هل يعقل أن يتواصل غياب الرعاية المادية عن المسابقات الكبرى لاتحادي اليد والطائرة وهما أكثر الاتحادات الجماعية حضوراً على المستوى الخارجي؟!

مسابقات اتحاد اليد بعد أن كانت تنعم برعاية سخية من قبل بيت التمويل الخليجي قبل عدة سنوات أصبحت في الآونة الأخيرة تقام من دون أي رعاية مادية رغم ما تتمتع به من حضور جماهيري جيد بالإضافة لكونها أكثر الألعاب الجماعية تألقاً وتفوقاً في الاستحقاقات الخارجية وفي مقدمتها بطولة كأس العالم؟!

الأمر نفسه ينطبق على لعبة الكرة الطائرة ومسابقتها الرئيسة على وجه التحديد، فها هو فريق نادي داركليب يحقق اللقب من دون الحصول على أي مكافأة مادية بسبب غياب الرعاية وفي نفس الاتجاه يسير فريق نادي باربار بطل دوري رجال اليد!

كيف لنا أن نحافظ على تميز هاتين اللعبتين وكيف لنا أن نحفز الأندية واللاعبين على الاهتمام بهما في ظل غياب الحافز المادي أسوة بلعبتي كرة القدم وكرة السلة؟!

هذا الوضع الغريب يضع مجلس إدارة الناديين وأي نادٍ آخر يفوز بألقاب هاتين اللعبتين في حرج أمام اللاعبين وجهازيهم الإداري والفني، بل ويضطرهم لاستجداء الميسورين لتوفير ما يمكن توفيره من مال لتوزيعه على الفريق وغالباً ما يكون المجموع متواضعاً لا يتناسب مع حجم الجهد المبذول ولا حتى مع حجم الحدث نفسه!

أعلم جيداً مدى المعاناة التي يعاني منها مجلس إدارة الاتحادين في هذا الجانب، وأعلم جيداً حجم الجهود التي يبذلها الرئيسان الشيخ علي بن محمد آل خليفة والنائب علي عيسى إسحاقي بحثاً عن رعاة وممولين لمسابقات اتحاديهما، ولذلك فإنني ومن باب العدالة والإنصاف لا يمكن أن ألقي باللائمة على هذين الاتحادين بل أرى أن الجهات المعنية بالرعاية من شركات ومؤسسات خاصة ومصارف تجارية وغير تجارية ممن ينعمون بخيرات هذا البلد ويحققون الأرباح السنوية الطائلة هم من يقع عليهم اللوم بالدرجة الأولى لعدم تجاوبهم الإيجابي مع دعوات هذين الاتحادين اللذين يعدان من الاتحادات المميزة في الجانب الترويجي لمملكة البحرين.

لذا نتمنى أن يكون للقطاع الخاص دور فاعل ومقنن في الرعاية الرياضية وأن يحظى هذان الاتحادان بنصيب سخي من هذه الرعاية باعتبارهما من أكثر اتحادات الألعاب الجماعية حاجة للدعم المادي المحفز.