بعض الجروح تبرأ مع الوقت لكن علامات أثرها قد لا تزول فيما هناك حقيقة تقول «ان اللي انكسر ما يتصلح» وهي مقولة واقعية تنطبق على الكثير من الأحداث والمواقف في حياتنا.

مناسبة هذا الكلام حملة الردح والتحريف التي قادتها عصابات «تويتر» عملاء تنظيم الحمدين قطر وإيران مؤخراً، في محاولات مستميتة لتزييف حقيقة موقف مملكة البحرين بشأن مقاطعة قطر ومحاولة إشاعة تراجعها عن المقاطعة رغم توضيح وزير شؤون مجلس الوزراء محمد المطوع في تعليق له على ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن فحوى الاتصال الذي جرى بين سمو رئيس الوزراء وأمير دولة قطر، حيث نفى نفياً قاطعاً أي تصريحات نسبت إليه، مؤكداً على الالتزام الكامل لمملكة البحرين وموقفها الرسمي مع شقيقاتها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر حول تنفيذ قطر ما التزمت به في 2013 و2014.

كلمة جلالة الملك حفظه الله ورعاه كانت الأقوى، حيث نسفت وبددت كل أوهام وأحلام اليقظة التي قادها عملاء إيران وتنظيم الحمدين قطر بادعاء وجود تراجع في الموقف الرسمي لمملكة البحرين، حيث أكد جلالته التزام مملكة البحرين بمواقفها الراسخة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر الشقيقة «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب» المتمثلة في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات لصون أمن واستقرار المنطقة وعلى رأسها «ركزوا هنا» أن تقوم قطر بوقف دعم وتمويل الإرهاب، متوجهاً بالشكر إلى السعودية والإمارات والكويت على دعمهم المستمر لجهود التنمية بمملكة البحرين.

جلالة الملك حفظه الله أوصل رسالة حازمة مفادها أن البحرين لن تحيد عن دورها في الحرب على الإرهاب، وأنها مع السعودية والإمارات ومصر قلباً وقالباً دائماً وأبداً، وأن مسلسل الحلم والصبر والتنازل لأجل المصلحة العامة المشتركة والوحدة الخليجية قد نفد أمام استمرار التعنت القطري، وأنه على قطر أن تكف عن دعم صناعة الإرهاب في المنطقة.

جلالة الملك اختصر مشاعر البحرينيين وترجم مواقفهم التي «لن تنسى» أبداً مسلسل الغدر الأخوي الذي نالوه من نظام دولة شقيقة مجاورة أرادت اختطاف هويتهم العربية واستبدالها بنظام الملالي حينما وقف الشقيق مع العدو ضد شقيقه لأجل مصالح تعكس «عقد النقص» التاريخية لديهم، وعندما نقول إن «اللي انكسر ما يتصلح» فإننا نقصد أن هناك الكثير من المؤامرات والأزمات التي قادها هذا النظام المعادي لشرعية البحرين تجاه مملكة البحرين وشعبها، ولكن بفضل الله وتدبيره أحبطت وفشلت وقبرت كل مشاريعهم الإرهابية التي أرادت إيجاد حرب طائفية في البحرين تراق فيها الدماء ويسلب الأمن والاستقرار، جروح أوجدت شروخاً من المحال أن تلتئم طالما مسلسل العناد والتعنت والاستمرار في دعم وتمويل الخلايا الإرهابية مستمر، فالبحرين من أكثر الدول الخليجية بالأصل التي تضررت جراء إرهاب عملاء إيران الممولين من قطر، وتاريخياً عانت الكثير من العدوان القطري الذي لا يراعي حقوق الجيرة وحقوق سيادة الدول واحترام عدم التدخل في شؤونها الداخلية.

