يبدو أن مهرجي إيران، أمام حزم الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء فترة الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط الإيراني مما يضع إيران من الناحية الاقتصادية في مأزق كبير وورطة ويهدد عصاباتها الإرهابية في المنطقة التي تتلقى الدعم والتمويل منها، سيزداد هراؤهم وتهريجهم في الساحة هذه الأيام، فالصراخ على قدر الألم!

مقتدى الصدر المشهور بالتهريج المضحك والمواقف المتناقضة المتقلبة في العراق، وبإمكان من يود التعرف على هذه الشخصية الزئبقية -كما يصفه أهل العراق- مطالعة مقطع فيديو على موقع اليوتيوب بعنوان «التحليل النفسي لشخصية مقتدى الصدر»، إلى جانب العديد من مقاطع الفيديو التي تشكل لمن لا يعرفه صورة واضحة عن شخصيته غير المتزنة، حيث يذكر التقرير عنه أن والده محمد الصدر قد قام بطرده من المنزل بسبب العلاقة المتوترة معه وكثرة مشاكله وعدم اتزانه، ولم يكن يثق بنضج ابنه مقتدى وكان «ينحرج» من أخذه معه في جولاته، لذا وبعد طرده بدأ عند مقتدى ميل للبروز والرغبة في تعميق حضوره وشد الانتباه ومحاولة بيان أهميته! «عقدة النقص».

المهرج مقتدى الصدر الذي دائماً ما يعرف أنه يتخذ أشكالاً غريبة في لبسه ومستحضرات التجميل التي يضعها على وجهه، يبدو أنه وأخيراً قد استقر على «كاركتر المهرج» أمام تناقضه الفاخر الأخير، حينما قام بالتدخل في الشأن البحريني وقدم نصيحة غير متزنة إلى نظام الحكم في البحرين، مدعياً وجود حرب فيها، وطالب بتغيير نظام الحكم في مملكة البحرين وسوريا واليمن، فيما استنكر زج العراق في الصراع الأمريكي الإيراني، مبدياً استياءه من إقحام العراق مهدداً السفارة الأمريكية في بغداد!!

الأغرب من تهريج هذا المهرج الإيراني المتقلب، والذي يذكرنا بجماعته في البحرين المشابهين لمواقفه المتناقضة، أن وزارة خارجية العراق وبدلاً من أن يكون لها موقفها الحاسم مع هذا المهرج الإيراني الذي يمثل ظاهرة الأبواق الإيرانية على أرض العراق البلد العربي الشقيق، عبرت عن شجبها للتصريحات التي رد فيها وزير خارجية البحرين حفظه الله ورعاه على مقتدى الصدر، حينما رد بالقول: «مقتدى يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي، وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين.. أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين!!».

وزير خارجية البحرين حفظه الله ورعاه أصاب مقتدى الصدر وجماعته في مقتل من هذا الرد القوي الذي أفحمه وفضحه وكشف عن عمالته للنظام الإيراني، والدليل أن عصابات «تويتر» الإيرانية لم تتوقف يومها عن شن حملات إلكترونية مسيئة لشخص الوزير ولمملكة البحرين، والتهديد والوعيد بأن الرد على الإساءة إلى من يعتبرونه رمزاً مهماً في العراق -وهو على أرض الواقع حقيقته لا تتعدى كونه مجرد عميل إيراني- سيكون من خلال وصول جماعات مقتدى الصدر «جيش المهدي» إلى مملكة البحرين، حتى يعرف من أساء لمقتدى الصدر من هم جماعته! «عشم إبليس في الجنة».

تصريح وزير خارجية البحرين يمثل البحرينيين وموقفهم تجاه الأبواق الإيرانية في المنطقة، كما أنه كلام منطقي جداً وتحليلي ويقترب من هموم المواطن العربي، ويمثل موقفه وهو يلمح للعراق العربي وقد ابتلي بهؤلاء الحمقى المستوردين من النظام الإيراني، وكيف أن مقتدى اختار فعلاً طريق السلامة حيث إنه لا يجرؤ على نطق كلمة واحدة أمام كل المجازر والجرائم والسرقات ومسلسل النهب المستمر من قبل النظام الإيراني الجائر في العراق، والتدخلات الإيرانية التي حولت أرض العراق إلى ساحة للاقتتال الطائفي والتطرف وسخرت عدداً من أراضي العراق كمعسكرات تدريبية للجماعات الإرهابية في المنطقة، كالحشد الشعبي والحرس الإيراني وداعش، غير أننا نود القول لجماعة مقتدى الصدر «الصدريون أو الصدريين»-كما يطلقون على أنفسهم- إن كان وزير خارجية البحرين يرى أمثال مقتدى الصدر من الحمقى المتسلطين، فإن هناك شرائح أكبر من المواطنين العرب يرونه من كبار الحمقى المتسلطين!!

