إن التصريح الذي أدلى به مقتدى الصدر قائد إحدى الميليشيات الإرهابية المشارك بتشكيل الحكومات المتعاقبة والبرلمان ومؤسسات الدولة العراقية، قبل أيام بزج اسم البحرين في قضايا العراق ليس وليد الصدفة، بل إن هذه التصريحات تأتي بشكل ممنهج من رؤوس الفتنة، كلما ازداد الخناق على نظام الولي الفقيه في إيران. لماذا نقول التصريحات الصادرة من العراق ممنهجة؟ لقد سبق تصريح الصدر، تصريح إبراهيم الجعفري وزير الخارجية السابق ونوري المالكي رئيس الوزراء السابق، عندما نظم وشارك في مؤتمر بالعراق لتنظيم «ائتلاف شباب 14 فبراير»، الذي أعلنته البحرين تنظيما إرهابيا عام 2014. ليس هذا فحسب بل إن هناك عددا من المطلوبين أمنيا لتورطهم بأعمال إرهابية تم تدريبهم بمعسكرات ميليشيات مشرعنة بالدولة العراقية على الأعمال الإرهابية واستخدام المتفجرات، هذا بجانب توفير الغطاء السياسي والمكاني والإعلامي عبر القنوات الفضائية الطائفية لهم في العراق، كما أن عددا منهم مازال مقيما بالعراق، وهناك آخرون شاركوا في ذات المؤتمر.

اليوم لسنا بصدد استنكار تصريحات تصدر من ذلك المعتوه أو ذا، إلا مسؤول فقط، بل إننا نحلل تلك التصريحات المتعاقبة التي أكدت أنها تصريحات ممنهجة تستهدف وحدة البحرين وتشحذ سيف الطائفية بها وتتدخل في شؤونها الداخلية بشكل فج، كما نواجه من يجاهر بدعم الجريمة العابرة للوطنية التي يحاربها المجتمع الدولي، عبر مجاهرته بحماية الأشخاص المطلوبين في قضايا إرهابية وتقديمهم بالقنوات الفضائية الطائفية على أنهم سياسيون أو حقوقيون أو مدونيون أو صحافيون. ونواجه سياسة دولة لا تستطيع لجم أذرع إيران لديها وتخترع تلك الدولة التبريرات السياسية لها تحت مسميات واهية. وعليه وجب اتخاذ الإجراءات الحامية عبر رفع قضايا دولية في حق هؤلاء والابتعاد عن الدبلوماسية التي لن تجدي نفعا مع دولة ترى من يصدر الإرهاب ويؤوي الإرهابيين عبر ميليشيات لديها عملا مؤسسيا مشروعا!

* نقطة آخر السطر:

لن نساوم ولن نتسامح مع هذه التصريحات أو مع أي متعاطف معها، ولن نهادن على أمننا ووحدتنا الوطنية، وثقتنا في نظامنا الحاكم، الذي يعد رمز الوئام والتلاحم والتسامح، لن تتزحزح، وأن هذه التصريحات الشاذة التي تصدر بين حين وآخر، لا تزيدنا إلا ثقة في أنفسنا وفي نظامنا السياسي.

كنا نتمنى أن نرى الهبة الشعبية كما شهدناها في عدد من قضايا الرأي العام من الجميع، للتصدي لهذه التصريحات والدفاع عن وزير الخارجية، بعد أن تم استهدافه عبر منصات التواصل الاجتماعي على إثر رده على المعتوه مقتدى الصدر حامل فكر المقبور الخميني.

قال الشاعر أبو العلاء المعري أحد الشعراء، والفلاسفة المشهورين في عصر الدولة العباسية:

طباع الورى فيها النفاق فأقصهم

وحيدا ولا تصحب خليلا تنافقه

وما تحسن الأيام أن ترزق الفتى

وإن كان ذا حظٍ صديقا يوافقه

يضاحك خل خله وضميره

عبوس وضاع الود لولا مرافقه