مملكة البحرين ماضية في تقدمها تضع نصب عينيها تطور البلاد وتنميتها وتنويع التعاون مع مختلف الدول في مجالات كثيرة وكسب الثقة والصداقة وتوقيع الاتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية ولو أنها شغلت نفسها وكرست طاقتها في الرد على نباح البعض لضاع الوقت والجهد دون أن يتقدم الوطن أو يتطور، ولكن التغاضي والترفع أحياناً يكون بمثابة السكين الحادة التي تقطع الصدور، فالوقت من ذهب أما النباح والعويل فهم من شيمة من لا عمل له سوى الفوضى.

حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه توجه إلى فرنسا منذ أيام للتباحث مع الرئيس الفرنسي في العلاقات التي تجمع البلدين وتوقيع اتفاقيات تجارية تصل لأكثر من 4 مليارات دولار بين شركات بحرينية وفرنسية، وبالتأكيد سوف يسهم ذلك في فتح آفاق متنوعة في السوق المحلي وازدهار اقتصادي واسع، ولكل من يشكك في عزيمتنا وإرادتنا فإن هذه الزيارة هو الرد الفعلي لقلة وهبت نفسها وشغلتها بتصريحات تحرج صاحبها لا أكثر.

البحرين بلد صغير ولكنه متماسك قوي بشعبه ودائماً وأبداً يقدم الولاء والطاعة لعاهل البلاد المفدى محبة وإيماناً بحكمته وبصيرته، ولو كانت البحرين خلاف ذلك لضاعت في أحداث 2011، ولأصبحت بلد تسودها الطائفية والتطرف والعنف ولكنها الإرادة الشعبية التي حمت سيادة الدولة وحافظت على مكتسباتها، فعندما يتكلم صغار القوم عن بلد عظيم مثل البحرين عليه أن يبدأ بنفسه ويسألها هل حافظ على بلده ومكوناته، هل يدافع عن من هم ليسوا على نهجه وملته، هل يستحق بأن يطلق عليه مواطن صالح أم أن مهاتراته هي حيلة المفلس في قيمه ودينه وولاءه لأرضه وجماعته. البحرين بلد عظيم هو ليس وليد اليوم في تسامح وتقارب الأديان وتكاتف شعبه، لا، البحرين أكبر في عيون محبيها أما من يستهدف هلاكها فلا يرى غير دماء أهلها.

من ذاك الذي ذكرنا بسوء من هو؟ أين كان عندما احترق العراق واختلط ماء نهره بدماء المظلومين؟ أين توارى ولماذا توارى وظهر لنا اليوم يرفض مد يد العون للعراقيين، يتوعد وليته توعد لنصرة المظلومين والمحرومين من خيرات العراق، ولكنها حقيقة عندما يموت حب الوطن بمكوناته يضيع كل شيء حتى الكرامة ولا نرجو من مات ضميره بشيء ولا تجوز عليه الرحمة ولكن نسأل الله السلامة من أولئك الذين يعيثون في الأرض فساداً.