دارت العديد من النقاشات الرائعة خلال منتدى دور المراكز البحثية وأثرها على سياسات الشرق الأوسط التي أقامها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، حيث تسابق جميع المشاركين لإثبات أهمية وجود المراكز البحثية ودورها في صنع السياسات والاستراتيجيات.

ولم يختلف عن جميع الحضور من وجهة نظري المتواضعة سوى العميد الركن الدكتور الشيخ حمد بن محمد آل خليفة مساعد الأمن العام لشؤون العمليات والتدريب، حيث وقف خلال هذا المنتدى وطلب مساعدة المراكز البحثية في إيجاد إجابة لتساؤله الهام جداً.

تحدث العميد عن مصطلح الإرهاب الذكي، وهو الإرهاب الذي يستند على الذكاء الاصطناعي والتقنية في إدارته، وتساءل «ما الذي سيحدث إذا ما اجتمعت التقنية والفكر الإرهابي المتطرف؟».

لم أسمع بعد هذا التساؤل أي شيء مما كان يدور في هذا المنتدى الرائع، فتساؤل العميد جعلني أعيش في قلق ورعب، وجعلني أحاول أن أفتش هنا وهناك لكي أجد حلاً مطمئناً.. ولكن الموضع لا يمكن السيطرة عليه بسهولة..

فعندما تطير الطائرة بدون طيار، وعندما يبحر القارب دون قائد، وعندما تكون السيارة ذاتية القيادة، فإنني بلا شك سأتعامل مع مجرم «إلكتروني».. ولا أستبعد مطلقاً أن يتم تفجير قنبلة في مكان ما والمجرم في دولة ثانية يقبع خلف شاشة كمبيوتره ويتحكم بكل أركان الجريمة «تقنياً»!!

فهل مازالت بحوثنا.. ومراكز أبحاثنا قادرة على استشراف المستقبل.. الذي أصبح واقعاً؟؟

* رأيي المتواضع:

كنت أشاهد في الأفلام الأكشن جرائم تدار من الألف إلى الياء باستخدام التقنية، ولكني لم أتخيل قط واقعية هذا الأمر إلى أن طرح مساعد الأمن العام سؤاله، ليقلب موازين أفكاري ويجعلني أؤمن بأننا بحاجة إلى تغيير شامل، في نظام تعليمنا، وفي طريقة تفكيرنا.

عندما شرعت في دراسة إدارة الابتكار، كنت مترددة من مجازفتي في اختيار التخصص، ولكني اليوم أشعر بأن ما قمت به يعد من أفضل القرارات التي قمت بها في حياتي، حيث ساهمت دراستي لإدارة الابتكار في تغيير طريقة فهمي للأمور، ورؤيتها من منظور مبتكر يؤثر في واقعي ومستقبلي.

تساؤل مساعد الأمن العام، يجب أن يكون أمام كل شخص منا، ويجب أن نتعاون من أجل وضع خطط استراتيجية تتناسب مع واقع جديد نعيش فيه.