يقف كثير من الموجهين المهنيين اليوم على أن التخصصات المطروحة اليوم في الجامعات قد تتلاشى في وقت قريب مع التطورات الكبيرة التي باتت تدخل بسرعة هائلة إلى سوق العمل، وأن الذكاء الاصطناعي قد يعيد تحويل مسار أهمية التخصصات إلى مجالات أخرى تقنية أهم للمستقبل. مع ذلك لم نرَ ما يكفي من اهتمام لدى كثير من الناس بتخصصات المستقبل، ربما لأنها لم تحظَ بالتوعية الكافية أو إبراز أهميتها من قبل جهات عدة مسؤولة في الدولة، يضاف إلى ذلك أن عدداً من المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة التي تعكف على ابتعاث الطلبة والموظفين سنوياً لنيل الشهادات الأكاديمية في الخارج، ما زالت تخطو نحو علوم المستقبل على نحو خجول ولا أدري إن كان ذلك راجعاً لقلة إقبال الدارسين عليها أم لعدم توفير الفرص في هذه التخصصات من جهات الابتعاث نفسها.

ما زال يكتنف موضوع الدراسات أو العلوم المستقبلية كثيراً من الغموض، وما زال كثيرون لا يعرفون ما هي التخصصات المستقبلية الهامة التي من الضرورة الالتفات لها لمواكبة التحولات المتسارعة في سوق العمل، ولعل أبرز ما يأتي في العلوم المستقبلية الذكاء الاصطناعي وإطالة الحياة والثورة الرقمية والروبوتيات وعلم الميميات والبنايات العملاقة، يضاف إلى ذلك التوجه البارز نحو دراسات تأثيرات الاحترار العالمي والتقانة الحيوية والتكنولوجيات الناشئة، وأيضاً التفكير التوقعي والتقنيات الافتراضية، التنبؤ أيضاً علم قائم بذاته وبات يشكل أهمية بالغة للمستقبل، يضاف إلى ذلك دراسات الأخطار الكارثية العالمية ومستقبل الأرض وندرة المياه وتلك الدراسات حول نظرية السلام الديمقراطي وعلوم الفضاء.

في إطار تلك الضبابية في الإقبال على علوم المستقبل، بدا لافتاً وقوف المجلس الأعلى للمرأة عليه كمرتكز هام للاحتفاء بالمرأة وخلق الفرص لها في المجال. لقد كان المجلس الأعلى للمرأة لمّاحاً في اختياره لموضوعه هذا العام، فهو إلى جانب وقوفه على مجال رائد كالتعليم العالي، خلق الدافع والمحفز لطرق باب جديد من قبل المرأة الدارسة والتي تبوأت درجات علمية رفيعة لأهمية الالتفات للفرص المستقبلية القادمة التي تواكب متطلبات سوق العمل في المرحلة المقبلة وذلك من خلال اعتماد المجلس في ثالث اجتماعه للدورة السادسة موضوع مناسبة يوم المرأة البحرينية للعام 2019 ليكون «المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل». إذ يحمل هذا العنوان دعوة ضمنية للتوجه للمجالات الجديدة ليس من قبل الدارسين وحسب، بل من قبل الجهات المعنية بالابتعاث في الدولة، إلى جانب ذلك لقد ركز المجلس على المرأة في المجتمع باعتباره الجهة الأولى المسؤولة عن تنمية المرأة ومكانتها في المجتمع وباعتبارها أيضاً النصف الأهم الذي يقود العملية التنموية من داخل الأسرة، ولكنها بالتأكيد دعوة ضمنية للجنسين للالتفات لهذه التخصصات الجديدة.

اختلاج النبض:

وتتواصل ريادات المجلس قيادة المجتمع، بجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.