صنعاء - سرمد عبدالسلام

هاجمت أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي خلال اليومين الماضيين أراضي وحقولاً زراعية واسعة بمحافظتي صنعاء وعمران شمال اليمن، ما تسبب في حدوث حالة من الهلع الشديد لدى المزارعين، نتيجة إتلاف الكثير من المحاصيل الزراعية.

وذكرت مصادر محلية وزراعية لـ "الوطن" أن "أسراباً هائلة من الجراد الصحراوي انتشرت بصورة كبيرة مؤخراً في عدد من الوديان والحقول الزراعية ومزارع الفاكهة بمديريات محافظتي صنعاء وعمران، محدثة أضراراً بالغة فيها".



يأتي هذا في ظل عجز كبير لدى المسؤولين الزراعيين المختصين عن القيام بعمليات المكافحة، بعدما قامت ميليشيا الحوثي الانقلابية بتعطيل مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي، ونهبت محتوياته، بالإضافة لمصادرة موازنته التشغيلية المخصصة لمواجهة مثل هذه الكوارث حسب تأكيدات مسؤول في المركز لـ "الوطن".

في حين اكتفت وزارة الزراعة والري بحكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها دولياً، بالإعلان عن وصول أسراب الجراد عبر وسائلها الرسمية، محاولة استغلال هذه الكارثة في الحصول على مساعدات ودعم مالي من المنظمات الدولية تحت مبرر مواجهة انتشار الجراد والحد من مخاطره المتوقعة على الأمن الغذائي.

وأثار غزو الجراد موجة شديدة من القلق لدى الفلاحين في عموم محافظات اليمن من إمكانية انتقالها نحو باقي المدن، الأمر الذي قد يؤدي لحدوث كارثة زراعية وخسائر اقتصادية كبيرة.

ويعتبر الجراد الصحراوي من أكثر أنواع الحشرات تدميراً للحياة النباتية وأشدها فتكاً بالمحاصيل الزراعية.

وأعتبر المهندس الزراعي اليمني، أحمد الحرازي، أن "خطورة هذه الحشرة تكمن في مقدرتها الفائقة على الطيران والتي تمكنها من اجتياز المسافات الشّاسعة قد تتجاوز الـ 100 ميل في اليوم الواحد، معتمداً على حركة الرياح والتيارات الهوائية الصاعدة بالإضافة لمقدرته الفردية على الطيران، ما يشكل تهديداً حقيقياً للمزارعين في اليمن وفي الدول المجاورة أيضاً".

وأضاف في حديث لـ "الوطن"، أن "هذا الأمر لا يتم بطريقة عشوائية، فالجراد عند بلوغه، يبدأ أولاً بالبحث عن طعامه فإن لم يجده في موطنه، يبدأ في الانتقال بصورة جماعيّة نحو مناطق أخرى على هيئة أسراب كبيرة قد تصل أعداد البعض منها إلى أكثر 5 مليارات".

وتشير التقارير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن أسراب الجراد تبتلع يوميًا ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص، وهو ما يجعل الجراد في صدارة العوامل المدمرة للحياة النباتية على سطح الأرض، متفوقة على المبيدات الزراعية بجميع أنواعها، وكذا الحرائق الكبيرة.