجت تقارير في الآونة الأخيرة تشير إلى أنه لا توجد أصلًا عروض لبيل للرحيل فمن ذا المجنون الذي يدفع هذا الراتب مع مبلغ شرائه من أجل لاعب غير مضمون النجاح ولا يعيش أفضل أيامه!

لذلك كان طبيعيًا أن نرى كذلك تقارير أخرى تشير إلى أن جاريث بيل أخبر إدارة ريال مدريد بأنه مرتاح للبقاء في صفوف الفريق ولا يفكر في الرحيل، وهو أمر إن كان بحسابات الميركاتو فهو يعني أن بيل لا ينوي التنازل عن راتبه الضخم.

لكن لنعد إلى بنزيمة، فاللاعب الدولي -سابقًا بأوامر عليا من ديدييه ديشامب- قد يضع إدارة ريال مدريد في حيرة الأولويات، فصحيح أنها تدرك أن كريم قد يعود إلى ما كان عليه في السابق إلا أن مستواه الحالي قد يغير على الأقل من أولويات ريال مدريد في الميركاتو.

فقد نرى وأن الريال يبحث بالضرورة أولًا عن لاعب وسط وعن قلب دفاع قبل أن يفكر في استقدام رأس حربة من الطراز الرفيع لعل وعسى يكون هذا الرهان السليم على إمكانية الاعتماد على بنزيما لموسمٍ إضافي يكون فيه الريال قادرًا على دفع المزيد من المبالغ الطائلة.

كل هذا بالطبع مع اعتبار أن صفقة إدين هازارد تُعتبر منتهية، إذ تشير أغلب التقارير إلى أنها ستُغلق على مبلغ يتراوح بين 100 و120 مليون يورو واختلاف المبلغ مرهون بشكل أساسي بمدى استجابة الدولي البلجيكي لطلب إدارة ريال مدريد بالضغط على إدارة تشيلسي لكن لا يبدو وأن هازارد مقبل على هذا النوع من الضغط رغبة منه في الرحيل بشكل لائق ويحافظ له على علاقته مع جماهير البلوز التي يرغب في توديعها قبل نهاية الموسم حسبما أشارت بعض التقارير.

رغم أن الجميع متفق على أن ريال مدريد مقبل بقوة على الميركاتو حتى إن زيدان صرح بأنه يعرف ما يريده بالضبط من سوق الانتقالات، إلا أن الاختلاف الآن على المبلغ الذي خصصه ريال مدريد من أجل هذا الميركاتو القوي، لكن بعض التقارير تحدثت عن رقم يصل إلى حدود الـ500 مليون يورو وإن كانت تلك التقارير لم تحدد ما إذا كان هذا الرقم يتضمن العوائد المتوقعة من بيع بعض اللاعبين.

فعلى صعيد بيع اللاعبين، تبدو أسماء كجاريث بيل ولوكاس فاسكيز وخيسوس فاييخو مرشحة بقوة للرحيل عن النادي الإسباني بينما انزوى اسم إيسكو جانبا من هذه القائمة ولو مؤقتا مع عودته للعب رفقة زيدان وكذلك يظل مستقبل لوكا مودريتش غامضا، بينما لا يبدو مستقبل كيلور نافاس في مأمن إذ لا يبدو على استعداد لقضاء موسم جديد على دكة الاحتياط بينما سيكون غريبا أن نشاهد تيبو كورتوا -الذي قدم لتوه من تشيلسي هذا الموسم- يجلس احتياطيًا لفترات طويلة للحارس الدولي الكوستاريكي.

المباريات القادمة قد تشي ببعض الأشياء الجديدة فمستقبل بنزيما تحرك قليلًا مع مستواه في الفترة الماضية وكذلك قد نرى الأمر ينطبق على لاعبين آخرين لكن الأكيد أن ريال مدريد مقبل على مباراة قد تبدو أصعب من سابقيها حيث يحل ضيفًا على صاحب المركز الرابع خيتافي الذي يقدم موسما تاريخيا حتى الآن في الليغا.