ضمن ريال مدريد التأهل لدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا بعد فوزه على ليفربول بهدف نظيف في المباراة التي جرت على ملعب "سانتياجو بيرنابيو"، ليرتفع رصيد النادي الملكي لـ12 نقطة من أربع انتصارات متتالية، فيما تقلصت حظوظ ممثل بلاد الضباب في الترشح للدور القادم بعد أن تجمد رصيده عند ثلاث نقاط فقط.
استحوذ ريال مدريد على مجريات الأمور منذ الدقيقة الأولى، ووضح ذلك من خلال هيمنة رفاق كريستيانو رونالدو على كل متر في الملعب، وفي المقابل، لعب المدرب الايرلندي الشمالي "برندان رودجرز" بطريقة دفاعية مبالغ فيها على أمل منع المنافس من غزو شباك الحارس البلجيكي "سيمون مينيوليه"، فاستغل رجال أنشيلوتي الوضع، وقاموا بشن العديد من الغارات المزعجة على دفاع حُمر الميرسيسايد.
الفرصة الأولى في المباراة، بدأت بوابل من التمريرات بين رونالدو وإيسكو في وسط ملعب الريدز، ثم وصلت في النهاية للمهاجم "كريم بن زيمة" الذي خدع كولو توريه وسكرتل بتمريرة في العمق لهداف كأس العالم "خاميس رودريجيز" الذي هيأ الكرة لنفسه ثم أطلق قذيفة بقدمه اليسرى من على خط منطقة الجزاء، إلا أن حامي عرين ممثل الإنجليز انتفض على الكرة كالأسد، وأبعدها لركلة ركنية وسط دهشة المدرب الإيطالي أنشيلوتي الذي انتظر الكرة في الشباك.
مع مرور الوقت، ضاعف الفريق المحلي من ضغطه لإرباك قلبي دفاع ليفربول، وبالفعل وقع "سكرتل" في المحظور بهفوة ساذجة أمام بنزيمة الذي تقمص دور صانع الألعاب مرة أخرى بتمريرة ولا أروع للخالي من الرقابة "كريستيانو رونالدو" الذي قابل الكرة بتسديدة من لمسة واحدة في المرمى، لكن مينيوليه واصل التألق ونجح في إبعاد الكرة بتصدي يُحسد عليه، بعدها مباشرة هرب الدون من مانكييو ثم بعث عرضية على القائم البعيد لبنزيمة، لكن الحارس البلجيكي تدخل في الوقت المناسب والتقط الكرة قبل أن تَصل لرأس الدولي الفرنسي.
ظل الوضع كما هو عليه إلى أن حصل الريال على هدفه الأول بعد مرور 26 دقيقة، وجاء الهدف من هجمة منظمة انتهت بعرضية نموذجية من البرازيلي مارسيلو للفرنسي "بنزيمة" الذي حولها في المرمى بعد فشل المدافع الإيفواري "كولو توريه" في إبعادها، ثم حاول صاروخ ماديرا تعزيز تقدم فريقه بتسديدة أطلقها من على حدود منطقة الجزاء، لكن مينيوليه عاد للتألق، وأبقى النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول الذي لم يتعرض خلالها حارس الريال "كاسياس" لأي اختبار.
مع بداية الشوط الثاني، احتسب حكم المباراة ركلة حرة مباشرة لحامل لقب دوري الأبطال، انبرى لها المتخصص "كريستيانو رونالدو" ونفذها باقتدار من فوق الحائط البشري، لكن مينيوليه منعه من تسجيل هدف معادلة رقم الأسطورة راؤول جونزاليس –الهداف الأسطوري لدوري الأبطال بـ71 هدفاً-، ليأتي الرد من آدم لالانا الذي حاول مغالطة كاسياس بتسديدة أرضية مخادعة، لكن من سوء حظه مرت بجوار القائم الأيسر.
الفرصة الثانية لليفربول، اتيحت أيضاً لآدم لالانا حين سدد بنفسه الركلة الحرة المباشرة التي ارتطمت في ظهر مودريتش وذهبت إلى ركلة ركنية، ليستفيق بعدها الريال الذي حاول قتل المباراة بهدف ثان، لكن العارضة منعت البديل "جاريث بيل" من هدف مُحقق، بالإضافة إلى صمود الحارس مينيوليه أمام النفاثة الويلزية وصاروخ ماديرا حتى النهاية، ليُطلق الحكم صافرة النهاية معلناً فوز الريال بهدف نظيف، ليتأهل حامل اللقب للدور القادم، وفي الجانب الآخر يكون ليفربول قد تلقى الهزيمة الثالثة على التوالي في البطولة –لأول مرة في تاريخه-.