ما كان لافتاً مدى اهتمام عصابات بتويتر بتحريف الموقف الرسمي لمملكة البحرين على أمل خلق فتنة بينها وبين السعودية والإمارات ومصر، كما أن هذا الاهتمام الكبير والذي جاء بشكل مبالغ فيه جداً جداً منهم، يكشف كذب أبواق النظام القطري الذين يخرجون بتصريحات ضعيفة تحمل الكثير من الإنكار والاهتزاز المضحك ليل نهار على أن المقاطعة لم تؤثر فيهم، حتى إن البعض علق مازحاً «يبدو انهم فرحين بالاشاعة المتعلقة بالتراجع عن المقاطعة اكثر من فرحتهم بالاستعداد لاستضافة كأس العالم!»، وكلها دلائل تعكس مدى كمية الألم والاهتزاز الحاصل لديهم، وتبرهن على مدى تضليل الإعلام القطري لحقيقة الموقف القطري بشأن المقاطعة، وأن قطر يوماً بعد يوم تختنق فعلاً وتحاول جاهدة أن تبصر بصيص نور وأمل ينهي المقاطعة دون التراجع عن تمويل الإرهاب بنفس الوقت!

المضحك أكثر والذي يعكس أن التخبط القطري قد وصل مداه، قيام قطر قبل أسبوعين بسحب إجراءاتها المتعلقة بحظر بيع المنتجات الإماراتية في الأسواق القطرية أمام قضية رفعتها الإمارات ضد قطر لدى منظمة التجارة العالمية بشأن مخالفة قطر لالتزاماتها الدولية وانتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية، وهذا الإجراء بالأصل يكشف كمية الكذب والخداع والتضليل الذي يقوده الإعلام القطري حينما كان يدندن على وتر أن قطر لم تعامل دول المقاطعة بالمثل ولم تتخذ أي إجراءات مماثلة، في حين على أرض الواقع قطر تحاول جاهدة ليل نهار الانتقام من دول المقاطعة بأي طريقة كانت ولي ذراع الاقتصاد الإماراتي من خلال فرض حصار تجاري على البضائع الإماراتية، وهو أمر مضحك يعكس مدى الصبيانية التي يسير عليها القائمون في إصدار التصريحات الإعلامية التي توضح المواقف القطرية غير المتزنة «أسمع كلامك أستطرب أشوف أفعالك أستعجب!»، والتناقض الفاخر جداً والتخبط المؤلم والمربك لدى القائمين على السياسات القطرية.

من جانب آخر، لعل المفاجأة الجميلة التي حملها لنا شهر رمضان لهذه السنة، ونحن نستقبله، هي التهنئة التي بعثها جلالة الملك حفظه الله ورعاه إلى شعب مملكة البحرين والمقيمين صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً عن طريق رسائل الـSMS الهاتفية، حيث انشغل الشارع يومها بتداول مثل هذه الأسئلة «هل وصلتك رسالة جلالة الملك حفظه الله؟ ومتى؟ هل بالمساء أو الفجر أو الظهر؟ وهل كانت باللغة العربية فقط أم باللغتين العربية والإنجليزية؟». هكذا كانت الأسئلة تطرح يومها والتي تعكس مدى الاهتمام الكبير من شعب مملكة البحرين بملكهم، كما أنها خير دليل يستشهد به عن مدى تلاحم الشعب البحريني مع حكامه.

وسائل التواصل الاجتماعي يومها عجت بـ»كبجر» نسخ مصورة من الرسائل الهاتفية التي وصلتهم والتي تحمل اسم جلالة الملك حيث سارع الناس إلى نشرها وتنافسوا في تدوين عبارات الشكر والمحبة لجلالته، وكلها شواهد تعري وتفضح كذب عملاء إيران وتنظيم الحمدين قطر وتخيب ظنونهم في مسألة أن ينجحوا يوماً في تأليب الشعب على الدولة من خلال الفتن المدسوسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل «البرودكاست» المجهولة التي تصدرها جهات مشبوهة تحاول نشر الشائعات وخلق الفتن وثقافة الاستياء العام.

المضحك محاولة بعض عملاء إيران لقطاء الخارج إصدار بيانات وكتابات تعكس مدى اهتزازهم من ولاء الشعب البحريني لجلالة الملك وتعبيرهم عن حبهم له ولوطنهم والسؤال هنا: ألا يخجل هؤلاء وقد كشفت تصرفاتهم الطفولية المخزية كمية الحقد والخيانة والعمالة للخارج هكذا «عيني عينك وأشكره والعين ترى؟» وأنهم بعيدون كل البعد عن الانتماء للبحرين وحب الخير لها ولأهلها؟