لماذا لا يبدي مقتدى الصدر قلقه من التدخلات الإيرانية في العراق؟ أم أنها صعبة جداً على عميل إيراني مثله؟ ولما لا يطالب الحكومة العراقية بمحاكمة وإعدام عملاء إيران في العراق الذين يتدخلون في الشؤون العراقية ويهددون علاقة العراق البلد العربي الشقيق بأشقائه من الدول العربية من خلال تصدير الإرهاب والخلايا الإرهابية من أرض العراق، فإعدام عملاء إيران في العراق سينهي الحرب الحاصلة والمستمرة في العراق ما بين العراقيين العرب والعراقيين الخونة للعرب، وإن كانت الحكومة العراقية تعجز عن إنهاء هذه الحرب فالمفترض أن يناصح الصدر العراق بأهمية تغيير الحكومة العراقية!!

ثم، لماذا لا يقلق مقتدى الصدر من خونة العرب في العراق الذين باعوا عروبتهم وعروبة بلدهم العراق إلى نظام طهران الجائر وأراقوا دماء أهل سنة العراق تحت غطاء الطائفية البغيضة والتطرق المقيت والعنصرية؟ حتى إن جيش المهدي الذي أسسه المهرج مقتدى الصدر كان يمارس أبغض أنواع العنصرية والطائفية بتعذيب وقتل كل شخص يحمل اسم عمر في العراق!! «بالطبع صعبة عليه وعلى أتباعه لأنهم هم أول من سيحاكمون بالأصل!!».

الأهم، لماذا لم يهدد سلامة السفارة الإيرانية في العراق طالما هو منزعج جداً من إقحام العراق في الصراع الأمريكي الإيراني؟ أم أنه لا يستطيع أن يتسبب بالزعل على جماعته في إيران؟ إلى هذه الدرجة مقتدى الصدر يفضح عمالته للنظام الإيراني «عيني عينك» ويحارب بدلاً عنه ويهدد من يعاديه، كما هدد سلامة السفارة الأمريكية في بغداد؟

كما أن قيام حزب الله الإرهابي في لبنان -الإيراني الهوى- بدعم موقف مقتدى واستنكار رد وزير خارجية البحرين عليه، هو أكبر دليل نرد به على عملاء إيران الذين يحاولون التشكيك في مدى عمالة مقتدى الصدر لإيران، فالصدر هو رمز من رموز خونة العرب في العراق، وتصريحاته تأتي لأجل استنفار الوضع بين العراق والبحرين أمام تزايد الضغوط على النظام الإيراني الجائر، وكلها ألعاب مكشوفة من عملاء إيران.

قبل أن «يطق الصدر» مقتدى الصدر ويهتم ويقلق على شؤون الدول العربية، كان من الأَولى له أن يقلق على مصير دولته العراق التي تُنهب خيراتها ويُسرق نفطها لصالح العصابات الإيرانية في العراق وطهران، فلو كان قلبك على العرب، فالعراق أَولى يا مقتدى!!

* إحساس عابر:

المفترض من الحكومة العراقية أن تكون حازمة مع أمثال مقتدى الصدر الذين يحاولون تأزيم الوضع ما بين العراق والدول الخليجية والعربية من جهة، ومن جهة أخرى التأثير على صورة وسمعة الحكومة العراقية وبيان مدى تسلط وعدائية العراق وعدم احترام مواثيق الأمم المتحدة وسيادة الدول والتدخل في الشؤون الداخلية، كما أن الحكومة العراقية كان من المفترض أن تراعي علاقتها مع الدول الداعمة لها لإعادة إعمارها، فالمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي أقيم في دولة الكويت الشقيقة العام الماضي، وأمام تأكيد الحكومة العراقية أن العراق يحتاج لأكثر من 88 مليار دولار لإعادة إعماره على مدى عشر سنوات، كان خير شاهد، فقد ساهمت العديد من الدول والمنظمات من أهمها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت في الدعم، فيما عدا إيران البلد الأكثر عدائية لعروبة العراق.